قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إن دول منطقة الشرق الأوسط في حاجة إلى التعاون لهزيمة التهديدات الإرهابية المتفاقمة التي أدت إلى حرب شرسة في مصر، وتسببت في تعرض بعض الدول لخطر الانزلاق إلى الفشل.
وأكد السيسى، في حوار له مع وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، أن سوريا لا ينبغي أن تكون مقسمة بعد الحرب الأهلية، محذرًا من أن انهيار سوريا يعني أن الأسلحة والمعدات ستقع في أيدي الإرهابيين، وإذا حدث ذلك فإن الخطر لن يضر فقط سوريا بل سيتمتد إلى جيرانها وسوف تشكل تهديدًا خطيرًا لبقية دول المنطقة.
وعن الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، قال الرئيس: “نحن حريصون جدًا أن تبقى سوريا أمة ودولة واحدة وأن لا يتهم تقسيمها إلى دويلات أصغر”.
وقال السيسي – الذي أصدر عفوًا رئاسيًا عن 100 من المسجونين قبل عدة أيام من بينهم صحفيين بقناة الجزيرة الإنجليزية – إنه مستعد لإصدار عفو رئاسي للصحفيين الآخرين الذين حوكموا وأُدينوا غيابيا، مشيرًا إلى أنه سيعمل فقط وفق صلاحياته كرئيس، ويحترم استقلال سلطة القضاء في مصر.
وأضاف أن الجيش المصري يجب أن يكون مترابطًا من أجل هزيمة الإرهابيين في سيناء والصحراء الغربية، مجددًا التأكيد على أن الجيش المصري كان دائما عاملا من عوامل الاستقرار وينبغي تعزيزه لأنه يواجه حربا شرسة ضد الإرهاب والتطرف، مشيرًا إلى أن زيادة القدرة العسكرية للجيش المصري تعني تحقيق توازن استراتيجي للمنطقة.
وعن حل القضية الفلسطينية، أوضح الرئيس إنه يمكن أن يغير وجه المنطقة ويحدث تحسنًا كبيرًا في الأوضاع، قائلا: “أنا متفائل وأقول إن هناك فرصة كبيرة”، مشيرًا أيضًا إلى ضرورة تجديد الجهود لحل القضية الفلسطينية وتوسيع عملية السلام بين مصر وإسرائيل لتشمل المزيد من الدول العربية.
وتحدث الرئيس السيسي عن الأمن القومي الذي اعتبره من أهم أولوياته، قائلا “بإلقاء نظرة على الخريطة وتحديد البلدان التي تعاني من الفشل. هناك زيادة في الجماعات المتطرفة. وهناك مشكلة اللاجئين التي تتدفق إلى أوروبا. بوضع كل ذلك في الاعتبار، يمكننا الشعور بمدى صعوبة وتعقيد هذا التحدي”.
وأضاف الرئيس “لا أريد أن أقول أننا تأخرنا في القيام بما يجب علينا القيام به، ولكن هزيمة التهديد تتطلب الكثير من الجهد، وليس فقط الكثير من الجهد، الأمر ينطوي أيضا على التفاهم والتعاون من كل بلد لاستعادة البلدان التي تتجه نحو دائرة الفشل”.