نون – أبوظبي
كان متابعو برنامج المنكوس، أمس الأربعاء، على موعد من خلال شاشة قناتي الإمارات وبينونة، لمتابعة مع أحداث الحلقة الرابعة من برنامج «كواليس المنكوس» المصاحب لبرنامج المنكوس، البرنامج الفني الأول من نوعه، والمتخصص بلحن المنكوس من موروث الشعر النبطي الأصيل، والذي تنظّمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، في إطار حرصها المستمر على التعريف بالموروث الشعبي وتعزيز دوره في بناء الهوية الوطنية.
مقدّم الكواليس يطبخ على نار المنكوس ويستعيد أحداث الحلقة السابقة
وقد بدأت الحلقة بتقديم مقدّم «كواليس المنكوس»، عيسى الكعبي، مستهلاً بحديثه عن الطبخ كوسيلة رئيسية للحصول على الطعام اللذيذ، وكونها هواية وفن يصلان بصاحبهما إلى أضواء الشهرة، مقيماً مقارنةً بين المنكوس والطبخ كشغف يحتاج إلى معرفة دقيقة وممارسة مستمرة وإتقان وخبرة كبيرة.
تلاه دعوة المشاهدين إلى متابعة تقرير عن مجريات الحلقة الرابعة المباشرة وهي الأولى من المرحلة الثانية من برنامج المنكوس والتحضيرات والبروفات التي جرت خلف كواليس الحلقة الممتعة والمتميزة كونها أولى الحلقات المباشرة من المرحلة الثانية المصيرية في البرنامج، والتي شارك فيها فرسان المنكوس سعد اليامي، علي محمد آل شقير، محمد آل دلبج المري وناصر الطويل من السعودية، وعبد الله بن عمر المنصوري وراكان عايض المنصوري من الإمارات.
فايز السعيد في مجلس كواليس المنكوس وحديث شيّق عن الفن واللحن
وفي مجلس كواليس المنكوس استقبل فرسان الحلقة الرابعة المباشرة، الأولى ضمن المرحلة الثانية من برنامج المنكوس في أجواء الألفة والمودة والأخوة، الفنان فايز السعيد، وفي غياب زميلهم علي محمد آل شقير، تألق فرسان المنكوس الخمسة سعد اليامي، محمد آل دلبج المري وناصر الطويل من السعودية، وعبد الله بن عمر المنصوري وراكان عايض المنصوري من الإمارات، في حوارية جادة وهادفة مع السعيد الذي طالبهم بتعليمه ما يجهله وتثقيفه عن لحن المنكوس من الموروث الشعبي الفني العريق.
وفي حديث شيّق عن الفن واللحن، برع المتسابقون في تحديد مواصفات مؤدي المنكوس وأوقاته ومحفزات إنشاده في البيئة البدوية والتركيز على ارتباطه بحياة البدوي سواء كان يعيش في المناطق الصحراوية أو البيئة الأصلية أم كان يعيش في المناطق البعيدة التي انتقل إليها بحكم ترحاله وانتقاله، محددين حالة مؤدي ألحان المنكوس في الغالب والتي تمحورت حول حالات الفراق وتفرّق الشمل ما بين مناطق الإمارات من الظفرة إلى العين ودبي وغيرها، أو في السعودية بين جنوب الجزيرة وشمالها وصولاً إلى الكويت.
فالمنكوس بحسب توافق المتسابقين الخمسة هو لحن الوجد والحزن للفراق بعد التلاقي والحنين لأوقات السعادة والسهر وليالي السمر، حيث استشهد ناصر الطويل بعد إنشاده المنكوس بأبيات الشاعر حمد محمد ال صافيه، وقصته مع مرض أحد أبنائه في الكويت ومكوثه في المستشفى، وانتقال أهله «حيهم من دونهم يمسي يا الطارش خلا»، في محاولته الوصول إلى محبيه من الكويت إلى الربع الخالي.
وبعد القصص الجميلة من موروث المنكوس، استمع المتسابقون واستمتعوا بغناء الفنان المتألق فايز السعيد، وهو يردد:
لي صاب شاعرنا محمد صابه قرم ومعنا من خيار اللابه
لكن عوق الود لي عايابه شهم خضع للي ينير اثيابه
وبعد توديعه اجتمع المتسابقون الخمسة في محاورات راقية في الشعر والغناء والحديث الممتع من موروث المنكوس، منشدين جماعياً: «والرجــل لو يشفق على الشاص مالومة/ في ذمتي محدن على الشــــاص منلامي».
ضيافة إماراتية مع الشيف سلطان العتيبة وذائقة شعر ومأكل
ومع الضيافة الإماراتية مجدداً، كان مسك ختام الحلقة الرابعة من كواليس المنكوس، حيث حلّت القيم الأصيلة من الصنع الإماراتي العريق، وكان موعد المتسابقين لتلبية دعوة الشيف الإماراتي سلطان مانع سعيد العتيبة في منزله، الذي استقبلهم بترحيب كريم على عادة الإماراتيين، في الذبيحة للضيف والطبخ استقبالاً له، مستلهماً من البيئتين الإماراتية والسعودية بما يناسب زواره وضيوفه المتسابقين المشاركين في برنامج المنكوس، متحدثاً عن العلاقة الوطيدة تبعاً لكل بيئة بين الشعر والطعام، والذائقة المتقاربة في الموروث الشعري والأكلات الشعبية التي جعلته يحتار في تحضير فوالة ضيوفه ومأكلهم في مجلسه.