أصدر الأزهر الشريف، كبرى المؤسسات الإسلامية في العالم، بيانا تاريخيا حول جماعة «الإخوان المسلمين»، حيث وصف الأزهر الجماعة في بيانه بأنها «إرهابية وتسير على خطى داعش والجماعات المتطرفة الأخرى»، وأنها «تنفذ أجندات خفية». كما أكد الأزهر في بيانه أن قتلة النائب العام هشام بركات، الذين تم إعدامهم مؤخرا بعد ثبوت ضلوعهم في عملية القتل، لا يمكن أن يُطلق عليهم «شهداء»، وأن جماعة «الإخوان» تحاول دائما أن تروج مصطلح «الشهادة» من خلال شعاراتها الزائفة.
بيان الأزهر يعتبر تاريخيا؛ فهو الأول من نوعه منذ سقوط تنظيم «الإخوان» في ثورة 30 يونيو التي أطاح من خلالها الشعب المصري بالتنظيم ورئيسه المخلوع محمد مرسي. ولأن مؤسسة الأزهر تحظى بثقة المسلمين والمسيحيين في مصر، وفي شتى أقطاب العالم الإسلامي، فإن هذا البيان سوف يكون له تأثيره القوي على نظرة المجتمعات تجاه جماعة «الإخوان» التي باتت تعيش اليوم واحدة من أحلك فتراتها على الإطلاق.
لكن وجب التحذير هنا من أن هناك من يتعاطف في دول الخليج، وحتى هنا في البحرين، مع قتلة النائب العام المصري هشام بركات، ويحاول إما همزا وإما لمزا أن يظهر تعاطفه هذا، وهو أمر خطير للغاية، ويعني الكثير جدًّا، وليس أقله أن القتل لدى هؤلاء أمر مبرر ومباح بل ويؤدي إلى «الشهادة»! كما أنه مؤشر أكيد على أن أتباع تنظيم «الإخوان» لا يختلفون عن بعضهم أبدا في المعتقد والفكر والتوجه مهما كان موقعهم الجغرافي، ومهما حاول البعض التنظير في ذلك والتفريق بين المنتمين إلى الفكر المتطرف هنا أو هناك. ولذلك فإن أتباع التنظيم في مصر يروجون لاعتبار قتلة النائب العام «شهداء»، في تبرير منحط لفعل القتلة التسعة، وبالمثل فإن معتنقي الفكر هنا في دول الخليج العربي يرون الأمر نفسه تماما، وهم يكشفون بذلك عن وجود بذرة الإرهاب والعنف والتطرف في نفوسهم، وحبهم سفك الدماء، وأن المسألة بأكملها هي انتظار الفرصة السانحة لممارسة ذلك.
mubarak_bh@yahoo.com