نون والقلم

مجدي حلمي يكتب: محمد صلاح يحارب الخروج عن النص..منفرداً

تغريدة محمد صلاح المنتقدة حالة السباب المتبادل بين جماهير الكرة على مواقع التواصل الاجتماعى وفى القنوات التليفزيونية يجب أن نقف أمامها خاصة مع صمت بقية لاعبى كرة القدم فى مصر وباقى الرياضيين.

وكنت أتوقع أن أجد سيلاً من التغريدات من جميع لاعبى كرة القدم فى مصر الحاليين والسابقين وبقية الرياضيين من مختلف الألعاب يؤيدون تغريدة نجم النجوم محمد صلاح وتدعو الجماهير إلى التوقف عن تبادل السباب والتوقف عن شتم قادة الأندية الرياضية مهما كانت درجة الخلاف لكن للأسف الجميع التزم الصمت رغم ما لهؤلاء من تأثير كبير على الشباب.

وقضية التعصب الكروى ليست جديدة بل هى قديمة ولكن كانت فى حدود التشجيع والهزار لكن أن تصل إلى حد تبادل السباب بأقذع الألفاظ السوقية، فهو أمر يحتاج إلى وقفة وتحليل الموقف من الحكومة والإدارة الرياضية وممارسى الألعاب المختلفة.

فجماهير الكرة فى مصر جزء كبير من المجتمع وما يخرج عنهم من ألفاظ وتصرفات يعبر عن حالة المجتمع، ومنذ شهور كتبت هنا أننا أصبحنا مجتمع بلا أخلاق وأصبحنا مجتمعاً نعانى من حالة انفصال فى الشخصية ونفعل عكس ما نقول ونتخلى عما نعتقد بسهولة ويسر المهم هو جنى الأموال.

وقلنا إن المجتمعات التى تعانى من حالة انهيار أخلاقى تظهر عدة ظواهر منها وظائف «شجرة اللبلاب» أشخاص يعبرون على أكتاف الغير والمشهلاتية والمخلصاتية ويتحول القودون إلى قادة المجتمع ويصبح فيه الفاسدون هم متصدرى المشهد العام، ويكون المتلونون هم رموز المجتمع.. ويصبح فيه ممارسة الفساد شطارة وموهبة تجب تنميتها.

وينمو فيه عدم احترام الإنسان للآخر حتى لو كان أكبر منه سناً مجتمع يخلو من الرحمة والتراحم.

فالمجتمع الذى تنمو فيه هذه الظواهر من الطبيعى أن تتحول الرياضة فيه إلى حرب بين المشجعين وبين إدارات الأندية وبعضها وبين حتى المسئولين خاصة أنه لا يوجد من يستطيع أن يقف أمام هذه الظواهر السلبية التى تحولت إلى أساس العلاقات فى مصر.

والتصدى لظاهرة التعصب الرياضى يستوجب أولاً أن يتحرك الرياضيون أنفسهم خلف محمد صلاح ويقودون حملة إعلامية كبيرة وواسعة لنبذ التعصب والتوقف عن السباب، كما يجب على قادة الأندية التوقف عن التلاسن فيما بينهم وعليهم اللجوء إلى القانون وللوائح التى تحكم النشاط الرياضى وعلى إدارة الرياضة أن توقف انحيازاتها، وأن تكون حكماً عادلاً بين الجميع، وأن تبرز قوتها لأن الإدارة الرياضية فى مصر بداية من وزارة الشباب واللجنة الأوليمبية والاتحادات الرياضية فى أضعف حالاتها لذا عليها العبء الأكبر فى استعادة قوتها أولاً ومحاسبة المخطئ مهما كان.

وعلى الحكومة دور مهم بأن تكون قدوة فيما تقوم به من أعمال، وأن يتم اختيار المسئولين وفق الكفاءة وليس وفق الثقة ومدى طاعته واستجابته لما يصدر إليه من أوامر عليها أن تبرز القدوة، وعليها أن تصدر بياناً تعلن فيه أنها لن تحمى مخطئاً مهما كان، وأنها ستضرب بيد من حديد كل من يحاول تعكير الجو الرياضى العام، فهذا التحرك الحكومى لابد أن يتم اليوم وليس غداً لأننا مقبلون على استضافة أحداث وبطولات عالمية، ودون الحزم مع كل من يخرج عن النص من الآن سوف يحدث ما لا يحمد عقباه فى هذه المناسبات القارية والعالمية.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى