الديكتاتورية هي شكل من أشكال الحكم المطلق حيث تكون سلطات الحكم محصورة في شخص واحد كالملكية أو مجموعة معينة كحزب سياسي أو ديكتاتورية عسكرية، وللديكتاتورية أنواع حسب درجة القسوة فالأنظمة ذات المجتمعات المغلقة التي لا تسمح لأي أحزاب سياسية ولا أي نوع من المعارضة وتعمل جاهدة لتنظيم كل مظاهر الحياة الاجتماعية والثقافية وتضع معاييرا للأخلاق وفق توجهات الحزب أو الفرد الحاكم تسمى أنظمة شمولية مثل ألمانيا النازية والاتحاد السوفيتي والفاشية؛ فالديكتاتورية سمة وركيزة أساسية في الأنظمة الإشتراكية التي تكون فيها الديكتاتورية سافرة وواضحة المعالم …
أما الديكتاتورية في النظام الرأسمالي فهي تكون مقنعة وغير واضحة المعالم للعيان إلا إنها موجودة وتمارسها السلطة الحاكمة في أي بلد رأسمالي وهي تتمثل في حكم الأغلبية وتهميش الأقليات في داخل البلد وكذلك تسلط الطبقة الغنية وصاحبة رأس المال على عامة الشعب هذا من جهة ومن جهة أخرى تكون الديكتاتورية واضحة المعالم عند الدول الرأسمالية عندما تفرض سيطرتها وهيمنتها على الدول الأخرى من أجل سرقة الثروات من جانب ومن جانب أخر جعل تلك الدول سوق لترويج سلع ومنتجات الدول المحتلة وحتى فرض ثقافتها وأخلاقياتها على تلك الدول، وبهذا الحالة تكون دكيتاتورية الدول الرأسمالية تمارس بشكل عام على المجتمعات وعلى الحكام وهؤلاء بدورهم يمارسون ضغوطهم على شعوبهم؛ أما من يتحدث عن الحريات الشخصية والفكرية في الأنظمة المادية فهي حريات منزوعة الأخلاق والقيم الإجتماعية ولا يمكن أن توصف بأنه حرية …
وهنا يتضح لنا جليًا إن الديكتاتورية من أسس الأنظمة المادية القائمة على كبت الحريات لكن بطريقة لا يشعر بها الآخرين في النظام الرأسمالي، وفي النظام الإشتراكي والشيوعي تكون معلنة وصريحة، وفي الحقيقة هذا ما بينه سماحة المحقق الصرخي الحسني في كتابه ( فلسفتنا – باسلوب وبيان واضح ) وهذا رابط تحميل أو مطالعة الكتاب (فلسفتنا – بإسلوب وبيان واضح ) لمن يرغب أن يطلع عليه :