عمر العلماء: القيادة لا تخشى المجهول في عالم الذكاء الاصطناعي ووضعت استراتيجية لريادة العالم
مبارك الشامسي: التحول إلى الاقتصاد الرقمي ضرورة حتمية لبناء مجتمعات عصرية قائمة على الابتكار والمعرفة
نعمل لإطلاق مبادرات وطنية فاعلة لبناء اقتصاد رقمي مستدام يعتمد على البحث العلمي والصناعات المتقدمة
نون – أبوظبي
أكد معالي عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي أن القيادة الرشيدة لا تخشى المجهول في عالم الذكاء الاصطناعي حيث وضعت القيادة الإماراتية استراتيجية طموحة للذكاء الاصطناعي هدفها ريادة العالم في هذا المجال وعينت وزير اً ليكون مسؤولا عن تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة المواطنين وضمان تقدم دولة الامارات العربية المتحدة في كافة القطاعات والمجالات، مشيرا الى أن الإمارات اثبتت للعالم بالفعل قدرتها فيهذا المجال من خلال نجاح بناء الإمارات في إطلاق أول قمر صناعي يتم تطويره في دولة الإمارات وبأيدي نخبة من المهندسين الإماراتيين، وهو «خليفه سات» الذي يعمل مركز محمد بن راشد للفضاء حالياً على تطويره في مختبرات تقنيات الفضاء الواقعة في مقر المركز في دبي. علما بان «خليفة سات» من أفضل الأقمار الصناعية المتقدمة في العالم، لما يحتويه من تقنيات متطورة ومحدّثة وابتكارات تقدم خدمات ذات جودة عالية للمستخدمين، مما يدل على أن القيادة الرشيدة قد حققت المستحيل بالفعل بما يؤهلها لريادة العالم في مجالات الذكاء الاصطناعي مستقبلاً.
جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى القادة الذي تصدر انطلاقة الدورة الخامسة من «أسبوع التعليم التقني والإبتكار2019» الذي ينظمه مركزأبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني خلال الفترة من 5-11 فبراير المقبل بجميع إمارات الدولة، تحت رعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، بحضور سعادة مبارك سعيد الشامسي مدير عام مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، وسعادة الدكتور أحمد عبد المنان العور مدير عام معهد التكنولوجيا التطبيقية التابع لـ«أبوظبي التقني»، وسعادة الدكتور عبدالرحمن جاسم الحمادي مدير عام معهد أبوظبي للتعليم والتدريب المهني، وعلي محمد المرزوقي رئيس مهارات الإمارات، وبمشاركة نخبة من كبار المسؤولين والخبراء الدوليين الذين استعرضوا خلال المنتدى أحدث الحلول والتجارب العالمية والمشروعات اللازمة لتطوير المنظومة التعليمية في المؤسسات التعليمية وصولاً الى مخرجات تعليمية وطنية قادرة على الإبداع والابتكار، بجانب كل من جون زهانق نائب رئيس غرفة التجارة الدولية في مدينة شنغهاي بالصين، الذي تحدث حول «بلوك تشين المحرك الأساسي للتحول الرقمي، وسعيد محمدالقرقاوي مدير أكاديمية دبي للمستقبل الذي تحدث حول «تقنيات المستقبل»، وفيلهامهيدبرج الرئيس التنفيذي لشركة إيكار الذي تحدث حول «أدوات وتقنيات التحول الرقمي»، ويقين عبدالله الحمادي قاضي ابتدائي في مركز فض المنازعات الايجارية بدبي ، التي تحدثت حول «التعليم التقني والمهني في عصر القضاء الذكي»، وسالم المطروشي متحدثا حول «موائمة التشريعات وفق منظومة الذكاء الاصطناعي»، وسيف الجنيبي حول «إنترنت الأشياء لمستقبل الامارات»، فيما استعرضت المواطنة الشابة قصة نجاحها في برنامج نعم للعمل.
وأوضح معالي عمر العلماء في ورقة العمل الرئيسية- لتدشين فعاليات المنتدى – بعنوان« الذكاء الاصطناعي ودوره في تحقيق الرفاه الاجتماعي» أن الخوف من المجهول هو السبب في عدم مواكبة الحضارة العربية للثورة العلمية خلال القرن الخامس عشر الميلادي حيث تم تحريم استخدام آلة الطباعة التي تم اختراعها في العام 1455 ومن هنا جاء تخلف تلك الحضارة رغم أنها هي التي صدرت العلم للعالم متضمنا الطب والثورة الطبية وعلوم الفضاء بل إن كل شيء نراه في حياتنا اليوم أصوله ترجع الى علماء العرب، وفي ذلك ذات الوقت جاء هذاالاختراع ليغير وجه البشرية ويظهر دول وحضارات جديدة و ليكون أساس الثورة العلمية والمعرفية في أوروبا ..ومن هنا جاء نجاح قيادتنا الرشيدة التي تؤمن بضرورة مواجهة التحديات والاستفادة من الفرص وعدم الخوف من المجهول «الذكاء الاصطناعي» وليكون الأساس الذي تقوم علية الحضارة والتقدم في ربوع دولة الإمارات العربية المتحدة، لافتا الى أن المجتمع الإماراتي يتفاعل مع الذكاء الاصطناعي بالفعل حيث أن كل هاتف ذكي هو نظام للذكاء الصناعي وكل واحد منا يعيش في نظام من الذكاء الاصطناعي باستخدامه مختلف المنصات الذكية ومنها اليوتيوب والجوجل وغيرها من المنصات التي نستخدمها في كل الأوقات.
وفيما يتعلق بدور الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم قال معالي عمر العلماء أنه علي مر التاريخ فان أساس نمو الحضارات والدول هو التعليم فالدول المتعلمة هي الدول المتقدمة والشعوب المتعلمة هي التي تصنع الحضارات والاكتشافات والاختراعات، لافتا الي أن هناك 4 تحديات تواجه التعليم في العالم حاليا الأول هو التزايد في عدد الطلبة في الدول النامية والمتقدمة مما يجعل تركيز المعلم مع الطلبة اقل وبالتالي يتأثر المستوى والمحتوى التعليمي، ويتمثل التحدي الثاني في التغيرات والتوجهات العالمية التي تتطور بشكل سريع في الوقت الذي لا تستطيع المناهج والمعلمين أن تتوافق معها بنفس السرعة ومن ثم يكمن التحدي في سرعة مواكبة المتغيرات وسرعة تطبيقها في المناهج التعليمية، فيما يتمثل التحدث الثالث في زيادة الكلفة التشغيلية والإدارية في التعليم فالدول تصرف المليارات على التعليم ومع ذلك يرى أكثر الخبراء أن التعليم متخلف مقارنة بطموحاتنا واحتياجاتنا للقرن ال21، أما التحدي الرابع فيتمثل في توفير الكفاءات القادرة على الاستفادة من التقنيات بشكل سريع ومتوافق ومن ثم فان اساس المشكلة ليس في قطاع التعليم ولكن في ارادتنا لتسخير النظم الموجودة من أجل تحقيق افضل نظام تعليمي في العالم.
وقال وزير الدولة للذكاء الاصطناعي أن الذكاء الاصطناعي يساعد في تحديد احتياجات الطالب التعليمية ويوفر الدعم المعرفي المستقبلي، كما تمكننا نظم الذكاء الاصطناعي اليوم من التوصل الى المعلومات الكافية والمعرفة المتواجدة في كافة المنصات الذكية «جوجل ويوتيوب وغيرها» يوميا بما يعني استخدام هذه المنصات في تسخير المعرفة للشخص، كما يمكن من خلال استخدام التطبيقيات الذكية قراءة تعابير الوجه وفهم مدى اهتمام الطالب بالموادالمتقدمه،فكل طالب قادر على أن يكون متفوقا و خبيرا في مجال معين ومن ثم فمن مهام الذكاء الاصطناعي المساعدة في الوقوف على المجال الذي يبدع فيه الطالب، وهو الأمر الذي يؤكد أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في تسخير المناهج واختصارها بما يلبي اهتمامات الطالب ويسهل من وصول المحتوى له.
ولفت معالي عمر العلماء الى أن للذكاء الاصطناعي الدور الفعل في إعادة صياغة دور المعلم من خلال بناء قدرته في مجال الذكاء الاصطناعيوتطبيق نظم هذا الذكاء بشكل فعال، وقدرته على دعم الطالب للتفاعل معه، وبرمجة نظم الذكاء في التعليم، مؤكدا على أن الهدف المستقبلي يتمثل فيجعل المعلم مبرمجا للدرس وليس ملقننا.
وكانت الجلسة الافتتاحية لمنتدى القادة الذي نظمه «أبوظبي التقني» في فندق دوستتاني بأبوظبي تحت شعار «التعليم التقني والمهني:التحول نحو الاقتصاد الرقمي» قد بدأت بكلمة سعادة مبارك سعيد الشامسي مدير عام مركزأبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني أعرب خلاها عن عظيم الشكر والتقدير للقيادة الرشيدة وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهياننائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي لتفضله برعاية هذا الحدث الهام وهو الأمر الذي يمثل حافزًا لنا جميعاً على العمل الدؤوب لتنفيذ توجيهات القيادة الرشيدةوتحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة ومنها توفير الكوادر البشرية المواطنة القادرة على المشاركة الفاعلة في بناء اقتصاد مستدام إذ أن التطورات الكبرى المتلاحقة في استخدامات أنظمة الذكاء الاصطناعيوالروبوتات وإنترنت الأشياءوالبيانات الضخمةتجعل التحول إلى الاقتصادالرقمي ضرورة حتمية لبناء مجتمعات عصرية قائمة على الابتكار والمعرفة.
وأضاف سعادة مبارك الشامسي فقال «من هنا يأتي انعقاد هذا المنتدى ليناقش الاقتصاد الرقمي وأهميته وواقعه الطَموحومقومات نجاحه وسبل النهوض به ليكون رافداً للاقتصاد الوطني، لاسيما في ظل توجه الدولة نحو اقتصاد المعرفة، ومن أبرز التقنيات التي يتناولها الخبراء خلال المنتدى تقنية التعاملات الرقمية «Block Chain» التي يعتبرها الكثير من الخبراء التقنية الأساسية لتحقيق الاقتصاد الرقميلدورها الفاعل في تشفير المعلومات ومواجهة التهديدات المتناميةالتي يواجها العالم على مستوى أمن المعلومات».
وأوضح الشامسي إن التطورات السريعة والمتلاحقة في تكنولوجيا المعلومات التي يشهدها عالمنا اليوم أدت بشكل مباشر إلى تغيير في طرق ووسائل تنفيذ الأنشطة الاقتصادية وظهور «الاقتصاد الرقمي»… الذي يُعبر عن رؤية مستقبلية لعالم تكون فيه تكنولوجيا المعلومات الركيزة الأساسية للاقتصاد ممــا يفرض علينا كتربويين وباحثين ومتخصصين وأصحاب عملأن نقيّم فجوة المهارات الرقمية الحالية والمستقبلية وأن نعمل على سدها عن طريق مواصلـة تطويـر نظام التعليم والتدريب التقني والمهني لتمكينه من إعداد جيل قادرعلى قيادة برامج التحول الرقميومواكبـة الثـورات العلميـة والتكنولوجيـة في سوق العمل، لافتا الى أن القيادة الرشيدة أدركت مبكراً أن الانتقال بالاقتصاد الإماراتي إلى مرحلة متقدمة من الابتكار والابداعيتطلب الاستثمار في الكوادر المواطنة ورفع مستوى وعي الشباب والمجتمع الإماراتيتجاه التعليم والتدريب التقني والمهنيمن خلال تمكين مركز أبو ظبي التقني من تنظيم مسابقة مهارات الإمارات ومسابقة المهارات العالمية2017 في أبوظبي والتي استقطبت أكثر من 15000 مشارك من 78 دولة / وأكثر من 150 ألف زائر ..!! ومسابقة آسيا العالمية 2018 في أبو ظبي والتي استقطبت 528 مشارك من 19 دولةمما يساهم في توفير الكفاءات الوطنية المطلوبة لتشغيلالقطاعات الصناعية في المستقبل.
وأضاف مدير عام أبوظبي التقني فقال «نتطلع أن يكون هذا الاسبوع فرصة ثمينة للشبابللإلتقاء بنخبة من خبراء القطاع الصناعي والتعليم للتعرف على المشروعات الحالية والمستقبلية ومسارات التعليم التقني والمهني /والفرص الوظيفية المتخصصة التي تنتظرهم في المستقبل، ولا يفوتني في هذا المقام، إلا ان أتقدم بالشكر الجزيل إلى كل من ساهم في إنجاح هذا المنتدى؛ من متحدثين ورعاةومشاركينومشرفين، آملاً أن يساهم في إطلاق مبادرات وطنية فاعلةتساعد على بناء اقتصاد رقمي مستداميعتمد على البحث العلمي والصناعات المتقدمة، متطلعين إلى ابتكارات بأيدٍ إماراتية تغير حياة الأجيال القادمة للأفضل بإذن الله».