نون والقلم

عبد العزيز النحاس يكتب: مصر تستطيع النهوض بأفريقيا عالمياً

♦ بعد حوالى 26 عاماً تعود مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقى من جديد، وهى المرة الرابعة التى تترأس مصر فيها الاتحاد الأفريقى منذ إنشائه كوحدة عام 1963.. والعودة المصرية لأفريقيا وترؤسها للاتحاد هذا العام تختلف كثيراً عن الرئاسات السابقة نظراً لاختلاف الظروف والتغيرات التى طرأت على المستويين الإقليمى والدولى وأيضاً ما طرأ على معظم دول القارة السمراء.. وإذا أردنا أن نعي أهمية أفريقيا لمصر والعكس أيضاً علينا أن نعود للخلف عدة أعوام عندما تم تعليق عضوية مصر بالاتحاد الأفريقى عقب ثورة الثلاثين من يونيو وتأثير هذا القرار على مصر إقليمياً ودولياً، والذى كان بمثابة جرس إنذار ونقطة تحول لمصر فى علاقاتها مع أفريقيا من جديد بعد أن شهدت فترة جمود طويلة أثناء فترة حكم مبارك، وأدركت مصر أهمية العودة لأفريقيا، ونجح بالفعل الرئيس عبدالفتاح السيسى والدبلوماسية المصرية فى إعادة هذه العلاقات وترسيخها من جديد على أسس ومفاهيم المشاركة والمصالح المتبادلة واحترام ثقافات الآخر.

أخبار ذات صلة

♦ ومن هنا تأتى رئاسة مصر للاتحاد هذا العام بمثابة تحدٍ للقدرات المصرية على كل المستويات وإمكانية إحداث نقلة نوعية داخل الاتحاد والقارة السمراء، وتأكيد قدرة مصر على أن تكون لاعباً إقليمياً ودولياً خاصة وأن مصر تمتلك دبلوماسية عريقة تستطيع توجيهها لحل كثير من النزاعات المسلحة وغير المسلحة بدول القارة وإحلال لغة الحوار والسلام محل طلقات الرصاص وإنهاء الاقتتال الأفريقى فى أكثر من بؤرة.

♦مصر تستطيع بما تملكه من عقول وقدرات وخبرات أن تعيد بناء الهيكل المؤسسى والمالى للاتحاد الأفريقى وتطوير قدراته بحيث تصبح مفوضية الاتحاد الأفريقى فاعلة على المستوى الداخلى وإنشاء سوق اقتصادى وتجارى وترسيخ قواعد الشراكة بين دول القارة. وأيضاً التحرك دولياً نحو جذب مزيد من الاستثمارات الخارجية خاصة وأن القارة السمراء تحتل الصدارة فى امتلاك الثروات الطبيعية ولديها كنوز متنوعة، وثروة بشرية هائلة تمكنها ليس فقط من حل مشاكل المهاجرين أو النازحبن.. وإنما تحقيق التنمية المستدامة على غرار ما حدث فى الصين ودول جنوب شرق آسيا التى عاشت ظروفاً اقتصادية صعبة وباتت نمورًا اقتصادية عالمية يحتذى بها.

♦ مصر تستطيع فى هذه الدورة وبمساعدة أشقائها استعادة الحقوق الأفريقية التى سلبت لأكثر من قرنين من الزمان عندما هيمن الاستعمار على شتى أرجاء القارة ونهب ثرواتها واستبعد شعوبها وامتهن ثقافتها.. والآن ليس أقل من أن تحصل أفريقيا على مقعد دائم بمجلس الأمن الدولى ليس فقط على أساس توافق إيزولوينى وإعلان سرت، وإنما لتوافق كل دول القارة على أن هذا هو أبسط حقوق العدالة باعتبار أفريقيا ثاني أكبر قارات العالم تعداداً للسكان وأيضاً مساحة وحصولها على مقعد دائم بمجلس الأمن لتمثيل أكثر من مليار و200 مليون نسمة ظلموا على مدار التاريخ.

♦ مصر تستطيع أن تحقق خططها وأهدافها فى أفريقيا ودولياً خلال هذه الدورة شريطة أن تحدد الأهداف بدقة وبجدول زمنى وأن يولى الرئيس السيسى اهتماماً خاصاً بهذا الملف وتكليف شخصية دؤوبة مثل المهندس ابراهيم محلب صاحب الخبرات الأفريقية أن يكون مبعوثه الشخصى فى فترة رئاسة مصر لهذه الدورة وبالتعاون مع مفوضية الاتحاد الأفريقى لمسابقة الزمن والتحرك فى شتى أرجاء القارة لإنجاز أكبر قدر من الخطط والأهداف والملفات التى حددتها مصر.. وأيضاً لتأكيد وترسيخ ـ قدرة مصر ـ أن تكون لاعباً إقليمياً ودولياً بما تملكه من عقول وخبرات وكفاءات دولية.

نائب رئيس الوفد

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى