- أهم الأخباراخترنا لكعالمي

فنزويلا: المعارضة تتحدي مادورو في ذكرة الثورة

نون أ ف ب    

شهدت الشوارع في فنزويلا اليوم السبت، تجمع الآلاف من المعارضين لمطالبة الرئيس نيكولاس مادورو بالتنحي بدعوة من خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا بالوكالة للبلاد، وذلك في الذكرى العشرين للثورة البوليفارية التي قادها الزعيم الراحل هوغو تشافيز.

وفي المقابل، نظم مؤيدو الرئيس الفنزويلي تظاهرة في ذكرى الثورة في كراكاس.

وتجمع مناصرو غوايدو الذين حملوا الاعلام الفنزويلية على مدى ساعات في خمس نقاط في شرق العاصمة وبدأوا بالسير نحو مقر ممثلية الاتحاد الاوروبي في حي لاس مرسيدس.

وردد المتظاهرون «حرية! حرية» فيما حمل آخرون صورا مشطوبة لمادورو، وكتب على لافتات «الحرس (البوليفاري) سيسقط مثل جدار برلين» و«مادورو قاتل: الفنزويليون يموتون جوعا».

وكان رئيس البرلمان المعارض خوان غوايدو أعلن أن المعارضة تريد توجه «رسالة الى الاتحاد الاوروبي» لشكر «كل تلك الدول التي ستعترف بنا قريبا».

وقال طالب الموسيقى ويلكر باريديس البالغ 23 عاما لوكالة فرانس برس انه يشارك في تظاهرة المعارضة تعبيرا عن «معارضته لهذه الديكتاتورية».

ويتنازع رجلان السلطة في البلد النفطي الذي كان أغنى دولة في أميركا اللاتينية، هما مادورو الذي لا يعترف به جزء من الأسرة الدولية، والمعارض غوايدو المدعوم من الولايات المتحدة ومعظم دول أميركا اللاتينية وبعض الدول الأوروبية.

واختارت المعارضة أن تتظاهر اليوم السبت، لتوجه أيضا رسالة في الذكرى العشرين للثورة البوليفارية، علما بان الثاني من شباط /فبراير يصادف أيضا ذكرى تنصيب الرئيس الاشتراكي الراحل هوغو تشافيز الذي يجسد مادورو استمرارا لنهجه.

واعلن غوايدو اليوم، أن مساعدات انسانية ستصل في الايام المقبلة الى الحدود الكولومبية والبرازيل والى «جزيرة في البحر الكاريبي»، داعيا الجيش الى السماح بدخولها البلاد.

وقال أمام آلاف من أنصاره في كراكاس «لدينا ثلاثة مراكز لجمع المساعدة الانسانية: (واحد) في كوكوتا (كولومبيا) واثنان آخران في البرازيل وفي جزيرة في البحر الكاريبي».

ويرى خصوم مادورو أن ولايته الرئاسية الثانية التي بدأت في العاشر من يناير /كانون الثاني، غير شرعية لأنها نجمت عن انتخابات يعتبرونها مزورة.

وتظاهر اليوم السبت، ليس خيارا اعتباطيا إذ إنه يصادف ذكرى مرور عشرين عاما على «الثورة البوليفارية» التي تحمل اسم بطل الاستقلال سيمون بوليفار، وتصادف في هذا اليوم أيضا ذكرى تنصيب الرئيس الاشتراكي هوغو تشافيز رئيسا من 1999 حتى وفاته في 2013، وينتمي مادورو إلى التيار الذي أسسه.

من جهتهم بدأ أنصار مادورو التجمع في وسط كراكاس لاحياء ذكرى الثورة البوليفارية مرتدين اللباس الاحمر، وكتب على لافتة رفعها متظاهرون «غرينغو اخرج من وطني».

وقالت زايده التي تصف نفسها بانها «ثورية حتى العظم» لوكالة فرانس برس «لا أرغب في أن يصادر هؤلاء الاميركيون اللعينون ثروات فنزويلا»، وكتبت على لافتة أخرى «فليذهبوا الى الجحيم».

وقبل ساعات من بدء التظاهرات، أعلن الجنرال في سلاح الجو الفنزويلي فرانشيسكو يانيز تأييده لغوايدو فيما يراهن الرئيس مادورو على دعم القوات المسلحة من أجل البقاء في السلطة.

وقال الجنرال الذي قدم نفسه على أنه مدير التخطيط الاستراتيجي في سلاح الجو «أبلغكم بانني لا أعترف بسلطة نيكولاس مادورو الديكتاتورية وأعترف بالنائب خوان غوايدو رئيسا لفنزويلا».

وسارع سلاح الجو الى وصف الجنرال يانيز بانه «خائن».

من ناحية اخري دعا البرلمان الأوروبي عند اعترافه بسلطة غوايدو الخميس، كل الدول الأعضاء في الاتحاد إلى أن تحذو حذوه. لكن ستة من هذه البلدان (اسبانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والبرتغال وهولندا) أمهلت مادورو حتى الأحد للدعوة إلى انتخابات، وإلا ستعترف بخوان غوايدو رئيسا.

ويرفض مادورو (56 عاما) المدعوم من روسيا والصين وكوريا الشمالية وكوبا الإنذار الأوروبي ويتهم الولايات المتحدة بتدبير انقلاب.

ومد غوايدو يده إلى الصين، متعهدا التزام الاتفاقات الثنائية المبرمة معها، وأبدى في تصريحات أدلى بها لصحيفة «ساوث تشاينا بوست» الصينية، استعداده لبدء حوار مع بكين «في أقرب وقت ممكن».

وتعبيرا عن حرصها على إبقاء الاتصالات مع مختلف الأطراف على ما يبدو، أكدت وزارة الخارجية الصينية الجمعة أن الصين وفنزويلا «تتعاونان بنهج براغماتي منذ فترة طويلة»، وأضافت «هذا لن يتغير، بمعزل عن تطورات الوضع».

وقتل نحو أربعين شخصا واعتقل أكثر من 850 بحسب الأمم المتحدة، منذ بدء التعبئة في 21 يناير /كانون الثاني، وأسفرت موجتا احتجاجات في 2014 و2017 عن سقوط نحو مئتي قتيل.

وتدهور الوضع الاقتصادي لفنزويلا الغنية بموارد النفط، وبات سكانها يعانون نقصا خطيرا في المواد الغذائية والأدوية، مع تضخم متفاقم (بلغ عشرة ملايين بالمئة بحسب صندوق النقد الدولي)، ما ساهم في تراجع شعبية مادورو، ومنذ 2015، غادر نحو 2,5 مليون فنزويلي بلدهم.

وخلال زيارة لميامي الجمعة، واصل نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الضغط على حكومة مادورو، وقال «حان الوقت لوضع حد نهائي لديكتاتورية مادورو»، وأضاف أن «الولايات المتحدة ستواصل ممارسة ضغط دبلوماسي واقتصادي للتوصل إلى انتقال سلمي إلى الديموقراطية».

وقال غوايدو الجمعة إنه ليس مستعدا لإجراء أي مفاوضات ما لم يكن رحيل مادورو مطروحا.

ووجه زعيم المعارضة رسالة إلى رئيسي المكسيك والأوروغواي اليساريين اندريس مانويل لوبيز أوبرادور وتاباريه فازكيز قال فيها «سنكون مهتمين بمفاوضات» لتحقيق هدف وحيد هو تحديد «بنود انهاء اغتصاب (السلطة) ما سيسمح بنقل السلطة، وبدء عملية انتقالية تفضي إلى انتخابات حرة».

وكان البلدان أعلنا الأربعاء عقد مؤتمر للدول المحايدة حيال الأزمة في فنزويلا في السابع من فبراير /شباط في مونتيفيديو.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى