نون لايت

لوحات وفاء للشيخ زايد وإنشاد رائع لأبيات محمد بن راشد في المنكوس

 نون أبوظبي   

عبر قناتي بينونة والإمارات من مسرح شاطئ الراحة في عاصمة الثقافة والفنون وحاضنة الموروث أبوظبي، وخلف شاشات التلفزيون في أنحاء الوطن العربي، تابع ملايين المشاهدين مجريات الحلقة الثالثة المباشرة من برنامج المنكوس، البرنامج الفني الأول من نوعه في الوطن العربي، والمتخصص بلحن المنكوس من موروث الشعر النبطي الأصيل، الذي تنتجه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، في إطار حرصها المستمر على التعريف بالموروث الشعبي وتعزيز دوره في بناء الهوية الوطنية.

وشهدت الحلقة المباشرة الثانية من البرنامج حضور عيسى سيف المزروعي نائب رئيس اللجنة، وسلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر، وسعيد بن كراز المهيري مدير برنامج المنكوس، إلى جانب عدد من ممثلي وسائل الإعلام والصحافة المحلية والعربية، فيما امتلأ المسرح بعشاق الشعر النبطي وألحانه.

أجمل الوصف ومشاعر الشجن من أشعار المغفور له الشيخ زايد

استُهِلَّت الحلقة بروائع الوفاء والولاء ترسيخاً للهوية الوطنية والإرث الثقافي الإماراتي الأصيل عبر إطلالة أنيقة راقية متميزة للفنانة الإماراتية «أريام» مع أجمل الوصف ومشاعر الشجن وكلمات الوجد من أشعار المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيّب الله ثراه»، من قصيدته «نسيم الشرق»، ومنها:

حــي بنسـيـم الـشـرق لمـريـف                  لي نفحتـه نرجـس او مشمـوم

رحبت به واصبحـت فـي كيـف                 مـنـي أو زالــت كـــل الـهـمـوم

بنشـدك لــي مـريـت يــا ريــف                 داره عـسـى تكـفـا مــن الـلــوم

هـات الخبـر مــن دون تكلـيـف                 يالمطـلـعـي بـالـخـبـر مــلــزوم

عن صاحبـي عـذب المراهيـف                 شــره يــداري رمـســة الـلــوم

إيـزيـن لــي فـيــه التـواصـيـف                  ريــم رعــى مـنـبـوت لـحــزوم

عيـن لوضيـحـي فــي مكافـيـف                 لـــولا لـبــاس الــــدل وخــتــوم

له من حسن يوسف تواصيـف                  وان صــد زاد امحـبـه اهـمــوم

شــروات مــن مــروا مناكـيـف                ربـعـه وصــار ابـحـوزة الـقـوم

وان عاد له في ارضاه تشريف                 فرحـة امعيـد مـن عقـب صـوم

لمـحـب لــي لــه قـلـب هـزيـف                وصاب الغضي مدقوق لوشـوم

وايـشـوجـه لـعـايــة الـصـيــف                 ورقـــا تـعـلــت راس مــزمــوم

وحـمـايـم فـــي فــــن امـنـيــف                 إتــوقــظ الـعــشــاق م الــنـــوم

وان زارني له في الكرى طيف                أسعـد ولـو فـي لحـظـة احـلـوم

عـســن بـــرق بــــات رفــيــف                مـزنـه كـســا لمـغـيـب بـــردوم

وسمـي ايسوقـه بــارد الـريـف                بـــه مــرعــد دنــــان وغــيــوم

شجرة الغاف شعاراً «لعام التسامح»

عرضت خلال الحلقة تقريراً خاصاً عن شجرة الغاف والتي تم اختيارها  شعاراً لعام التسامح، حيث استعرضت دلالتها ورمزيتها للتسامح في حياة الإماراتيين قديماَ وحاضراً، ودورها في مجالسهم ولقاءات الآباء الأوائل في مجالس الشورى، فظللتهم كما ظللت أجدادهم منذ بداية التاريخ، بظلالها الوارفة للتسامح والتعايش والتنوع الذي رحبت به هذه الأرض وأهلها، وتعتبر رمزاً أصيلاً للصمود والاستمرار والتعايش في الصحراء، واقترانها بالموروث الثقافي والاجتماعي جعلها شجرةً وطنيةً معتمدةً منذ العام 2017، مع ما خصها به المغفور له الشيخ زايد، رحمه الله، من حماية واهتمام ومنع قطعها في جميع أنحاء الدولة، وحث على زراعتها والاعتناء بها، وهذا العام تم  إعلانها شعاراً رسمياً لعام التسامح باعتماد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبإعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله،  فهي التي جمعت الآباء والأجداد وتجمع اليوم أبناء زايد الخير على قيم التسامح والوسطية والتلاقي والاعتدال والانفتاح كثقافة مجتمعية وإرث يومي وثقافة حياة.

متسابقان من الإمارات ينضمان لمسيرة الوصول إلى لقب المنكوس

ومع استعادة مقتطفات من أحداث الحلقة الثانية المباشرة من البرنامج وتجربة الشعراء في خوض المنافسة للوصول إلى لقب لحن المنكوس، تم الإعلان عن تأهل المتسابقين بتصويت الجمهور وهما بخيت عبد الله المرر وراكان عايض المنصوري من الإمارات، وخروج كلٍّ من حسين آل لبيد من السعودية وعمر بن فرّاس العجمي من الكويت.

وأمام لجنة التحكيم التي ضمت كلا من الشاعر محمد بن مشيط المري من الإمارات، والشاعر والمنشد شايع فارس العيافي من المملكة العربية السعودية، والأكاديمي الدكتور حمود جلوي من دولة الكويت، وقف على المسرح نجوم الحلقة الثالثة المباشرة ضمن المجموعة الأخيرة من قائمة المنشدين الثمانية عشر، وهم: بخيت جابر المري، صالح الزهيري، علي محمد آل شقير والوليد عبد الله آل عامر من السعودية، وسالم بن كدح الراشدي وحمدان محمد المنصوري من الإمارات.

الوليد آل عامر: ثقة عالية وانضباطية لحن منقوصة ودِندان

من السعودية جاء الوليد عبد الله آل عامر يحاكي اللحن الذي حدّدته لجنة التحكيم وأداه غناءً المنشد شايع فارس العيافي، حيث نال استحسان اللجنة وإعجابها لما يتميز به من جمال صوت منذ المقلب الذي دخل به مسيرة البرنامج وغنائه النشاز خلف الباب، ثم أدائه المتميز أمام اللجنة في المقابلات التمهيدية للبرنامج، فقال له شايع العيافي: «الصفة الغالبة فيك الثقة والتي تُعطي المؤدي سيطرة على اللحن والأداء، أبدعت وأتقنت خاصة في امتدادات مساحات الصوت في الأبيات، مع أن انضباطية اللحن في البيت الأول منقوصة».

وأشاد محمد بن مشيط بصوت المتسابق وجمال خامته وقوته الغالبة وأدائه المتوازن، وختم بالقول: «لحن المنكوس يعتمد على كمية الطرب وأنت أطربتنا»، بينما طلب منه الدكتور حمود الجلوي أداء لواح نجران فأنشد المتسابق من لحن الدندان الجنوبي، والذي قابله الجلوي بالقول: «من بداية دخولك شهدتُ سيطرتك على اللحن، مع جمال صوت وثقة وقوة اهتزازات صوت وإضافات ونفَس، أنت أضفت إحساسك وهذا الأمر أتمناه من الناكس».

بخيت المري: صوت بعيد وخوف من تضييع اللحن

أما المتسابق الثاني بخيت جابر المري من السعودية فقد طلب منه محمد بن مشيط إنشاد رواح البدو وقال له بعدها:«أديت اللحن وأتقنته، مع أن النفس كان قصيراً في نهايات كل بيت»، ووافقه الجلوي قائلاً: «دخولك من الأساس كان يفتقد قوة الصوت التي يُحاسب عليها المتسابق، القصيدة جميلة تحمل الشجن والمفروض في أدائك اليوم أن يُشعرنا بالسلطنة والطرب، كأنك كنت خائفاً من تضييع اللحن، كنت أنتظر منك أداءً أفضل»، واعتبر شايع العيافي أن نفَس المتسابق ضعيف وصوته بعيد، كأنه كان ينشد خلف جدار، مع أنه من الأصوات الجميلة التي يُعوّل عليها، ناصحاً إياه بأن يُخرجَ صوته من الأعلى لا من داخل صدره.

حمدان المنصوري: في سنه المبكرة يجاري من هم أكبر منه سناً وخبرةً

ثالث المتسابقين في الحلقة الثالثة المباشرة كان حمدان محمد المنصوري من الإمارات، والذي استطاع أن ينال استحسان وإعجاب اللجنة بأداء قوي متميز، اعتبره الدكتور حمود الجلوي نموذجاً من الالتزام باللحن مع التمسك بالأصل في الدخول والخروج مع الإحساس الغالب ودخول الواثق والصوت القوي وعرض العضلات إبرازاً لتمكّن المتسابق رغم الاستعجال في البيت الثالث، ورأى شايع العيافي أن لا أحد يستطيع إلغاء حضور المتسابق وجمال أدائه وشخصيته الواثقة كونه من الأسماء الجميلة، رغم عدم نطقه الصحيح للمفردات في البيت الرابع، متمنياً عليه أن يفهم المفردات ويسأل العارفين فيها، أما محمد بن مشيط فقال له: «أبدعت وأطربت وأنتَ بهذا السن في عمر الرابعة والعشرين استطعت أن تجاري من هم أكبر منك سناً وخبرة في هذا المجال»، طالباً منه إنشاد:

كل ما زل ثلث الليل أجاوب في طويل الجذيب العاوي   وأنت لي حاجةٍ عندك ولا تأخذ ثمنها ولا تهديها

يا تلع الجيد ما ترحم ولانته يا قليل المعرفة تاوي     ما دريت ان عيني من فراقك دمعها بالخفا يحفيها

وثائقيات المنكوس… مواقيت لحن المنكوس ومواضيعه

وتخلل الحلقة في الاستراحة بين وقفات المتسابقين أمام لجنة التحكيم، استعراض للوثائقي الخاص ضمن سلسلة «وثائقيات المنكوس» التي اشتملت على مقابلات وآراء مسجلة لشعراء ومؤدين وباحثين يحددون فيها مواقيت إنشاد لحن المنكوس وأهم مواضيعه، حيث رأى سالم بن ملهي المزروعي من الإمارات أن غناء المنكوس كان يطيب مع هبوب الريح الباردة المنعشة والتذكر  للأحبة بعد الفراق، أما محمد بن يعروف المنصوري فاعتبر أن الحزن وفراق الأحبة كانا من الموضوعات الأساسية للمنكوس، وأن منشد المنكوس كان يشتحن (يحترق من الشوق في لهجة البدو)، في ما يشبه الوقوف على الأطلال من أغراض الشعر الفصيح، في العصر أو الضحى مع الهبوب البارد أو المغرب والليل في السمر على ضوء القمر.

وأشار محمد بن يعروف المنصوري إلى أن إنشاد المنكوس كان في أغراض متعددة في الحب وغيره، وخاصة مع فراق الأحبة والحزن والأزمات، بخلاف الفرح والأهازيج، وأنّ قصيد المنكوس 75% منه قيل في الأزمات والفراق، وأكد الصغير بن مرشود المنصوري من الإمارات على أن القصيد سنع طيب متوارث في الإمارات والمحبة حشيمة عدلة، ليس فيها من الشكات شيء، ولا يمس بشيء فقط يغنى المنكوس.

أما محمد بن سعيد الرقراقي فكشف عن أغراض المنكوس متعددة وخاصة في التذكّر والحزن والحب ولا وقت له فهو مرتبط بمشاعر الإنسان، ورأى الباحث جابر بن فهد الدوسري من السعودية أن المنكوس وقته بعد العشاء إلى آخر الليل، وقال عيدان بن راجس الدوسري أن أفضل وقت لغناء ألأحان المنكوس هو الليل.

سالم بن كدح: تألق في أداء أشعار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم

وكان المتسابق الرابع سالم بن كدح الراشدي من الإمارات، وهو من نجوم برنامج شاعر المليون أيضاً، على موعد مع الإبداع والتميز في غناء أبيات مختارة من قصيدة «سـقـى داركــم مــن وبــل هـمّـال الـصـيـف» من أشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ومنها:

سـقى داركم من وبل هـمال الصـيف          جنوب وشمال وكل حي تـربـونه

سقى السود والفرعا غنيه عن التعريف    وعلى الشامخ اللي يسكن الحر بركونه

أنا ريت وسـط السود بيض عليهن حيف      جزاكم على الله ذا غزال تربونه

خزرني بعين جن فيها بريج السيف     وأنا أصد يا خالد وخوفي من اعـيونه

وقال شايع العيافي إنه يكفي أداء المتسابق تألقه بقصيدة سموّه، أما محمد بن مشيط فقال: «أبدعت وأديت مع بعض الإرهاق، وأتقنت المنكوس الذي يعتمد على كمية الطرب وأنت أطربتنا»، بينما أشاد الجلوي بكمية الطرب والإحساس الذي أضافه المتسابق، مع ملاحظة قطع النفَس في نهايات بعض الأشطر.

صالح الزهيري: طبقة صوت عالية فيها نوع من التحدي

وكان المتسابق الخامس صالح الزهيري من السعودية الذي اتفق أعضاء لجنة التحكيم على حضوره المتميز وثقته وإبداعه وإتقانه أداء لحن المنكوس، مع عدم انضباط إيقاع الصوت في آخر شطر البيت بحسب رأي بن مشيط. أما الجلوي فقد لاحظ أن دخول المتسابق كان قوياً، وطبقة الصوت كانت عالية فيها نوع من التحدي، ومشكلة الصوت العالي إخفاء مخارج الصوت، ناصحاً المتسابق بأن يسيطر على أدائه ويمسك باللحن خصوصاً في المدخل والمخرج لكل بيت، طالباً من المتسابق أن يغني من كلمات شايع العيافي «يا حبني له ويا ويلي على شوفه»، أما العيافي فختم بالقول: «أعجبني جمال الصوت والإتقان في اللحن والحضور المتميز، رغم أنك لم تختر الطبقة التي تناسب صوتك فمساحات المدود أرهقت صوتك في الغناء».

علي آل شقير: أداء منكوس الهوى والهوية

ونال سادس المتسابقين علي محمد آل شقير من السعودية استحسان أعضاء لجنة التحكيم وإعجابهم حيث اعتبر الدكتور حمود الجلوي أن صوته جميل وأداءه متقن، مضيفاً إحساسه ومتصرفاً باللحن مع طول النفس وإعطاء المدود حقها، أما شايع العيافي فقال له: «أديت أداء منكوس الهوى والهوية، إبداع بكل ما تعنيه الكلمة، حضور متميز، تركيز على المفردات وتفاعل معها بإحساس عالٍ جداً»، طالباً منه أن يسمعه غناء «مواري الشوق في عيني مواري الضيق والحسرة»، بينما رأى بن مشيط أن المتسابق أجاد في إطراب اللجنة والجمهور وأبدع في الحضور والأداء المتميز.

تأهل علي آل شقير من السعودية وحمدان المنصوري من الإمارات

أريام: البرنامج أبهرني واستمتعت بأداء المتسابقين

وأطلت الفنانة أريام  باطلالة غنائية ثانية تميزت في غناء أبيات المغفور له الشيخ زايد، «طيب الله ثراه»، مجدداً معتبرةً أن البرنامج أبهرها وقد استمتعت بأداء المتسابقين وأصواتهم الجميلة، كما تعلمت الكثير من آراء لجنة التحكيم. تبعتها الوقفة الثانية لمتسابقي الحلقة الثالثة المباشرة من برنامج المنكوس أمام لجنة التحكيم، في لوحة إبداعية نثروا فيها الإبداع وأظهرت ما يتميزون به من قدرات ربما غاب بعضها في وقفتهم الأولى لرهبة التحكيم، وبعد مقتطفات سريعة مع نجوم المنكوس ضمن برنامج «كواليس المنكوس» الذي سيكون بإمكان الجمهور متابعته مع تفاصيل أكثر من خلال أولى حلقاته يوم الأربعاء القادم عبر قناتي الإمارات وبينونة، كانت نتيجة تصويت لجنة التحكيم تأهّل المتسابقين علي آل شقير من السعودية وحمدان المنصوري من الإمارات، أما المتسابقون الأربعة المتبقون: بخيت جابر المري، صالح الزهيري، والوليد عبد الله آل عامر من السعودية، وسالم بن كدح الراشدي من الإمارات، فسيكون تصويت الجمهور مقرراً في تأهل اثنين منهم للاستمرار في المنافسة، ويمكن للجمهور التصويت لنجومهم المفضلين من خلال تحميل التطبيق الخاص ببرنامج المنكوس أو عبر الموقع الإلكتروني للبرنامج.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى