نون لايت

تألق وإبداع ومحطات مصيرية في رابع أمسيات برنامج المنكوس

 نون أبوظبي   

استهلت أمس المرحلة الثانية من مراحل المنافسة للوصول إلى لقب المنكوس، البرنامج الفني الأول من نوعه في الوطن العربي، والمتخصص بلحن المنكوس من موروث الشعر النبطي الأصيل، الذي تنتجه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، في إطار حرصها المستمر على التعريف بالموروث الشعبي وتعزيز دوره في بناء الهوية الوطنية، من على مسرح شاطئ الراحة في عاصمة الثقافة والفنون وحاضنة الموروث أبوظبي، وخلف شاشات التلفزيون في أنحاء الوطن، عبر قناتي بينونة والإمارات ، حيث تابع ملايين المشاهدين مجريات الحلقة الرابعة المباشرة من البرنامج.

وشهدت الحلقة المباشرة الثانية من البرنامج حضور معالي اللواء الركن طيار فارس خلف المزروعي،  قائد عام شرطة أبوظبي، رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، وعيسى سيف المزروعي نائب رئيس اللجنة، وسلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر، وسعيد بن كراز المهيري مدير برنامج المنكوس، إلى جانب عدد من ممثلي وسائل الإعلام والصحافة المحلية والعربية، فيما امتلأ المسرح بعشاق الشعر النبطي وألحانه.

تحية من إمارات السلام إلى كويت المجد

ومع كلمات مقدمة البرنامج ريم عبد الله:

بوظبي رمز التسامح شالته بإيديها         وشجرة الغاف رسمتها بصمة فورية

لا غرابة دورة المنكوس تبدا فيها          لانها بين العواصم كنها حورية

افتتحت الحلقة بلوحة فنية رائعة وطلة وطنية من أداء طالبات مدرسة فاطمة بنت مبارك من الإمارات بغناء الفنان فايز السعيد في مشهدية تحية محبة إلى دولة الكويت الشقيقة بمناسبة العيد الوطني الكويتي وذكرى التحرير من كلمات الشاعر العصري بن كراز المهيري، في وفاء الإمارات للكويت وحبها قيادةً وشعباً، فيها مفردات الحب والاحترام والمودة للكويت ديار العز والناس الكرام، كويت الحب والمجد التي قلّدناها على الدنيا وسام، نزف لشعبها أزكى التهاني عبارات التآخي والوئام.

متسابقو المنكوس الـ18 متأهلون في قلوب الملايين وهم صفوة الصفوة

وقبيل انطلاقة الإطلالة الأولى لمتسابقي المرحلة الثانية ضمن برنامج المنكوس، تم الإعلان عن تأهّل كل من صالح الزهيري والوليد عبد الله آل عامر من السعودية بتصويت الجمهور، ليتحدث بعدها أعضاء لجنة التحكيم الشاعر محمد بن مشيط المري من الإمارات، والشاعر والمنشد شايع فارس العيافي من المملكة العربية السعودية، والأكاديمي الدكتور حمود جلوي من دولة الكويت، عن آليات وشروط ومعايير هذه المرحلة المصيرية التي ينضم إليها 12 متسابقاً من أصل 18 متسابقاً خاضوا تجربة المنافسة في المرحلة الأولى على مدار ثلاث حلقات ماضية.

فاعتبر محمد بن مشيط المري أن المتسابقين الذين تأهلوا للمرحلة الأولى في البرنامج هم متأهلون في قلوب الملايين ومجرد وقوفهم على مسرح شاطئ الراحة هو إنجاز واعتزاز والفوز بحد ذاته، مشيراً إلى أنّ المرحلة الثانية تتضمن مشاركتين من قبل كل متسابق، يكون تقييمه فيهما معاً، وليس في الأولى فقط كما كان في المرحلة الأولى، كما يشارك المتسابق في إطلالته الأولى بلحن من اللجنة بينما يختار بيتين اختياراً حراً للنص واللحن في الإطلالة الثانية المباشرة أيضاً.

شروط ومعايير المرحلة الثانية من رحلة لقب المنكوس

أما شايع العيافي فقد بارك بدايةً للكويت الحبيبة قيادةً وشعباً قبل أن يقول: «لا نبحث عن تصعيب الأمور بالنسبة للمتسابقين، ولكن نسعى لأن نُخرج الإبداعات التي لديهم، واللحن بالنسبة إلينا هو محفز للتقييم الأفضل، بينما عبّر الدكتور حمود الجلوي بالنيابة عن كل كويتي عن شكره للإمارات، إمارات الحب والسلام، إمارات الخير والشموخ، قائلاً: «تعبتونا يا اهل الإمارات بطيبكم»، أما عن توقعه لأداء المتسابقين في المرحلة الثانية فقال إن المتسابقين هم من المجيدين للألحان وأصواتهم متميزة وقد كانوا صفوة الصفوة، طالباً منهم التركيز على الأداء كونه المعيار في التميز والوصول إلى اللقب».

وأمام لجنة التحكيم وقف على المسرح نجوم الحلقة الأولى المباشرة من المرحلة الثانية في رابع أمسيات برنامج المنكوس المباشرة، مع ستة متسابقين من المجموعة الأولى لقائمة المنشدين الاثني عشر، وهم: سعد اليامي، علي محمد آل شقير، محمد آل دلبج المري وناصر الطويل من السعودية، وعبد الله بن عمر المنصوري وراكان عايض المنصوري من الإمارات.

سعد اليامي تعايش مع الكلمات وأعطى اللحن جمالاً خاصاً

المتسابق الأول ضمن الستة كان سعد اليامي من السعودية، والذي تحدث قبيل إطلالته على المسرح عن تجربته مع زملائه المتسابقين واعتباره أن المنكوس نبع من الصحراء حيث كان راعي الإبل ينادي على إبله فتستجيب، مستشهداً بالآية «أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت»، ومشيراً إلى أن المنكوس لو كان فصلاً من فصول السنة بالنسبة إليه لاعتبره الربيع، منشداً من ألحان المنكوس:

تمر الفرص مرّ السحايب بنا وتطوف     ونموت ومنازلنا بروس المشاريفي

نعايش زمنا المختلف بين أمان وخوف      وتبقى من أيام السعادة تناتيفي

تزين لنا الدنيا وهي وجهها مألوف        وأنا أدري أنها سبت فراق المواليفي

وكان أول المتحدثين من أعضاء لجنة التحكيم شايع العيافي الذي أكّد على إعجابه بأداء المتسابق ولحنه الذي أتقنه مع تعايشه مع الكلمات وإحساسه العميق بها، مع توقعه منه تقديم الأفضل دائماً، أما محمد بن مشيط فقال: «أبدعت وأجدت وأتقنت اللحن، كما أضفت إليه جمالية بكسراتك التي أعطيته بها جمالاً خاصاً»، أما الدكتور حمود جلوي فأشار إلى صوت المتسابق الجميل ولحنه الممتاز وطريقة أدائه التي أضفت إحساساً قوياً، مع بعض التردد في رفع الصوت خاصة مع قافيتي الفاء في الشطر الأول والثاني.

علي آل شقير… مبدع في كل حالاته

أما المتسابق الثاني فكان علي محمد آل شقير من السعودية فقد أشار إلى أنه يعتبر المنكوس فصلاً ممتداً طوال العام لجماله وحبه له، وخاصة لكونه على علاقة لصيقة بالبر الذي طلع منه المنكوس وترافقت معه مشاعر الحزن والغربة، وفي تقييم اللجنة لإنشاده اللحن

وليفي نواني بالقطيعة وقص رشاي           عزم بالمفارق واختلف نوي ونوّه

أدوج بعد فرقاه وامشي بليا راي                واوقف على المدهال وادوج وأبوّه

قال محمد بن مشيط إنّ المتسابق أدى اللحن بإتقان وجمالية صوت فيها بصمته الخاصة، شاكراً إياه على اختياره القصيدة متمنياً لو أنه رفع الصوت أكثر، قائلاً: «أنت مبدعٌ في كلّ حالاتك»، بينما اعتبر الدكتور حمود أن المتسابق كأنه داخل في التحدي مع اختيار طبقة الصوت العالية والتي أجاد معها التصرف بين البداية والنهاية، مشيراً إلى أن طول النفس كان جداً متمكناً وتوزيع المتسابق لمساحات نفَسه كان متقناً مع نوع من الاستعجال حيث إن المنكوس هو فن البساطة والركود والبطء مع امتداد النفس والجمل الشعرية، ورأى شايع العيافي أن هناك جمالاً في صوت المتسابق والعُرَف مع انضباطية في أداء اللحن.

عبد الله بن عمر… المنكوس نابع من وجدان بدوي

المتسابق الثالث كان عبد الله بن عمر المنصوري من الإمارات الذي أشار بدايةً إلى أنّ المنكوس نابع من وجدان بدوي تربى عند البدو الذين حافظوا عليه إلى يومنا هذا ولو اعتبره فصلاً من فصول السنة لكان فصلاً بين الشتاء والصيف ولأسماه فصل الفراق، ومن كلمات الشاعر صالح بن عزيز المنصوري أنشد المتسابق فأبدع، حيث هنّأه شايع العيافي على إحساسه قائلاً: «ما شاء الله، تبارك الرحمن، لا أجد تعبيراً فالجمال هنا بكل ما تعنيه الكلمة، إحساسك بالكلمة وأداؤك جميل مع قليل من الارتباك، صحت ذائقتك»، أما محمد بن مشيط فعبّر عن إعجابه بتفاعل المتسابق مع القصيدة مع انفلات في بعض الأحيان، وقال الدكتور حمود الجلوي إنّ المتسابق عبد الله اليوم أفضل من أدائه في البرنامج قبلاً، مع تفنن في الأداء وثقة وإبداع.

وثائقيات المنكوس… مواصفات مؤدي المنكوس وعذوبة صوته

وتخلل الحلقة في الاستراحة بين وقفات المتسابقين الستة أمام لجنة التحكيم، استعراض للوثائقي الخاص ضمن سلسلة «وثائقيات المنكوس» التي اشتملت على مقابلات وآراء مسجلة لشعراء ومؤدين وباحثين من الإمارات والسعودية والكويت، يحددون فيها مواصفات مؤدي المنكوس، بينهم الصغير بن مرشود المنصوري، محمد بن سعيد الرقراقي، عبد العزيز بن سلمان الفدغوش، عيدان بن راجس الدوسري وسالم بن ملهي المزروعي، فعلى مؤدي المنكوس أن يتحكم بصوته ويمتلك حنجرة صافية ولا يكون صوته غليظاً يكسر المنكوس، فالمنكوس يفترض الصوت العذب المطرب، والذائقة الجميلة والإحساس الرقيق العميق.

محمد آل دلبج… ثقة عالية بالنفس مع إخلال بالانضباطية

مع محمد آل دلبج المري من السعودية كانت المحطة الرابعة من المتسابقين الستة، الذي قال إن المنكوس خاص بأهل البر من الأجداد والأولين، وهو أكثر شيء كان يطربهم، ثم أمام اللجنة والجمهور أنشد:

اسمحولي واعذروني ليا عفت الوطن     جعل دآرٍ شـد منها تجنبها المزون

اسمع بفرقا الولايف ولوعات الحزن    احسب ان مجربين الموده يكذبون

وحول إنشاده وأدائه، علق محمد بن مشيط قائلاً: «أديت اللحن وأتقنته وصوتك جميل، تعجبني ثقتك بنفسك مع ملاحظة استعجالك بأداء اللحن مع إخلالك بانضباطيته»، أما الدكتور حمود فقد رأى أن طبقة الصوت عالية وصعبة جداً وقد أجادها المتسابق مع غياب إضافة الإحساس والتصرف مقارنةً بأداء المتسابق نفسه في المرحلة الأولى من البرنامج، واعتبر شايع العيافي أن المتسابق كان مستعجلاً طالباً منه إعادة إنشاد الشطر الأول ببطء ومد بما ستناسب مع خصوصية المنكوس.

راكان عايض المنصوري… شيباننا ما يشلون المنكوس إلا في الرملة تحت القمرة

اعتبر المتسابق الخامس راكان عايض المنصوري أن الشيبان كانوا لا يشلون المنكوس إلا في الرملة تحت ضوء القمر، منشداً من أبيات الشاعر صالح بن علي بن عزيز المنصوري، حيث أشاد الدكتور حمود الجلوي بأداء المتسابق وصوته الجميل ونفسه الذي يخلو من الانقطاعات مع مخارج الحروف الواضحة، آخذاً عليه هدوءه الكبير دون إبراز مفاصل الكلام، وغياب الإحساس، أما شايع العيافي فقد رأى أن المتسابق لم يقنعه بأدائه مع غياب انضباطية اللحن والإرهاق البادي في صوته وتقطّعه، مع إشارته إلى أن صوته من الأصوات التي فيها جمال الصوت شرط الأخذ بالملاحظات التي يبديها أعضاء اللجنة، كما أكّد محمد بن مشيط على أن لدى المتسابق جمال صوت وموهبة من الله مع إتقان اللحن ولكن الصوت فيه تعب وإرهاق.

ناصر الطويل… مسك ختام الحلقة الأولى من المرحلة الثانية

وكان ختام الحلقة مع ناصر الطويل من السعودية الذي أشار إلى أنّ المنكوس نبع من حياة البدو والبر ولو كان المنكوس يوصف بفصل من فصول السنة برأيه لكان فصل الربيع كونه فصل الزهر والجمال، ومع إنشاده من كلمات هادي بن سهل المري:

بالضحى شرفت عالي طويل ارجادها       هاضني مشراف أبو ميركه رجم طويل

ابدع القيفان واحب نظم اجدادها               من هواجيس تخالف ولا منها ذبيل

فوح صدري فوح شامية بقنادها              سج منها اللي ركاها على الجمر الصقيل

يااللي تنشد غاية القلب ويش مرادها         ما ابغى الا طاعة الله معدل كل ميل

عبّر الدكتور حمود عن إعجابه الشديد بتألق المتسابق مجدداً على مسرح شاطئ الراحة في برنامج المنكوس، قال: «أبدعت فوق الإبداع بنفس طويل وطبقة عالية وتصرّف بقدرات متقنة ولحن جميل وصوت أجمل، أنت مسك ختام الحلقة في هذه الأمسية»، أما شايع العيافي فرأى أن المتسابق قدّم أداءً متميزاً يرتقي باسم البرنامج، شاكراً حضوره وتفرّغه للأداء وتجرده من الضغوطات الخارجية والمؤثرات الأمر الذي يدل على الثقة، قائلاً: «كنت مسك ختام الحلقة»، بينما وافق محمد بن مشيط زميليه وقال: «فعلاً كنت مسك الختام، غردت خارج السرب، جميع الإبداع حويته كله في هذا النص، مهما مدحناك يا ناصر فنحن نمدح أداءك، أقنعتنا وأطربتنا ونتمنى لك التوفيق».

إطلالة ثانية للمتسابقين تبرز أجمل ما لديهم من قدرات

ومع الإطلالة الثانية للمتسابقين والتي يقيّمها أعضاء لجنة التحكيم بخلاف شروط ومعايير المرحلة الأولى من البرنامج، أبرز المتسابقون برأي أعضاء اللجنة، أجمل ما لديهم من قدرات، فأبدعوا وتجلت أصواتهم الممتعة، فكان الدخول الثاني للمتسابقين إثراءً للبرنامج وإضافةً قيّمة من قبل جميع المتسابقين دون استثناء.

تأهل ناصر الطويل وسعد اليامي من السعودية بقرار لجنة التحكيم

وختاماً للحلقة، كانت نتيجة تصويت لجنة التحكيم تأهّل المتسابقين ناصر الطويل وسعد اليامي من السعودية، أما المتسابقون الأربعة المتبقون: علي محمد آل شقير، ومحمد آل دلبج المري من السعودية، وعبد الله بن عمر المنصوري وراكان عايض المنصوري من الإمارات، فسيكون تصويت الجمهور مقرراً في تأهل اثنين منهم للاستمرار في المنافسة، ويمكن للجمهور التصويت لنجومهم المفضلين من خلال تحميل التطبيق الخاص ببرنامج المنكوس أو عبر الموقع الإلكتروني للبرنامج.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى