البافتا في دورتها 71 كعادتها احتفت بالسينما البريطانية ومنحتها أكبر عدد من الجوائز؛ وتميز الحفل بما قدّمه سيرك دو سوليه من عروضه التي فاز عنها بجوائز، بعدما قدَم عرضاً في العام الماضي كان مستوحى من فيلم «شكل الماء» الذي أخرجه جييرمو ديل تورو ونال عنه جائزة أفضل مخرج.
وتألقت الأميرة «كيت ميدلتون» و زوجها دوق كامبريدج حيث حرصا على حضور تفصيل الحفل المبهر المقام في رويال ألبرت هول، مع نجوم العالم برادلي كوبر ومارجو روبي وكيت بلانشيت وإيمي آدمز وسلمي حايك وجلين كلوز وريتشارد مادن و لوك إيفانز و سينثيا إيريفو و ثاندي نيوتن و ليلى كولينز و إيمي جاكسون وكريستيان بيل، وتولت الممثلة البريطاينة جوانا لوملى تقديم حفل جوائز.
رامي مالك يفوز بجائزة البافتا كأفضل ممثل رامي مؤكدا تفوقه واقترابه من الأوسكار عن فيلم Bohemian Rhapsodyوخاصة أن رامي مالك هو الشخص الأكثر أهمية في الفيلم، هو الذي يبدّد جميع المخاوف المتعلّقة بمن يصلح لأداء دور فريدي. هزم الرجل كل من راهن على فشله وعلى تقديمه أداءً سخيفاً. تلبّس فريدي بدنياً وأتقن لغة جسده ولقد ظل مالك مقنعاً في كلّ لحظة من لحظات الفيلم، وخاصة في أبرز مشاهده خلال الحفلة: دخوله، تقديمه الأغاني، طريقة خروجه، رقصه، وإيماءاته، كل ذلك جعل المشهد تجربة حية حقيقية حرّكته تماماً كما أشعل فريدي ميركوري يوماً الجماهير في ويمبلي.
الفيلم سيرة ذاتية عن فرقة الروك البريطانية كوين، يركز الفيلم علي حياة المغني الرئيسي للفرقة فريدي ميركوري الفيلم إنتاج مشترك بين تونتيث سينتشوري فوكس، ريجنسيز إنتربرايز، جي كي للأفلام، تريبيكا للإنتاج وكوين للأفلام، وسيناريو أنتوني مكارتن وبطولة رامي مالك، بين هاردي، آيدن جيلن، توم هولاندرومايك مايرز ومن إخراج براين سينجر الذى حرم من الترشح للجوائز بسبب اتهامه في قضية تحرش.
وكان ينافس رامي مالك كل من برادلي كوبر عن دوره في A Star Is Born، وكريستيان بيل عن دوره في Vice، وستيف كوجن عن دوره في Stan & Ollie، وفيجو مورتينسون عن دوره في Green Book. وحصل أيضا فيلم Bohemian Rhapsody على جائزة أفضل صوتلكلا من جون كاسالي وتيم كافاجين ونينا هارتستون وبول ماسي وجون وارست.
حصد الممثل الأمريكي الشهير ماهر شالا علي، جائزة الأكاديمية البريطانية للسينما والتلفزيون «بافتا» كأفضل عن دوره بفيلم« Green Book » وكان ينافسه آدام درايفر عن فيلم BlacKkKlansman، وريتشارد إي جرانت عن فيلم Can You Ever Forgive Me؟، وسام روكويل عن دوره في فيلم Vice، وتيموثي تشالامي عن دوره في Beautiful Boy. وحصل ماهر على الجائزة عن قصة حقيقية عن عازف البيانو «دون شيرلى» الذي اشتهر في الخمسينيات والستينيات وهو أول ممثل مسلم يحصل على الأوسكار في دورة الجائزة الـ 89،.
اسم ماهر شالا هو جزء من اسمه الأصلي Mahershalalhashbaz، وهو اسم مقتبس من الإنجيل، وفي حوار لمجلة هندية ذكر أن ماهر شالا هو اسم مختصر، وهو أيضا كناية لاسمه الأصلي «علي»، الذي حصل عليه عقب إسلامه وكان سابقا جليمور.
ماهر شالا عاشق تربية القطط، لديه قطة أسماها «ناس»، مقتبسا اسمها من أحد مطربي الراب، وذكر سابقا أن الكلاب لا يمكن أن تتواجد في المنزل بحسب الإسلام، إنما القطط فقط. تحول علي للإسلام أثناء مرحلة الدراسات العليا، عقب زيارته لأحد المساجد بصحبة زوجته الجديدة ووالدته، يقول «لقد شعرت برد فعل قوي تجاه ما رأيته من صلوات هناك، وكذلك رد فعل جسدي لتلك الصلوات، ورد فعلي إنني بكيت، وعقبها بأسبوع استيقظت وقررت الذهاب للمسجد لإشهار إسلامي في نفس اليوم.
ومن المعروف أن فيلم الكتاب الأخضر يرصد طبيعة العلاقة في ظل عدم حصول السود الأمريكيين حتى ذلك الوقت على حقوقهم المدنية بالكامل، والطريف أن الكتاب وثيقة حقيقية انتشرت في هذه الفترة بعنوان «الكتاب الأخضر للسائق الزنجى» والذي قام بتأليفه «فيكتور جرين» كي يساعد الزنوج على اختيار الأماكن التي يأكلون ويقيمون بها في طرق السفر الطويلة، لامتناع البيض من تقديم الخدمات للسود، ووصول الأمر في كثير من الأحيان لاستخدام العنف.
فيلم المفضلة « The Favourite » هو مكتسح الجوائز فلقد حصد عدة جوائز أفضل سيناريو فيلم أصلي؛ و جائزة أفضل شعر ومكياج نادية ستيسي؛ و أفضل تصميم إنتاج؛ و جائزة أفضل تصميم أزياء ساندي بويل؛ وجائزة أحسن فيلم بريطانى؛ وفازت أيضا عنه أيضا رايتشل ويزس بجائزة أفضل ممثلة مساعدة وكانت تنافس كل من إيمي آدامز عن Vice وكلير فوي عن فيلم First Man الرجل الأول، وإيما ستون عن فيلم المفضلة، ومارجوت روبي عن Mary Queen of Scots مارى ملكة أسكتلندا، وكما كان متوقعا فازت الممثلة البريطانية «أوليفيا كولمان» بجائزة أفضل ممثلة عن « The Favourite» وكانت تنافس على هذه الفئة مع جلين كلوز عن دورها في The Wife، وليدي جاجا عن دورها في A Star Is Born وميليسا ماكرثي عن دورها في Can You Ever Forgive Me?، وفيولا دافيس عن دورها في Widowsوحصلت «أوليفيا كولمان» عن تأديتها شخصية ملكة بريطانيا الراحلة «آن» تمامًا دور الملكة آنّ التي أصبحت ملكة إنجلترا واسكتلندا وأيرلندا؛ وحين توليها المنصب، فضّلت آن حزب المحافظين المعتدلين الأكثر قربًا لمشاركة آرائها وأفكارها الدينية عن معارضيهم في حزب اليمينيين.
وقد أصبح اليمينيون أكثر قوة خلال فترة حرب الخلافة الإسبانية إلى عام 1710م الذي استَبعَدَتْ فيه الملكة آن كثيرا منهم من منصبهم، وقد تدهورت صداقتها الوطيدة بسارة تشرشل، دوقة مارلبورو، نتيجةً للخلافات السياسية، ابتُليت الملكة آن بصحة معتلة طول حياتها، فبداية من ثلاثينيات عمرها وفيما فوق أخذت تعاني بشكل متزايد من العرج والسمنة، ومع أنها حمَلَتْ سبع عشرة مرّة من زوجها جورج، أمير الدنمارك، إلا أن أبناءها ماتوا جميعا في حياتها.
«أوليفيا كولمان» ممثلة إنجليزية بريطانية ولدت في يوم 30 يناير 1974 في مدينة نورتش في إنجلترا في المملكة المتحدة حصلت على جائزة البافتا 3 مرات من قبل، مثلت في فيلم المرأة الحديدية عن قصة حياة رئيسة الوزراء البريطانية مارجريت ثاتشر، حيث مثلت دور الملكة إليزابيث الثانية، وفيلم المفضل The Favourite من إخراج يورجوس لانثيموس وتدور أحداثه في إنجلترا في بدايات القرن الثامن عشر، حيث تعتلي الملكة آن العرش وتصير صديقتها المقربة الليدي سارة هي حاكمة المقاطعة، لكن مع وفود خادمة جديدة تدعى أبيجيل إلى القصر، تنقلب الموازين..
ويبدو أن فيلم Roma سيكون له مكانه المميز في الجوائز هذا العام فبعد جوائزه في الجولدن جلوب يفوز بجائزة أحسن فيلم بعد منافسة مع الفهد الأسود BlackKlansman والمفضلة The Favourite و Green Bookالكتاب الأخضر ومولد نجمة A Star Is Born إلى جانب جائزة أفضل فيلم ناطق بلغة غير إنجليزية؛ وفاز أيضا ألفونسو كوران عن فيلم Roma بجائزة أحسن مخرج وكان في منافسة مع سبايك لي عن فيلم الفهد الأسود، وباول لويكويسكي عن فيلم حرب باردة Cold War، ويورجوس لانثيموس عن فيلم The Favorite، وبرادلي كوبر عن فيلم A Star Is Born وحصد أيضا ألفونسو كوران جائزة أحسن تصوير سينمائي عن فيلم Roma وخاصة أ ن ألفونسو يقوم للمرة الثانية فقط في مسيرته الفنية بالعمل كمصور للفيلم إلى جانب الإخراج ، فيستخدم التأثير المعاكس لعمليات القطع السريع للمشاهد ولقطات رد الفعل، خالقا شعورًا مميزا باستمرارية الحياة، مؤكدا على فرضية أن التجربة الواحدة تؤدي إلى أخرى، لتكون في النهاية مستودع الذكريات؛ ويحدث ذلك متنقلا بكاميراته ببطء وبطريقة غير متوقعة مابين أحاسيس الأم الحزين وصخب الأطفال؛ و متاعب كليو التعيسة؛ مستعرضا تفصيلة عيد الميلاد في ذاكرته وركز فيلم روما على الدراما المستوحاة من السيرة الذاتية لفونسو كوارون، على إنشاء حي مكسيكو سيتي الفكري في الفترة بين عامي 1970 و 1971 ، مثل بعض أفلام السيرة الذاتية المنطلقة من الخاص إلى العام، ولكنه هنا يركز على جدلية فلسفة الاختيار من خلال المواقف النسانية التي تمر بها بطلتي الفيلم الأم والخادمة مع تركيز ألفونسو كوارون بشكل أقل على الأطفال أكثر من التركيز على السلوك غير المتزن أحيانًا للكبار من حولهم. بسيطرة مطلقة لمخرج واثق في ما يفعله.
أما أفضل مؤثرات مرئية فكانت من نصيب جيوفري بومان وجيسي جيمس تشيشولم وكريج هاماك ودان سوديك عن فيلم Black Panther معتمدا على مزيج من الخيال الذي لا يعرف حدود؛ والإبهار المعتمد على ما تقدمه التكنولوجيا لعالم السينما؛ وبتوليفة تستثمر نجاح شخصيات الكوميكس بين الجمهور؛ وبهدف سياسي يمكن استنباطه من اختيار مكان الأحداث؛ تمكن فيلم Black Panther لـ ريان كوجلر من تحطيم رقما قياسيا بعد تعدي إيراداته المليار دولار عالميا، وهو عمل مأخوذ عن القصص المصورة التي تنتجها شركة مارفل؛ ولقد أحدث ضجة حول العالم ليس فقط لتحطيمه الأرقام القياسية لإيرادات الشباك ولكن لكونه تحديا للقوالب عن الأفارقة والنساء؛ مع وجود المنحنى الملحمي فيه المقرون بالإنسانيات، والعادات والتقاليد؛ والإبهار التقني .
النمر الأسود شخصية بطل خارق خيالية في القصص المصورة الأمريكية؛ ابتكرها الكاتب ستان لي وجاك كيربي والفيلم هو رقم 18 في عالم مارفل السينمائي؛ والثالث العشر المعتمد في تناوله سينمائيا على شخصية منفردة وخاصة، وهي شخصية الملك تشالا؛ الطريف أن الممثل ويسلي سنايبس حاول تقديم فيلم « Black Panther » من بطولته منذ ما يقرب الـ25 عامًا، حتى قدم في عام 2003، بصنع فيلم«Blade» التابع لعالم مارفل كوميكس، ولعب سنايبس دور البطولة؛ مما يؤكد أن هوليوود التي لا تتوقف عن التطور، ليصبح مستحيل الأمس ممكنًا اليوم وتقليديًّا غدا.
ويبقى أننا في النهاية أننا أمام عملاً ممتعا لأول مرة يقدم أفريقيا بشكل مختلف؛ عناصره اندمجت فيما بينها ببراعة؛ لتعطى ما تمنحه شخصيات الكوميكس الخارقة، للمشاهد من سعة خيال ومرونة للمبدعين في تصميم الأكشن ومشاهد الإثارة والإبهار وحصدت عنه الممثلة الإنجليزية الجوانية ليتيتيا رايت، جائزة الأكاديمية البريطانية «بافتا» كأفضل وجه سينمائي صاعد..
أما أفضل موسيقى أصلية فكما حدث في الجولدن جلوب كانت من نصيب فيلم مولد نجمة A Star Is Born والذي بدأ التصوير الرئيسي في مهرجان الموسيقى في مهرجان كوتشيلا فالي للموسيقى والفنون في أبريل 2017، وعرض الفيلم لأول مرة في مهرجان البندقية السينمائي الدولي الخامس والسبعين؛ أجمل ما في العمل هو مصداقية الأماكن التي لا تنحصر في المسارح والحفلات، لكنها تنتقل أيضا إلى الشوارع والمنازل ومحلات السوبرماركت، ومع احتفاظه بتفاصيل القصة الرومانسية التي شاهدناها من قبل عدة مرات إلى أنه أضاف إليها المصداقية مما جعل الجمهور يشارك أبطاله الأحداث.
أما أفضل سيناريو مقتبس فكان من نصيب BlackKklansman ولقد عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان كان السينمائي 2018 و تنافس على السعفة الذهبية وربح الجائزة الكبرى، وخلال الحفل دعا سبايك لي دونالد ترامب لمشاهدة الفيلم، وقال له أنه اختار أن يقف في الجانب الصحيح من التاريخ بهذا الفيلم.
الفيلم من بطولة جون ديفيد واشنطن وآدم درايفر ولورا هارير وتوفر جريس، وأحداثه تقع في سبعينات القرن العشرين في كلورادو سبرينجس، وتتبع أول محقق أسود في شرطة المدينة أثناء محاولته اختراق وفضح الفرع المحلي من منظمة كو كلوكس كلان، هو اسم يطلق على عدد من المنظمات الأخوية في الولايات المتحدة الأمريكية منها القديم ومنها من لا يزال يعمل حتى اليوم.
يرجع أصل التسمية إلى كلمة كوكلوس (Kuklos) باليونانية؛ وتعني الدائرة، تؤمن هذه المنظمات بالتفوق الأبيض ومعاداة السامية والعنصرية ومعاداة الكاثوليكية، كراهية المثلية، تعمد هذه المنظمات عموما لاستخدام العنف والإرهاب وممارسات تعذيبية كالحرق على الصليب لاضطهاد من يكرهونهم مثل الأمريكيين الأفارقة وغيرهم.
أما أفضل مونتاج فكان لهانك كورين عن فيلم Vice الذي كان موفقا في النقل السريع للأحداث لإظهار التغيرات السريعة في شخصية ديك تشينى من شخص سكير وفاشل إلى أحد أعمدة السياسة الأمريكية بداية من وجوده كمتدرب لدى عضو الكونجرس وليام شتايجر، وشق طريقه إلى البيت الأبيض خلال زمن ولاية الرئيسين نيكسون وفورد، حيث شغل منصب رئيس الأركان في البيت الأبيض في الفترة من عام 1975 إلى 1977.
وفي عام 1978، تم انتخاب تشينى في مجلس النواب الأمريكي الذي يمثل منطقة الكونجرس في وايومنج وعمله كزعيم الأقلية في المجلس في عام 1989، وهناك مشهد غاية في الخطورة حيث يظهر بوش الابن مخمورا وقيامه بأعمال غير مسئولة في أحد الاحتفالات الرئيسية؛ ومن المعروف أنه تم اختيار تشيني ليكون وزير الدفاع خلال رئاسة جورج بوش الأب، وشغل المنصب لأغلب فترة ولاية بوش من عام 1989 إلى 1993.
وخلال فترة عمله في وزارة الدفاع، أشرف تشيني على عملية عاصفة الصحراء عام 1991، ولقد ظهرت لقطات تسجيلية لتشينى أثناء زيارته للصحراء العربية في ذلك الوقت، وقفز الفيلم إلى اختير تشيني من قبل المرشح الجمهوري للرئاسة جورج دبليو بوش ليكون نائبه في انتخابات عام 2000؛ و في عام 2004، أعيد انتخاب تشينى لفترة الثانية نائب للرئيس.
ولقد أستطاع تقديم حقيقة تشينى بداية من أيام تشيني المخمورة، أيام الجحيم في وايومنج وانتهاء بأن سمسار بعد عملية تغير قلبه ، وقد كان هناك قدرة هائلة لاستخدام الفلاش باك للإشارة إلى فشله مرتين في دراسته بجامعة يل الأمريكية ومعاودته الكفاح ثم دخوله للحياة السياسية وعمله عن قرب مع عدد من الرؤساء الأمريكيين حتى توليه منصب نائب الرئيس الأمريكي.. وتعرضه لأكثر من خمس أزمات قلبية خطيرة .
أما أفضل فيلم كرتون فكان من نصيب سبايدرمان Spider-Man: Into the Spider- Verse فيلم رسوم متحركة مقتبس عن شخصية مايلز مورالس سبايدرمان من قصص مصورة لمارفل كومكس؛ وتقع أحداث الفيلم في أكوان متعددة مشتركة تسمى بالـ «سبايدر-فيرس» (Spider-Verse)، والتي تتميز بعوالم بديلة مختلفة، والفيلم من إخراج بوب برسيتشيتي .