يُعرف سوق السيارات المصري بأنه واحد من أقوى وأضخم الأسواق العربية؛ نظراً لارتفاع نسب العرض والطلب فيه على عدد كبير ومتنوّع من مختلف علامات السيارات التجارية وما يأتي تحتها من موديلات وفئات.
وقد عُرف عن هذا السوق أيضاً بأنه من أوائل الأسواق العربية التي دخلت مجال التجميع والتصنيع والتصدير سابقاَ، الأمر الذي أثار اهتمام كبرى صانعات السيارات لافتتاح مصانع تجميع وإنتاج لها في مصر، مرسيدس بنز أحد تلك الشركات التي بدأ اهتمامها في سوق السيارات المصري في خمسينيات القرن الماضي، عندما فكرت مصر بتصنيع سيارة شعبية.
البداية الفعلية لتصنيع سيارات ومركبات مرسيدس بنز كان في ثمانينيات القرن الماضي، بعدما أعلنت الصانعة الألمانية عن نيّتها لإنشاء مصنع شاحنات وحافلات بالتعاون مع شركاء مصريين، الأمر استغرق عدة سنوات امتدت إلى عام 1994 حيث تمّ إنشاء شركة MCV لتمثيل هذه العلامة التجارية لإنشاء المركبات والحافلات في مصر.
الشركة المصرية الألمانية للسيارات
عام 1996 تمّ إنشاء الشركة المصرية الألمانية للسيارات من قبل المهندس سامي سعد والرئيس التنفيذي لشركة دايملر بنز «يورغن إريك»؛ كمشروع مشترك بين الشركة الوطنية للسيارات؛ وكيل مرسيدس بنز في مصر بنسبة 74% من الأسهم ومرسيدس بنز الرئيسية بنسبة 26% لتجميع سيارات الصانعة الألمانية العملاقة في مصر، لتزويد السوق المحلي بها والتصدير إلى الخارج أيضاً. ومن أشهر فئات سيارات مرسيدس التي تمّ تجميعها محلياً؛ فئة الـ E، فئة الـ C وفئة الـ E.
هذه الشراكة الضخمة خلقت حينها وظائف وفرص عمل عديدة لعدد كبير من الأيدي العاملة المحلية، من ذوي الخبرات العلمية والعملية في مجالات الهندسة والتصميم والبرمجة. ليستمر هذا العمل ضمن وتيرة ناجحة، وصولاً إلى عام 2015 حيث أعلنت الشركة عن وقف عملياتها التصنيعية في السوق المصري، بسبب اتفاقية الشراكة المصرية الأوروبية التي جعلت من تجميع سيارات مرسيدس بنز في مصر أمراً غير مجدياً؛ نظراً للتخفيضات الجمركية السنوية التي وصلت إلى مرحلة «زيرو جمارك» على المنتجات الأوروبية.
عودة مرسيدس بنز إلى السوق المصري
بداية عام 2019 الجاري أتت ببشرى سارّة؛ إذ أعلنت شركة مرسيدس بنز العالمية عن عودتها إلى السوق المصري، وعادت خطوط العمل إلى مصانعها في مصر من جديد لتجميع السيارات وتصديرها محلياً ودولياً.
البيان الرسمي الذي كشف عن عودة مصانع مرسيدس بنز للعمل على الأراضي المصرية؛ كان قد سبقه لقاء بين الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، وبرفقته وزير التجارة والصناعة المهندس عمر نصار، وعضو مجلس إدارة شركة مرسيدس بنز ورئيس قطاع الإنتاج فيها أواخر شهر ديسمبر من العام الماضي.
وقد أعرب عضو مجلس إدارة الشركة الألمانية عن ثقته بقدرات السوق المصري وتوجهاته الجديدة، إلى جانب التطوّر الإيجابي الراهن فيه، الذي من شأنه أن يخدم توقعات المجلس بتحقيق نجاحات متتالية.