نون – أبوظبي
انطلقت من على مسرح شاطئ الراحة في عاصمة الثقافة ومنارة التسامح أبوظبي، الحلقة المباشرة الثانية من برنامج المنكوس، البرنامج الفني الأول من نوعه في الوطن العربي، والمتخصص بلحن المنكوس من موروث الشعر النبطي الأصيل، الذي تنتجه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، في إطار حرصها المستمر على التعريف بالموروث الشعبي وتعزيز دوره في بناء الهوية الوطنية.
وشهد الحلقة المباشرة الثانية من البرنامج حضور معالي اللواء فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية في أبوظبي، وعيسى سيف المزروعي نائب رئيس اللجنة، وسلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر، وسعيد بن كراز المهيري مدير برنامج المنكوس، إلى جانب عدد من ممثلي وسائل الإعلام والصحافة المحلية والعربية، فيما امتلأ المسرح بعشاق الشعر النبطي وألحانه.
«عسى الله يبارك في خليفة وسلمان» كلمات وفاء تردد صداها في أرجاء شاطئ الراحة
واستُهِلَّت الحلقة بشلة الفنان الإماراتي ظافر الحبابي، وإنشاده الجميل بصوته العذب الحماسي في حب الوطن الذي أسر الجمهور في المسرح وخلف الشاشات، مرددين معه مفرداته المعبرة عن صدق الولاء والانتماء وعمق الوفاء:
«عسى الله يبارك في خليفة وسلمان عنوان الوفا يبقى سعودي إماراتي»
تلاه تقرير خاص عن الحلقة الأولى المباشرة من البرنامج وتجربة الشعراء الستة الأوائل في خوض المنافسة للوصول إلى لقب لحن المنكوس، ثم الإعلان عن تأهل المتسابقين بتصويت الجمهور عبد الله المنصوري من الإمارات وسعد اليامي من السعودية، وخروج كلٍّ من طالب الصعاق من الإمارات ويوسف بن ذروة الهاجري من الكويت.
و أمام لجنة التحكيم التي ضمت كلا من الشاعر محمد بن مشيط المري من الإمارات، والشاعر والمنشد شايع فارس العيافي من المملكة العربية السعودية، والأكاديمي الدكتور حمود جلوي عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية بكلية التربية الأساسية من دولة الكويت، وقف على المسرح نجوم الحلقة الثانية المباشرة وهم: بخيت عبد الله المرر وراكان عايض المنصوري من الإمارات، حسين آل لبيد وناصر الطويل وهادي بن جابر المري من السعودية، وعمر بن فراس العجمي من الكويت، واستمعوا مع الجمهور إلى إرشادات وشرح آلية المنافسة في الحلقة عبر اللحن التي حددته اللجنة وأداه غناءً شايع العيافي.
بخيت المرر يأمل أن يهدي الفوز إلى دولته الإمارات
وبتقديم متميز متجدد من الفنانة والإعلامية ريم عبد الله، بدأت المنافسة تحتد مع ظهور المتسابق الأول بخيت عبد الله المرر من الإمارات، الذي أطل على الجمهور آملاً إهداء فوزه بلقب لحن المنكوس إلى دولته الحبيبة الإمارات، وبدا مجيداً للحن والأداء فقال له شايع العيافي «أجدت اللحن بشكل جميل، وكان عندك استعجال في بدايات الجمل تداركته في البيت الرابع، فالمنكوس لا يستغني عن المدود، بشكل عام حضورك جميل وصوتك كذلك، وقد طبّقت اللحن حسب ما هو مطلوب»، أما محمد بن مشيط فوافق العيافي في رأيه وأضاف: «صحت ذائقتك على اختيار النص، تمتاز بطول النفس ومع ذلك أتطلع منك لتقديم الأفضل»، ورأى د. حمود الجلوي أن المتسابق يمتلك صوتاً جميلاً لكنه لم يُظهر قوته، والمدود كان بينها خلل، مبدياً إعجابه بإحساسه وتفاعله مع الأبيات وتوزيع نفسه بشكل جميل جداً.
حسين آل لبيد… حضور متميز لولا مخارج الحروف
وبدأ المتسابق الثاني حسين آل لبيد من السعودية بأبيات تحية للحضور وإشادة بالتحالف بين الإمارات والمملكة الشقيقة، مختاراً من كلمات الشاعر مهدي بن حويل أبيات إنشاده وأدائه الذي قال فيه محمد بن مشيط المري إنه كان جميلاً وكان حضوره مميزاً، وقوة النفس كانت ممتازة، بينما أشاد الجلوي بصوته وقوته البارزة وعذوبته الواضحة وإحساسه الجميل ونهاياته المبدعة، مشيراً إلى أن المنكوس مع أنه فن المدود التي أداها المتسابق بشكل جيد، ولكن مخارج الحروف كانت غير واضحة وهناك ضرورة لإبرازها بوضوح خصوصاً لجمهور البرنامج خلف الشاشات، واعتبر العيافي أن المتسابق أحسن اختيار النص فللكلمة الجميلة تأثيرها في المتلقي، كما أنه كان واثقاً في أدائه المنكوس مع انضباطية اللحن والأداء.
راكان عايض المنصوري… التزام صارم باللحن أخفى البصمة الخاصة بالمتسابق
ومع أداء المتسابق الثالث راكان عايض المنصوري من الإمارات أبدى أعضاء اللجنة إعجاباً واضحاً بأداء وصوت وقدرات المتسابق راكان عايض المنصوري لولا أنهم لاحظوا عليه التزامه الصارم باللحن الذي حددته اللجنة، دونما إبراز لبصمته الخاصة مع غياب إحساسه وإضافته على اللحن، حيث قال شايع العيافي: «للمتسابق حرية الأداء وإضفاء البصمة الخاصة به، أداؤك جميل جدا جدا، رغم الخطأ الذي ارتكبته أثناء الإنشاد»، وأكد الجلوي على شكره المتسابق لإجادته اللحن إجادةً جعلت اللجنة تشعر بأن المتسابق متمرس وحافظ له، وقال: «أنت بشكل عام كنت متميزاً وأديت بشكل يجذب المستمع»، بينما أشاد المري باختيار المتسابق كلمات محمد بن يعروف المنصوري معتبراً أن جمال صوت المتسابق لا يختلف عليه اثنان.
وثائقيات المنكوس… مجالس شعراء وباحثين وآراء تتعدد وتتفق
وتخلل الحلقة في الاستراحة بين وقفات المتسابقين أمام لجنة التحكيم، استعراض للوثائقي الخاص ضمن سلسلة «وثائقيات المنكوس» التي اشتملت على مقابلات وآراء مسجلة لشعراء ومؤدين وباحثين في لحن المنكوس، بينهم محمد بن يعروف المنصوري والصغير بن مرشود المنصوري وسالم بن ملهي المزروعي من الإمارات وعيدان بن راجس الدوسري وجابر بن فهد الدوسري من السعودية وعبد العزيز بن سليمان الفدغوش من الكويت، الذين أبدوا آراءهم في لحن المنكوس وتعدد أصواته وتنوع أدائه بين المنشدين، مع اتفاقهم على أن هناك معايير وضوابط لألحان المنكوس مع تحكّم بالطبقات الصوتية، دونها يصبح الأداء في ألحان أخرى.
عمر بن فراس يستعجل البدايات ويمد النهايات
رابع المتسابقين كان عمر بن فراس العجمي من الكويت مع إنشاده من كلمات الشاعر عامر بن نوطان، والذي اعتبر شايع العيافي أنه كان مرتبكاً فيه، ولحنه كان غير منضبط، حيث كان المتسابق يستعجل البدايات ويمد نهايات الأبيات الأمر الذي أثر على إحساس المتسابق بها، وقال بن مشيط إن قصيدة المتسابق كانت جميلة ولكن أداءه لم يقنعه، أما الجلوي فأشار إلى أنّ اللجنة تركّز على اللحن الذي لا يجب الخروج عنه وخاصةً في المطالع (الدخول) والخروج، بينما تسمح به في المنتصف، وأنّ الارتباك كان بادياً على المتسابق وغاب إحساسه بالقصيدة «دمعة العين الحزينة»، وبكمية الشجن والحزن الذي فيها والمتناسب مع لحن المنكوس وطبيعته الحزينة.
ناصر الطويل… تألق بكل المعايير وإجادة أكثر من الإجادة نفسها
بينما حلّ المتسابق الخامس ناصر الطويل من السعودية متألقاً بكل معايير لجنة التحكيم، في أدائه من كلمات الشاعر عبد الهادي بن سهل المري، حيث قال له بن مشيط: «صحّت ذائقتك باختيار كلمات الشاعر، وأضفت على اللحن جمالية بصوتك الجوهري، حضورك مميز بدنياً وذهنياً، مع ضرورة التركيز على مخارج بعض الحروف»، أما الدكتور الجلوي فقد قال: «أطربتنا اليوم، أجدت اللحن إجادةً أكثر من الإجادة نفسها، ثقتك بنفسك مع قوة تصرف، بصمتك واضحة، مجدداً ملاحظته حول ضرورة توضيح مخارج الحروف للمشاهدين خلف الشاشات، وأشاد العيافي بانضباطية الأداء، مع أن الصوت لم يكن في أحسن حالاته بسبب الإرهاق أو التوتر رغم الإبداع في أداء الصوت ومفاصل اللحن».
هادي بن جابر… إبداع في المنكوس وتألق في الشلة
وكان ختام الحلقة الثانية المباشرة مع المتسابق هادي بن جابر المري من السعودية الذي أنشد أيضاً من كلمات عبد الهادي بن سهل المري، وكان أداؤه جميلاً جداً برأي عضو لجنة التحكيم الدكتور حمود الجلوي الذي قال له: اختيار جميل وأداؤك جميل جداً، وصوتك واضح، وملاحظتي أن هناك استعجالاً في اللحن، أنت صوت وإحساس واضحان، مع أن الطبقة العالية صعبة ولكنها تنعكس على وضوح المفردات، بينما طلب منه شايع العيافي أن يؤدي الشلة التي رددها المتسابق من أشعار الغزل، ونالت إعجاب عضو لجنة التحكيم، حيث عبّر عن إعجابه بحضور وأداء المتسابق المتمكّن والثقة التي لها الدور الكبير في جذب المتلقي، أما محمد بن مشيط فقال: «أبدعت في المنكوس وفي الشلة بعد، أداؤك جميل مع إتقان لحن»، مع ملاحظة أن نفَس المتسابق كان يقصر بعض الشيء.
مع كواليس المنكوس… إثارة ومغامرة في الصحراء
وقبيل ختام الحلقة كانت إطلالة ثانية للفنان ظافر الحبابي مع فقرته الغنائية، وتقرير إعلاني خاص لمغامرة في الصحراء مع نجوم المنكوس ضمن برنامج «كواليس المنكوس» الذي سيكون بإمكان الجمهور متابعته مع تفاصيل أكثر من خلال أولى حلقاته يوم الأربعاء القادم عبر قناتي الإمارات وبينونة، كما كان جمهور البرنامج على موعد مع الاستمتاع الإضافي بالمرور الثاني لنجوم الأمسية الثانية، والذي ظهروا فيه بأصواتهم العذبة وإحساسهم العالي بالكلمة في أداء متتابع، متحررين من رهبة الوقوف أمام اللجنة والاختبار، كونهم خارج التقييم فهذا المرور الثاني لا يتم احتسابه من ضمن الدرجة الخاصة للمتسابق.
هادي بن جابر وناصر الطويل يتأهلان بتصويت لجنة التحكيم
وكانت نتيجة تصويت لجنة التحكيم تأهّل المتسابقين هادي بن جابر المري وناصر الطويل من السعودية، أما المتسابقون الأربعة المتبقون: بخيت عبد الله المرر وراكان عايض المنصوري من الإمارات، وحسين آل لبيد من السعودية، وعمر بن فراس العجمي من الكويت، فسيكون تصويت الجمهور مقرراً في تأهل اثنين منهم للاستمرار في المنافسة، ويمكن للجمهور التصويت لنجومهم المفضلين من خلال تحميل التطبيق الخاص ببرنامج المنكوس أو عبر الموقع الإلكتروني للبرنامج.