سؤال لكنه ليس ككل الأسئلة، سهل ممتنع، لكن جوابه صعب يحتاج إلى كتب.
يدور في عقول الكثيرين، ويتردد على ألسنة المتابعين، في مراكز الأبحاث والمختبرات، في دوائر القرار وبين الخبراء والأصحاب المحبين والمنافسين.
«سر نجاح دبي» هو السؤال، كيف تميزت، وكيف كبرت، وكيف ازدهرت وتألقت؟
وجهنا السؤال كإعلاميين، وحصلنا على عشرات الأجوبة، الأمر يتكرر يومياً أمام المسؤولين والتجار والمستثمرين، يسأل عنه حتى المستثمر الأجنبي وتطرحه الوفود الأجنبية وبعثات الأعمال عندما تحضر هنا.
سُئل عن السر الشيخ محمد بن راشد، مرات ومرات، في حضور الإعلام، وفي غيابه، ويكون جوابه الابتسامة والقول: «التوفيق من الله، لكن لا توجد أسرار، فدبي لا تفعل شيئاً بالسر، كل مشاريعها وأعمالها وخططها في العلن، فالنجاح يحتاج فقط إلى رؤية وعمل واجتهاد».
في «قصتي»، أحدث كتب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، جاء الجواب عبر 50 درساً للنجاح، أجاب سموه، عن الخلطة السحرية لنجاح دبي من دون أن يشير إلى ذلك مباشرة.
جاء الجواب مركزاً تحت فصل الوصايا العشر، إنها «الإدارة» فالنجاح يحتاج إلى إدارة، إدارة حكم وإدارة شعب وإدارة مؤسسات وفرق عمل، ومن غير ذلك لا يمكن العبور نحو المستقبل بنجاح.
أزمتنا في المنطقة كما يقول سموه إدارة وليست سياسة، فنحن بحاجة إلى إداريين أكثر من سياسيين.
نجاح نموذج دبي سببه الإدارة الفعالة المبادرة المتابعة المنجزة، فغاية الحكومة خدمة الناس، والغاية من الإجراءات والأنظمة والقوانين هي: خدمة البشر، فلا ضرورة لتمجيد الإجراءات، ولا حاجة إلى تقديس القوانين، هكذا يقول محمد بن راشد وهكذا فعلت دبي.
وفعلت أكثر بالتخطيط للمستقبل، فقيادتها عملت على بناء الإنسان وفرق العمل، أرشدتهم ومكنتهم ورفعت سقفهم وأعطتهم الصلاحيات، فسموه، يؤمن أن الفريق العظيم سيحملك إلى أماكن عظيمة، والفريق الضعيف ستحمله فوق ظهرك حتى يكسره.
آمن سموه، منذ توليه المواقع القيادية قبل 50 عاماً، أن الحكومات التي لا تبتكر، تشيخ وتهرم وتخرج من السباق ومن السياق، كما آمن أن الاقتصاد الجديد، قائم على الأفكار، وأن العالم الجديد عماده المواهب.
محمد بن راشد، يؤمن أن أعظم إنجاز هو بناء البشر وليس الحجر ليستطيع الانطلاق نحو بناء الحياة.
لهذه الأسباب نجحت دبي، قيادة ورؤية وفرق عمل وإنجازاً.. إنها الثقة بالنفس والإيمان بالآخر ، هذا هو سر نجاح دبي.
