نون والقلم

عبدالمنعم ابراهيم يكتب: بعد هجوم (زهدان).. إيران صارت تؤمن بنظرية المؤامرة!

بعد الهجوم الذي قامت به مجموعة (جيش العدل) من بلوشستان ضد حافلة تقل جنودًا من الحرس الثوري الإيراني، والذي أسفر عن مقل 27 جنديا إيرانيا، سارعت إيران إلى اتهام باكستان بالوقوف خلف هذا التفجير الذي وقع في (زهدان) الإيرانية، وأطلقت تهديدات ضد السعودية والإمارات العربية المتحدة، مدعية أنهما قامتا بتسهيل الهجوم!

ولو سألنا أنفسنا خلال أربعين عامًا من حكم الملالي في إيران.. كم عدد البشر سواء كانوا جنودًا أو مدنيين أو أطفالا أو نساء الذين قتلوا في الوطن العربي وفي إيران وفي دول أخرى في العالم على أيدي مرتزقة تمولهم إيران، أو على يد الحرس الثوري الإيراني؟

أخبار ذات صلة

مئات الآلاف من البشر الذين قتلتهم إيران على امتداد 40 عامًا منذ ثورة الخميني حتى الآن، وعدد الذين قتلوا من أبناء وبنات وأطفال الشعب الإيراني داخل إيران لا يمكن أن يحصى أبدًا. أبرياء قتلوا في السجون وفي الشوارع وعلقت المشانق (الرافعات) للمئات من الأبرياء في الأحواز العربية.

كل هذه الجرائم لا تعترف بها إيران، لكن عملية واحدة قام بها (جيش العدل) ضد الحرس الثوري الإيراني جعلت المسؤولين في إيران يتصايحون باتهام أطراف خارجية، وتحديدًا باكستان والسعودية والإمارات بالوقوف خلف هذا الهجوم.. لماذا؟ لأن إيران لا تريد الاعتراف بأن هناك معارضة مسلحة صارت تتحرك داخل الأقاليم الإيرانية التي تتعرض للعسف والتهميش والتنكيل مثل بلوشستان والأحواز، بل داخل مدن إيرانية كبرى مثل طهران وأصفهان وقم وغيرها.

إيران التي صدَّرت مليشياتها المسلحة طوال 40 عامًا إلى لبنان والعراق وسوريا واليمن، وصنعت الخلايا الإرهابية وزوَّدتها بالمتفجرات والأسلحة في البحرين والسعودية والإمارات والكويت، وظلت تتفاخر بأنها تملك القرار السياسي في أربع دول عربية (العراق وسوريا ولبنان واليمن) ها هي الآن تعاني من وجود جماعات مسلحة معارضة للنظام وللحرس الثوري الإيراني داخل إيران، وهذا ما يسمى انقلاب السحر على الساحر؛ لذا فإن المخرج السهل لنظام الملالي من تصاعد الهجمات على الحرس الثوري الإيراني هو اتهام جهات خارجية بالوقوف خلف هذه التفجيرات!

باختصار، إيران الملالي صارت تؤمن (بنظرية المؤامرة) في الوقت الذي كانت تسخر منا في البحرين من (نظرية المؤامرة) عام 2011 حين كنا نقول بأنها هي التي كانت تقف خلف العنف والإرهاب في البحرين. عجبي!

نقلا عن صحيفة الخليج البحرينية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى