نون – أبوظبي
برئاسة حرم سموّ الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني، سمو الشيخة خولة بنت أحمد السويدي، انطلقت أولى مجالسها الثقافية لعام 2019 تحت عنوان «الموسيقى»، في قصر البحر، وبحضور الشيخة فاطمة بنت طحنون بن زايد آل نهيان وهدى خميس كانو رئيس مجموعة أبو ظبي للثقافة والفنون والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، ومشاركة نخبة من الشخصيات الفكرية والأدبية المهمة وسيدات المجتمع، وعدد من قرينات أعضاء السلك الدبلوماسي لإحياء أمسيات المجلس الفكرية والثقافية والعلمية، وأدارت المجلس الإعلامية والشاعرة الدكتورة بروين حبيب، وحل الشاعر والموسيقار نصير شمه كمحاضر للمجلس.
وعبر الحضور عن سعادتهم تجاه اختيار موضوع المجلس الخاص بالموسيقي مؤكدين أن الموسيقى.. تجسيدٌ لِمعاني الجمال، ولغة توحد العالم، تجاوزت قدراتها اللغات كافة، لتفوق ترددات النغمات والرنات سحر مفعول مسببات الفرح والسعادة والرضا لدى الإنسان، فبنية الموسيقى ومحتواها الشعوري ومخزونها العاطفي المتدفق، شفاء ودواء للمعلول، نظرا لقدرتها الرهيبة على مخاطبة كل أحاسيس الإنسان، وان لها تأثير كبير علي حياه الإنسان وتساعد المرضي علي الشفاء و تنمي صحة الأجنة في بطون أمهاتهن و تلعب دور كبير في زيادة الإنتاجية والحماس و إدخال البهجة في نفوس سامعيها.
واستهلت حرم سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني، سمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي، كلمتها بالترحيب بالحضور الكريم و قالت سموها أن المجلس الثقافي شهد نقله نوعيه منذ إطلاقه من استقطاب عدد كبير من المهتمين بالثقافة بشتي ألوانها و بات يلعب دورا في نشر الثقافة المجتمعية و يعزز مفاهيم الحياة و يبث الطاقة الإيجابية من خلال ما يطرحه من موضوعات تثري الروح.
ووصفت سموها الموسيقى بلحن الحب الأزلي وأنها تراتيل عهود مضّت رُتِّلت بابتهالات الخالق، وأصبح اللحن والنغم والوتر سر الوجود و الخلود، مشيره إلي إن الموسيقي تحمل مفاتيح الأزمنة بين أوتارها، وتعد استرسال عبادة الروح ونغم الأنفاس في الوجدان، وقرآنها وإنجيلها وتوراتها كلّها تُرتَّل بنغم السمو الموسيقى.
وذكرت أن الموسيقى حالة من الإبداع الفكري يشعر به الإنسان وتتمثل في معزوفة موسيقية يتفاعل فيها النفس والقلب والمشاعر، كما أنها وسيله تربويه وتدخل في العلاج النفسي ولها أثار ايجابيه علي الأنفس.
ومن جانبها قالت هدى خميس كانو رئيس مجموعة أبو ظبي للثقافه والفنون والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، أن الصوت يعد أهم آله موسيقية في العالم لانه يلعب دورا مهما في التعبير عن العاطفة والأداة الأساسية للتحاور بين الناس وهو أداة أيضا تقربنا وتبعدنا عن الأشخاص.
وتابعت: أن كل اختلاف في نبره الصوت يعبر عن تفاوت في المشاعر فإما ان يعبر عن خوف أو عن عاطفة أو حنان أو غضب.
وبكلمات معبره أكدت الدكتورة بروين حبيب أن علاقة الموسيقي بالإنسان وطيدة، تجمع الصوت و الإيقاع والطبيعة والإحساس، موضحة أن مجلس خولة الثقافي صالون أدبي ثقافي يحرك بداخلها أشياء كثيرة، ليصبح جزء من تكونيني الإنساني المتواضع، مشيرة إلى أن هناك العديد من الصالونات الثقافية المؤثرة، التي تركت بصمة عظيمة في نفوس الكثيرين، وضمت نخبة من المؤثرين مثل يحيى الجمل و دكتور عيسي العزاوى ومصطفي الفقي وصلاح عصفور وصلاح فضل.
وأشار ت إلى أهمية إعداد جيل من المرتيلين، يستمتعون بالصوت العذب، والتجويد الصحيح الذي يشمل تطبيق البحور والأوزان بدقة، ليرسم لنا مقطوعة موسيقية جاذبة تترجم كلمات الرحمن في أبهى صورة، وأعظم معانيه.
من جانبه يرى نصير شمه أن الموسيقى أحد أهم الهبات التي منحت للإنسان ، وعندما نستمع للموسيقي فان الأذن تعشق، والعقل يتحرك، ويبني مخيلة، فعندما كان الراديو سائداً، كانت مخيلة الناس اكبر بكثير مقارنة باليوم الذي تعددت فيه وسائل الاستماع.
وأفاد بأن هناك أكثر من 40 نوعاً للعلاج بالموسيقي، بما فيها الأمراض الخطيرة، فعندما نسمع هذا الرقم نصاب بالصدمة علي الانجازات التي حققها الغرب، و لكن عند البحث في الكتب و تاريخ الطب، نلاحظ أن هذا الأمر قد كان موجود قبل ألاف السنين في بغداد بواسطة العلامة الكندي الذي كان يجري العمليات الجراحية هناك آنذاك، بجانب فرقه موسيقيه تعزف بجانبه القلب و الروح و العقل و الجسد و الدم فكان العود هو أكثر آلة مرتبطة بالإنسان، في هذه الجوانب كونه أقدم آلة موسيقيه منذ العام 1350 قبل الميلاد من العصر الاكدي قبل الميلاد.
وأضاف أن الموسيقى تعد أعلى مراحل الفلسفة، بل وتشكل أعلى مراحل الإحساس، فربما يختزل مقطع موسيقي صغير فكرة كبيرة، قد تستغرق وقت في التفكير، وجهد ووقت أكثر في التطبيق.»، مشيرا إلى أن الفارابي ألف كتاب في الموسيقي، وكذلك الكندي الذي ألف كتاب حول العلاج بالموسيقي الذي ينسب ألان إلى الغرب
ويشكل مجلس «خولة الثقافي» الذي ينظم شهرياً متنفساً لسيدات المجتمع لمناقشة مختلف القضايا الفكرية والأدبية، والعلمية، من خلال تنظيم ندوات وحوارات منفتحة على كافة الموضوعات، واستمر هذا التواصل المعرفي والفكري بين العضوات واتسعت دائرته بانضمام عدد أكبر من المختصات في كافة العلوم الأدبية والعلمية الأمر الذي أتاح خلق فضاء جميل للقراءة والمناقشة والحوارات في كافة المجالات.