دوشة فنية

حنان ابو الضياء تكتب: من فيلمين ومذكرات الابنة.. حكاية «ستالين» الذى تزوج أبنته!

 ستالين وعهده والمؤامرات التى أصبح سمة للحكومات التي تعاقبت على الحكم في روسيا السوفيتية ثمة اعمال كثيرة أقتربت منها وخاصة حياة الديكتاتور السوفيتى ستالين؛ مابين كتب وافلام ولكن أكثرها أنتشارا ما كتبته أبنته سفيتلانا من مذكرات تحت عنوان «20 رسالة الى صديق»، و كتاب «نساء الكرملين» لاريسافا سيليفا ترجمة احمد الخميسى؛ وفيلم ستالين التلفزيوني تم إنتاجُة سنة 1992، من بُطولة الممثل روبرت دوفال؛ وفيلم موت ستالين.. ولعل أهم وصف لشخصيته ماقالت  أبنته فى مذكراتها «كان رجلا بسيطا جدا، وقحا جدا وقاسيا جدا. كان يحبني ويريدني أن أصبح ماركسية متعلمة».

الى جانب ان هناك فيلم عن الابنة يظهر به ستالين؛ للمخرجة لانا بارشينا؛ قالت فيه سفيتلانا: «أينما ذهبت، الى سويسرا أو الهند أو أي جزيرة نائية سأبقى سجينة اسم والدي»، ومعروف ان سفيتلانا كانت قريبة من والدها في وقت من الأوقات، وانه كان يدعوها «عصفورتي الصغيرة»، وكان عمر سفيتلانا ست سنوات حين انتحرت والدتها، وقتل شقيقها ياكوف خلال الحرب العالمية الثانية عام 1941، حيث وقع في الأسر ورفض والدها مبادلته بجنرال ألماني، بينما توفي شقيقها الآخر فاسيلي في موسكو في عام 1962، وقد نفى والدها حبيبها الأول، وهو مخرج أفلام، إلى سيبيريا، حيث قتل أثناء محاولة هروبه

ومعظم الاعمال تناولت موت ستالين الذى قيل أنه عمل طويلاً في مكتبه في الكرملين، في الليل، وعلى عادته، شاهد فيلمًا برفقة بيريا، مالينكوف، خروتشوف وبولجانين بعدها، ذهب الجميع لتناول العشاء في بيت ستالين الريفي في كونتسيو، وحسب خروتشوف، انتهى العشاء قرابة الساعة الخامسة أو السادسة صباحًا: «كان ستالين ثملاً كفاية ومزاجه رائعًا، وهكذا، بعد هذه «الجلسة»، عدنا الى منزلنا، سعداء، لأن ما من شيء حدث، حفلات العشاء عند ستالين لا تنتهي دائمًا نهاية سعيدة».

في اليوم التالي، الأحد في الأول من مارس، «وهو عادة يوم عطلة»، أمضى خروتشوف نهاره في منزله، بانتظار تلقي مخابرة من «الزعيم» كما يحصل كل يوم، وانتهى نائمًا حين استيقظ فجأة في الليل على صوت رنين الهاتف، وكان مالينكوف يعلمه أن حرس ستالين ومرافقيه شعروا أن ثمة ما أصابه، وكان مالينكوف قد أبلغ أيضًا بيريا وبولجانين، انتقل خروتشوف بسيارته إلى كونتسيو حيث التقى معاونيه، وقال له الحرس إنهم كانوا قد أرسلوا خادمة ستالين ماتريونا العجوز لتحصل على أخبار منه، فوجدته واقعًا خارج سريره نائمًا على الأرض. حينها، مدده الحرس على أريكة في الغرفة المجاورة، وفي رواية خروتشوف أن الحرس اعتقدوا أن ستالين كان ثملاً: «حين علمنا بالأمر، قررنا أنه من غير اللائق أن نظهره (ستالين) في هذه الحالة المزرية وغير اللائقة»، وعاد كل واحد إلى منزله، بعد ساعات عادوا من جديد إلى كونتسيو بعد استدعائهم بواسطة التليفون، وكانوا قد اتصلوا بأطباء، تقرر أن حالة ستالين سيئة وخطيرة، وقرر حينها مساعدوه الستة الكبار تنظيم حراسته من أربع وعشرين ساعة على أربع وعشرين، اثنين اثنين ومداورة، قرب سريره.

أما رواية حارس ستالين الخاص فتختلف عن رواية خروتشوف حيث غادر خروتشوف والمعاونون الآخرون منزل ستالين الريفي في الأول فجرًا بعد أن تناولوا بضع كؤوس من عصير الفاكهة، عند الظهر، بدأ الحارس الخاص أمام باب ستالين يقلق لعدم سماعه أي حركة من ناحية مسكنه، وكان ممنوعًا بشكل قاطع أن يصعد أحد ليرى ستالين من دون أن يكون مدعوًا مسبقًا، قرابة الساعة السادسة والنصف مساء، أضيء النور في مكتبه، اطمأن الجميع بانتظار مكالمة منه، كان الوقت يمرُّ من دون أن يعطي ستالين أي إشارة، قرابة الساعة الحادية عشرة ليلاً، وصل القلق إلى أقصى درجاته، لكن ما من أحد كان يجروء على فتح بابه.

أخيرًا، وعند وصول البريد الخاص من الكرملين إلى المنزل الريفي، أعطى ذلك حجة بأن يدخل المسكن وجده ممدًا على سجادة بالقرب من مكتبه، كان عاجزًا عن الكلام، من دون أن يفقد الوعي، وأشار ستالين برأسه بالإيجاب حين سأله الحرس إذا كان ممكنًا أن ينقلوه إلى الأريكة، بعدها تم الاتصال تلفونيًا بوزير أمن الدولة انياتيا، ونصح هذا الأخير باستدعاء بيريا أو مالينكوف، وكان ممنوعًا، منذ «قضية الأطباء المسممين»، من السماح لأي طبيب بالاقتراب من ستالين من دون إذن مسبق من بيريا..ولم يظهر معاونو ستالين في منزله الريفي قبل الساعة التاسعة صباحًا، وكانوا بصحبة أطباء وأُعطيت له أول الاسعافات الأولية، قرابة عشر ساعات بعد اكتشاف إصابته بالمرض، وكان نزيفًا في الدماغ.

وصلت ابنة ستالين إلى كونتسيو في صباح التالى وقد وصفت اللحظات الأخيرة من حياة والدها بالكلام الآتي: «كان النزيف قد اجتاح دماغه، وفي الساعات الثانية عشرة الأخيرة، بدا واضحًا النقص في الأوكسيجين، بدأ وجهه يزداد اسودادًا وكان نزاعه مع الموت رهيبًا، كان يختنق أمام نظرنا وفي لحظة، قبل النهاية، فتح فجأة عينيه ليضم بنظره كل من كان حوله كانت نظرة مخيفة، ما بين الجنون والغضب، وكان الرعب يملأه أمام الموت وأمام وجوه الأطباء المنحنين فوقه، إن أكثر من عشر ساعات مرَّت ما بين لحظة اكتشاف مرض ستالين ووصول الأطباء لمساعدته.

بعد ثمان وأربعين ساعة، سُمعت دقات على الطبول قبل الإعلان: «قلب زميل لينين في السلاح، حامل راية عبقريته وقضيته، المربي الحكيم وقائد حزبه الشيوعي والاتحاد السوفياتي، توقف في الخامس من مارس، في الساعة التاسعة وخمسين دقيقة، في موسكو».

وفى الحقيقة أن ستالين دمر حياة الكثيرين وعلى رأسهم ناديا سيرجيفنا آليلوييفا هي الزوجة الثانية لزعيم الاتحاد السوفيتي جوزيف ستالين ولدت في يوم 9 سبتمبر 1901، لإبن عامل سكك حديدية ثوري روسي إسمه سيرجي آليلوييف وزوجته أولجا ذات الأصل الألماني الجورجي المشترك والتي كانت تتقن اللغة الروسية، وقد كان سيرجي آليلوييف صديق لستالين وتعرف على إبنته وأحبها وتزوجها في سنة 1919 وهي بعمر الـ18، بعد الثورة الروسية (1917) عملت آليلوييفا أمينة القلم السري في مكتب لينين، وقد كان زيها بدون مكياج وتجميل وكان شكلها أقرب للثوار، أنجبت من ستالين إبنين منه وهما فاسيلي ستالين في سنة 1921 و سفيتلانا ستالين سنة 1926، وحسب كلام صديقة آليلوييفا المقربة بولينا زيمخوجينا، أن زواجهما كان مجهد وصعب وأنهما كانا كثيرين الجدال مع بعضهما، وقد كانت تعاني من مرض عقلي هو اضطراب ذو اتجاهين، وقد كان يقول فياتشيسلاف ميخائيلوفيتش مولوتوف بأنها كانت تعاني من تغيرات في مزاجها من فترة لأخرى وكانت تبدو امرأة عصبية، كانت علاقتها قوية مع إبنها فاسيلي ولم تكن قوية مع سفيتلانا، وقد كانت صارمة مع إبنيها، في يوم 9 نوفمبر 1932 بعد شجار مع ستالين في حفلة عشاء عامة أمام الناس، تم العثور عليها وهي ميتة في غرفتها مع مسدس بجانبها، البيان الرسمي قال بأن ناديشدا ماتت بسبب إلتهاب الزائدة الدودية، لكن السلاح الذي كان بجانبها يشير بأنها ماتت منتحرة، لكن آخرين شككوا بهذا وقالوا بأن السلاح الذي كان بجانب جثتها لم تستعمله وأن ستالين هو الذي قتلها بنفسه، وقد كانت حسابات ورسائل ستالين في تلك الفترة تبين أنه كان قلق بتلك الفترة، بعد هذا الحدث غادرت ابنة ستالين البلاد وهاجرت إلى الولايات المتحدة وقد كتبت مذكراتها عن عائلتها وما كان يدور فيها.

في سنة 1992 مثلت جوليا أورموند دورها في فيلم ستالين… وعن انتحارها، فقد انطلقت الشائعات بأن ستالين هو من قتلها رميا بالرصاص، فيما تقول مؤلفة كتاب «نساء الكرملين» أن هناك قصة غربية روتها لها امرأة بلشيفية طاعنة أواسط الخمسينات حينما كانت الكاتبة شابة وهى أن «ناديجيدا» ملعونة منذ ولادتها وحتى آخر حياتها لأنها زوجة ستالين وابنته فى الوقت نفسه، وبأن ستالين هو من قال لها ذلك فى لحظة شجار عنيفة بينهما.

وهناك مسلسل للتلفزيون الروسي، «سفيتلانا» عن حياة ابنة يوسف ستالين، سفيتلانا اليلويفا، وأحداث المسلسل تدور في الفترة بين عامي 1942 و1966، وتعرض فترة دراسة سفيتلانا في المدرسة وزواجها وولادة أطفالها ومغادرتها الاتحاد السوفيتي عام 1966، المسلسل مستوحى من كتاب سفيتلانا «رسائل إلى صديقي»، الصادر في الولايات المتحدة بعد هجرتها إلى أمريكا.

المسلسل تناول أكثر حقبة درامية في تاريخ الاتحاد السوفيتي، بدءا من فترة تقديس ستالين، وانتهاء بإزالة قناع القداسة عنه في المؤتمر الـ20 للحزب الشيوعي السوفيتي، عام 1956، وتولى كاتب السيناريو الروسي المشهور، ألكسندر بوروديانسكي، تأليف سيناريو المسلسل، وقام الممثل، سيرغي كولتاكوف، بأداء دور يوسف ستالين أما الممثلة الشابة، فيكتوريا رومانينكو، فلعبت دور ابنته سفيتلانا.

أما فيلم وفاة ستالين يعد أحد افلام الهجاء السياسى للمخرج و السياريست أرماندو يانوتشي، مستندا الى الرواية المصورة الفرنسية La mort de Staline ، مصورا الصراع على السلطة السوفييتية بعد وفاة الزعيم السوفييتي الثوري والسياسي جوزيف ستالين (أدريان ماكلوجلين) في عام 1953.

الهجوم على الفيلم أتخذ ذريعة مايحويه من أخطاء تاريخية ؛ ولكن الحقيقة أننا أمام نوع من الكوميديا السوداء والتى معها قد نتقبل بعض الأخطاء حتى التاريخية؛ وفى الحقيقة أننى تحملت مآسى مافعله ستالين فى تلك الحقبة بسبب التناول الكوميدى للأحداث على عكس ماحدث معى عند مشاهدة فيلم ستالين؛ هو فيلم تلفزيوني تم إنتاجُة سنة 1992، من بُطولة الممثل روبرت دوفال الذي جسّد الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين وفاز الفيلم بثلاث جوائز جولدن جلوب كذلك فاز الممثل روبرت دوفال بجائزة أفضل مُمثل، تم تصوير الفيلم في بودابست، والمجر، وموسكو، وروسيا، وبالقُرب من الكرملين وصور الحياة السياسية والشخصية للزعيم السوفيتي جوزيف فيساريونوفيتش ستالين وكيف وصل إلى الحُكم وتمكن من تحويل الاتحاد السوفيتي إلى قوة عُظمى كذلك يُسلِط الضوء على سُلوك ستالين وتصفيتة لمُعارضيه وعلاقتة مع زوجتة.

يَستنِد الفيلم إلى المذكرات التي كتبتها ابنة ستالين عندما كانت في الولايات المتحدة عام 1967. ..وفى الواقع أن رفض الدولة الروسية هذا العمل ليس مستغربا فلازالت هناك أماكن عديدة بروسيا تحمل صورة ستالين، أو كما قال أرماندو إيانوتشي، واصفا وضع ستالين في روسيا:(انه حقا ينج بفعلته هذه. فلقد حجبناه بهدوء ولم نشغل أنفسنا كثيرًا بشأنه)  …ومن المعروف أن فيلم موت ستالين بدأ التفكير به خلال مهرجان كان السينمائي 2016، تم تعيين أرماندو إيانوتشي كمخرج وكاتب مشارك، جنبًا إلى جنب مع المتعاونين المنتظمين ديفيد شنايدر، والكاتب المشارك سميث أوفإيان مارتن، وبيتر فيلوز وبدأ الإنتاج في 20 يونيو 2016 وانتهى في 6 أغسطس، وشملت مواقع التصوير كييف وأوكرانيا (للمشاهد الخارجية والخارجية من مبنى الأعداء العام ومبنى NKVD) والمملكة المتحدة (في بلايث هاوس، قاعة الماسونيون وقصر الكسندرا في لندن ، مونجيويل بارك في أكسفورد).

وتدور أحداث الفيلم بشكل كوميدى ببث راديو موسكو مقطوعة لموزارت؛ امر جوزيف ستالين بتسجيل الأداء، ومع عدم تسجيل المقطوعة قررت المحطة بسرعة إعادة أداء الحفل؛ هذا تتضمن جلب المارة لتكرار الصوتيات؛ ورشوة عازف البيانو ماريا يودينا.

يخفي يودينا رسالة في اسطوانة التسجيل حيث يقول لستالين انه دمر البلاد، وكما يقرأه ستالين في منزله، فيصاب بنزيف دماغي، يتم اكتشافه في اليوم التالي ويتم تنبيه أعضاء اللجنة المركزية، أول من وصل هو رئيس NKVD لافرنيتي بيريا، الذي يكتشف رسالة يودينا، ونائب الأمين العام جورجي مالينكوف كما ذعر مالينكوف، ترشده بيريا إلى القيادة، على أمل استخدامه كدمية، رئيس حزب موسكو نيكيتا خروتشوف يصل مع بقية اللجنة، باستثناء وزير الخارجية فياتشيسلاف مولوتوف، الذي أضافه ستالين إلى واحدة من قوائم أعدائه في الليلة السابقة، يغلق بيريا قبالة موسكو، ويتولى NKVD مهام الأمن في المدينة من الجيش السوفييتي، ويحل محل قوائم أعداء ستالين ببلدة مولوتوف الخاصة به، يناضل خروشوف وبيريا من أجل الانتصارات الرمزية مثل السيطرة على ابن ستالين غير المستقر فاسيلي وابنته سفيتلانا، عندما يموت ستالين، يندفع أعضاء اللجنة إلى موسكو بينما يسرق بيرنا منزل ستالين ويقتل الشهود، يذهب خروتشوف إلى منزل مولوتوف ويحاول الحصول على دعمه، لكن مولوتوف، المؤمن الحقيقي بالستالينية، يعارض أي فئوية داخل الحزب بيريا يشتري ولائه بإطلاق زوجته بولينا مولوتوفا من الحبس.

يتم تعيين مالينكوف كرئيس الوزراء الاسمي بينما يتم التحكم بدرجة كبيرة من قبل بيريا، في أول اجتماع للجنة بعد وفاة ستالين، أعار بيريا خروتشوف عن طريق وضعه في جنازة ستالين واقتراح العديد من الإصلاحات الليبرالية التي خطط خروشوف لإدخالها يتم وضع جثة ستالين في الولاية في قاعة الأعمدة، في حين يتم إطلاق سراح العديد من السجناء السياسيين ويتم تخفيف القيود المفروضة على الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، والحصول على دعم بيريا الأكثر شعبية، يصل المارشال جورجي جوكوف ويطالب بمعرفة سبب اقتحام قوات الجيش السوفييتي في ثكنات داخل موسكو يعلم بيريا أن خروشوف لديه معرفة بالغة مع يودينا، الذي تم التعاقد معه لأداء الدور فى الجنازة، ويهددهم بالملاحظة يقترب خروتشوف من جوكوف، الذي يوافق على توفير دعم الجيش في انقلاب للإطاحة ببيريا، ولكن فقط إذا وافقت اللجنة ولتقويض شعبية بيريا، أمر خروتشوف باستئناف القطارات إلى موسكو، مما سمح بدخول اللآلاف من المشيعين للمدينة كما خطط ، قام حراس NKVD بإطلاق النار على الحشد حول القاعة، مما أسفر عن مقتل 1500 شخص.

وتقترح اللجنة تفويضا لضباط NKVD منخفضي المستوى؛ بما أن بيريا يعتقد أن اللوم المرتبط بالأجهزة الأمنية سيشوهه، فإنه يهدد اللجنة بغضب من وثائق التجريم التي جمعها بشأنها يخبر مولوتوف سراً خروتشوف وكاجانوفيتش أنه سيدعم الانقلاب إذا تمكنوا من الحصول على دعم الآخرين، بما في ذلك مالينكوف يكذب خروشوف على اللجنة وتشوكوف أيضا على أنه لديه دعم مالينكوف فيسيطر الجيش السوفياتي ويطغى على NKVD ويتخذ مواقعه خارج قاعة المؤتمرات كما اعتقل زوكوف ورجاله بيريا، وأجبر خروشوف مالينكوف لتوقيع أوراق محاكمة بيريا، ويجد خروتشوف وحلفاؤه بيريا مذنبا بالخيانة والاعتداء الجنسي في محكمة الكنجر فيعدمونه وبإحراق جثة بيريا، يعطى خروتشوف لسفيتلانا تذكرة سفر إلى فيينا ويؤكد لها أن أخيها سيتم الاعتناء به وبعد عدة سنوات، يحضر خروتشوف، وهو القائد الأعلى في الاتحاد السوفييتي الآن بعد إزاحة المتآمرين معه، حفلة موسيقية مقدمة من يودينا، بينما يشاهده الزعيم المستقبلى ليونيد بريجنيف.

ومن الأخطأ التاريخية بالفيلم أولا البحث عن الفتاة التى صورت مع ستالين للتصوير مع خليفته؛ رغم أن تلك الحكاية تخص تاريخيا هتلر؛ الى جانب أنه لم يكن NKVD موجودًا في أوائل عام 1953، حيث كان الشرطة السرية عبارة عن وزارة منفصلة برئاسة سيمون إجناييف، بينما تم تعيين لافرينتي بيريا وزيرًا للداخلية في 5 مارس 1953، في يوم وفاة ستالين.

أما  المرعب «بيريا» فكان رئيساً للامن السوفيتي وجهاز الشرطة السرية في عهد ستالين، بنهاية التصفية الكبرى ولعل من أجمل مشاهد الفيلم عندما طلبت أبنة ستالين أحضار حبيبها الذى أعتقل كما فعل بيريا مع زوجة كايوز ولكنه يخبرها أنه قتل أثناء محاولة هربه، ومن المعروف أنه في عام 1935 أصبح بيريا من أكثر التابعين الموثوقين لدى ستالين، فثبت موقعه في حاشيته وعام 1948 جلب ستالين بيريا إلى موسكو ليصبح رئيساً للمفوضية الشعبية للشؤون الداخلية؛ الوزارة المسؤولة بمراقبة قوى الشرطة، والتي نفذت التصفية الكبرى.

الفيلم أظهر أن نهاية ستالين كانت أثر اصابته بجلطة نتيجة لخطاب أرسلته عازفة بينانو له تدعو عليه فيها وبسبب سخريته الشديدة من الخطاب أصيب بجلطة ؛ ولكن مانشر حول وفاته أن ستالين أنهار بعد عشاء مع بيريا وقادة سوفييت اخرين، ومات بعد 4 ايام، في مذكرات الوزير مولوتوف (نُشرت عام 1993) ادعى أن بيريا سمم ستالين وأنه خرج متباهياً قائلاً «لقد تخلصت منه» والدليل أن ستالين بعد أن فقد الوعي لم يتلق العلاج الا بعد مرور ساعات، وهذا مايظهر فى الفيلم ولكن بمعالجة كوميدية؛ بعد موت ستالين أصبح بيريا رئيساً للوزراء وحليفه ملنكوف أصبح كقوة خلف العرش، ونيكيتا خرتشوف سكرتيراً للحزب، والذي كان يعتبر أقل أهمية من رئاسة الوزراء، وتعهد بيريا بالتحررية، وصفح عن ملايين السجناء، وفي أبريل وقع معاهدة بمنع التعذيب في سجون الاتحاد السوفيتي خلافاً لماضيه الملطخ بالدماء، شكك البعض وخاصة بعد أحداث تمرد 1953 في شرق ألمانيا بأن بيريا يريد أنهاء الحرب الباردة وأنه تلقى الدعم من الولايات المتحدة، فأقنع نيكيتا خرتشوف وباقي القادة بمساندته ضد بيريا حتى حليفه مالنكوف تخلى عنه.

في 26 يونيو 1953 اُعتقل بيريا وأصدرت المحكمة بحقه حكماً بالإعدام هو وجميع أنصاره، ويًقال أن بيريا قبل إعدامه جثى على ركبتيه طلباً للرحمة، ولكنه اُعدم رمياً بالرصاص في 23 ديسمبر 1953، وفى الفيلم نجد أن شخصية خرتشوف هزلية ولكنها تتصرف بذكاء، الطريف فى الأمر أنه بعد عرض الفيلم عالميا قام محامو وزارة الثقافة الروسية، بما في ذلك ابنة مارشال جوكوف، وعين زوكوفا، والسينمائيين نيكيتا ميخالكوف، وفلاديمير بورتكو، وسيرجي ميروسينشينكو، وإيجور يوغولنيكوف، وألكسندر جاليبين، ورئيس متحف الدولة الروسي التاريخي ألكسي ليفكين، بتقديم التماس لوزير الثقافة فلاديمير ميدينسكي لسحب شهادة الفيلم، قائلة «إن وفاة ستالين يهدف إلى التحريض على الكراهية والعداء، منتهكة كرامة الشعب (السوفياتي) الروسي، وتشجيع الدونية العرقية والاجتماعية، مما يشير إلى طبيعة الفيلم المتطرفة، وأن الفيلم صُوِّر لتشويه ماضي روسيا بحيث يجعل التفكير في الاتحاد السوفياتي في خمسينيات القرن العشرين الناس يشعرون بالإرهاب والاشمئزاز فقط».

وقال المؤلفون أن الفيلم شوه ذكرى مقاتلي الحرب العالمية الثانية الروسية وأشاروا إلى أن النشيد الوطني كان مصحوبًا بالتعبيرات الفاحشة والمواقف الهجومية، وأن الزخارف كانت غير دقيقة تاريخياً، وأن الإطلاق المخطط له عشية الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لمعركة ستالينجراد كان «بصقًا في وجه كل من لقوا حتفهم هناك، وكل أولئك الذين لا يزالون على قيد الحياة»، لذلك تم حظر الفيلم في روسيا وقيرجيزستان، أرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان هم أعضاء الاتحاد الاقتصادي الآسيوي الوحيدون الذين عرضوا الفيلم في أرمينيا، ولقد عرض فيلم وفاة ستالين في القسم الأساسي في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي وحصل على اشادة من النقاد.

ومخرج الفيلم أرماندو جيوفاني يانوتشي كاتب ومخرج ومذيع وكوميدي أسكتلندي من أصل إيطالي ولد في يوم 28 نوفمبر 1963 في مدينة جلاسكو في اسكتلندا، أكمل دراسته في جامعة أوكسفورد بعد دراسة قدمها عن الكتابات الفكاهية لجون ميلتون عمل مع كريس موريس في تقديم برنامج ون هاور وألذي كان يذاع على إذاعة بي بي سي اسكتلندا وثم إنتقل إلى برنامج ذا داي توداي وثم مثل في مسلسل أنت تعرفني أنت تعرفه مع ألان باتريدج وثم قدم برنامج The Saturday Night Armistice في سنة 2001.

ومن أبطال الفيلم أولجا كوريلنكو الممثلة وعارضة أزياء الأوكرانية من مواليد 14 نوفمبر 1979، أشتهرت بأداء دور الفتاة في فيلم كم من العزاء، أحد أفلام سلسلة جيمس بوند، وهي مولودة في أوكرانيا، وحصلت على الجنسية الفرنسية في عام 2001

وايضا شارك فى البطولة ستيف بوسيمي ممثل ومخرج أمريكي من مواليد 13 ديسمبر 1957، رُشح لست جوائز الإيمي ووأربع جوائز جولدن جلوب وفاز بواحدة عن دوره في مسلسل Boardwalk Empire وفاز جائزة جمعية نقاد أفلام شيكاجو لأفضل ممثل في دور مساند عام 2001 عن فيلم عالم الأشباح.

أما جيفري تامبور فهو ممثل أمريكي معروف، من مواليد 8 يوليو 1944، أشتهر بدوره في لاري ساندريس شو ومشاركته في فيلم سادات، وتمثيل شخصية اوسكار بلوث وجورج بلوث في المسلسل الكوميدي أرستد ديفولبمينت والشخصية المتحولة جنسيا في المسلسل Transparent فاز جيفري بجائزة الجولدن جلوب ونقابة ممثلي الشاشة وجائزتين في حفل الإيمي الـ67 والـ 68.

مراجع

*مجلة C’Histoire كوليت مرشليان

*«نساء الكرملين» لاريسافا سيليفا

*مذكرات سفيتلانا «20 رسالة الى صديق»

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى