نون – دبي
في إطار الاستعدادات الجارية لإرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية في مهمة علمية، اجتاز رائدا الفضاء الإماراتيان هزاع المنصوري، وسلطان النيادي تدريبات النجاة في البرد القارس التي يجريها المركز الروسي «يوري غاغارين لتدريب رواد الفضاء» في إحدى غابات العاصمة الروسية موسكو لتدريب رواد الفضاء على البقاء على قيد الحياة في ظروف الشتاء القاسية ودرجات الحرارة التي تنخفض عن الصفر المئوي.
تهدف هذه التدريبات إلى تزويد رواد الفضاء بعدد من المهارات التي تمكنهم من البقاء لثلاثة أيام على الأقل في بيئة بالغة القسوة في حال انحراف كبسولة الهبوط عن مسارها واضطرارها للهبوط في مناطق أو غابات غير مأهولة شديدة البرودة، وذلك باستخدام معدات وأجهزة موجودة على متن الكبسولة.
ويتعلم رواد الفضاء خلال هذه التدريبات كيفية الخروج من الكبسولة بطريقة صحيحة، وكيفية بناء نوعين من المأوى، ومهارات الإسعافات الأولية، والتعامل مع الضغوط، وإدارة الموارد المتاحة في البيئة المحيطة، والتواصل مع فرق البحث والإنقاذ من حيث الإشارات المرئية كالمشعل الحراري والاتصال اللاسلكي، وهي تدريبات إلزامية يتعين على جميع رواد الفضاء المرور بها.
وقال سعادة يوسف حمد الشيباني، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: «نحن فخورون بالمرحلة المتقدمة التي وصل إليها المنصوري والنيادي منذ التحاقهم بالتدريب في روسيا، ولم تكن هذه المرة الأولى التي يُظهر فيها الرائدان امتلاكهما لقدرات ومهارات كبيرة حيث اجتازا حتى الآن مستويات تدريب متقدمة، وسيخضع الرائدان في المستقبل القريب لمزيد من تدريبات النجاة في ظروف قاسية ونحن على ثقة من قدرتهما على اجتيازها بنجاح تحضيراً للوصول إلى محطة الفضاء الدولية».
سبق التدريب العملي تدريب نظري من شقين: الشق الأول ركّز على اللغة والكلمات المستخدمة للتعبير عن حالات الإصابة وطلب المساعدة. وركّز الشق الثاني من التدريب النظري على تعليمات النجاة والتعرّف على الإسعافات الأولية وطريقة استخداماتها. كما خضع الرائدان قبل التدريب للفحوصات الطبية والنفسية للتأكّد من استعدادهما، وخضعا لنفس الفحوصات بعد التدريب.
وحول التدريبات، قال هزاع المنصوري: «إن أهم ما حققناه من هذا التدريب هو تعزيز ثقتنا بقدرتنا على التكيف والتأقلم مع الأجواء الصعبة بطريقة صحيحة. التدريب كان محاكاة لواقع الهبوط الاضطراري بنسبة مئة بالمئة مما جعلنا نشعر أنه حقيقي لدرجة كبيرة، فعشنا التجربة بالتزام تام وتعلّمنا منها الكثير».
من جهته، قال سلطان النيادي: «قمنا خلال ثلاثة أيام التدريب بالعمل المتواصل: فعلى رأس كل ساعة كان علينا أن نرسل إشارة لفريق الإنقاذ لإخبارهم عن موقعنا ووضعنا الصحي، بالإضافة إلى المناوبة ليلاً للتأكد من إبقاء النار مشتعلة طيلة الوقت وغيرها من المهام التي قمنا بها والخطوات التي تعلمناها للبقاء على قيد الحياة في درجة حرارة متدنية تصل إلى عشر درجات تحت الصفر».
يُشار إلى أن أحد رائدي الفضاء الإماراتيين سينطلق إلى محطة الفضاء الدولية في الخامس والعشرين من شهر سبتمبر المقبل، كأول رائد فضاء عربي يذهب إلى محطة الفضاء الدولية، فيما سيواصل رائد الفضاء الآخر التدريب للقيام بمهام أخرى في المستقبل.
ويدير مركز محمد بن راشد للفضاء برنامج «الإمارات لرواد الفضاء» الذي يُعد جزءاً من «البرنامج الوطني للفضاء» ويهدف إلى إعداد الدفعة الأولى من رواد الفضاء للمشاركة في مهام استكشاف الفضاء العالمية. ويسهم البرنامج في تحقيق الإستراتيجية الوطنية الرامية لتطوير كوادر علمية وإعداد الأجيال القادمة وفق أعلى المستويات العالمية، ويحقق تطلعاتهم للمشاركة في الاستكشافات العلمية وطموحات الدولة في هذا المجال، حيث جاء اختيار أول رائدي فضاء إماراتيين عقب سلسلة من الاختبارات الطبية والنفسية والمتقدمة والمقابلات الشخصية التي رُوعي فيها تطبيق أعلى المعايير العالمية.