نون – وكالات
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على قوة وتميز العلاقات السياسية والاستراتيجية بين مصر وفرنسا.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون اليوم الإثنين في ختام مباحثاتهما بقصر الاتحادية بالعاصمة المصرية القاهرة.
وقال السيسي: “إن الصداقة بين البلدين تستند إلى تاريخ طويل من المصالح المتبادلة والتفاعلات الإنسانية والحضارية بين شعبين عزز من عمقها ما شهدته العلاقات في السنوات القليلة الماضية من زخم متواصل على أصعدة التعاون في جميع المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والثقافية والمستوى الرفيع من التنسيق إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية”.
وأضاف الرئيس المصري: “اتفقت والرئيس ماكرون على ضرورة إعطاء دفعة قوية للتعاون في المجالات الاقتصادية وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة لتعكس مكانة وتميز العلاقات السياسية والاستراتيجية بين مصر وفرنسا”.
وأشار إلى أنه تم استعراض “مختلف أوجه التعاون الثنائي وكذلك شهدنا سويا مراسم التوقيع على عدد متنوع من الاتفاقات ومذكرات التفاهم للتعاون في مجالات متعددة كالنقل والصحة والثقافة والتعليم والاتصالات والشباب والتجارة الداخلية والطاقة بالإضافة إلى مذكرة تفاهم لتأسيس شراكة استراتيجية مع الوكالة الفرنسية للتنمية خلال الفترة من 2019 إلى 2023 بقيمة مليار يورو”.
وتابع السيسي: “مثل لقاؤنا اليوم فرصة مهمة لاستعراض أهم خطوات تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الشامل الذي تنفذه مصر منذ عام 2016 ؛ بهدف معالجة الاختلالات الهيكلية التي يعاني منها الاقتصاد المصري منذ عقود وهو البرنامج الذي يحظى بإشادة مستمرة من مؤسسات التمويل والتصنيف الائتماني الدولي”.
وأعرب الرئيس المصري خلال المؤتمر عن ترحيب بلاده بالشركات الفرنسية وتعظيم مشاركتها في المشروعات القومية العملاقة واستفادتها من الفرص الواعدة في شتي قطاعات الاقتصاد المصري؛ فضلا عن حرصه الشخصي علي دعم ودفع الاستثمار الأجنبي في مصر عامة والشركات الفرنسية على وجه الخصوص، معرباً ايضاً عن تطلعه واهتمامه لأن يسفر منتدى الأعمال بين رؤساء كبريات شركات القطاع الخاص في البلدين عن نتائج إيجابية تسهم في تعظيم المصالح المتبادلة بين البلدين.
وقال السيسي: “ناقشنا أيضا بإسهاب سبل تعزيز التعاون الثقافي والتعليمي بين مصر وفرنسا في ظل احتفال البلدين بعام 2019 كعام للثقافة المصرية الفرنسية وفي ضوء التأثير المتبادل للتراث الحضاري لكلا البلدين على الحياة الثقافية والاجتماعية للشعبين المصري والفرنسي ، فالنخبة المصرية المثقفة تأثرت بكتابات مفكري عصر النهضة الفرنسية كما أن الشعب الفرنسي والرئيس ماكرون ذاته لديهما ولع بالحضارة المصرية القديمة، ولا ننسي هنا إسهام علماء فرنسا في كشف أسرار وفك رموز حضارتنا الفرعونية العريقة”.
وأضاف الرئيس المصري: “لقد شهدت محادثاتنا اليوم كذلك، اتفاقا في الرؤى بشأن أهمية الاستمرار في مواصلة العمل لمكافحة ظاهرة الإرهاب البغيض الذي يستهدف أمن الدولتين ومصالحهما على حد سواء، وبالتالي يمثل تهديدا مباشرا لجهودنا في تحقيق متطلبات التنمية المستدامة، والتحدي الأكبر على درب تحقيق رخاء شعوبنا”.
وأضاف: “كما شملت محادثاتنا حوارا إيجابيا حول الأوضاع الراهنة لحقوق الإنسان في بلدينا ومنطقة الشرق الأوسط والقارة الأوروبية ، حيث أكدت الأهمية التي توليها مصر لهذه المبادىء والقيم التي ترسخت عالميا باعتبارها مكونا رئيسيا في كافة الجهود المبذولة لانطلاق شعب مصر نحو التقدم والازدهار”.
وتابع السيسي: “إن مؤسسات المجتمع المصري بجميع أشكالها التنفيذية والتشريعية والقضائية والمدنية، تتضافر جهودها لتطوير منظومة حماية حقوق الإنسان من منطلق فهم معمق لعوامل التاريخ والحضارة والتراث التي تقود إلى حركة التطور الطبيعي للمجتمع، وفقا لدرجة امتلاكه للعناصر اللازمة التي تدفعه من مرحلة إلى أخرى، اتساقا مع تطلعاته الوطنية ومسؤولياته الإنسانية”.