خلصت دراسة مطولة أنجزها الجيش الأمريكي إلى أن إيران هي المنتصر في الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تحقق أهدافها وبذلك تكون قد خسرت الحرب، بينما يتمتع النظام الإيراني بنفوذ غير مسبوق في مختلف مفاصل العراق، بعد أن انتهى دور العراق كقوة تحقق التوازن في المنطقة وتردع الإيرانيين عن التغول.
طبعاً الدراسة الأمريكية لم تأت بجديد، وقالت ما هو معروف منذ اليوم الأول لسقوط النظام العراقي، غير أن نتائج هذه الدراسة سوف يستفيد منها الجيش الأمريكي في العمل على إعادة التوازنات في الشرق الأوسط إذا ما اتخذ البيت الأبيض قرارا بذلك.
في الإعلام الأمريكي، يتحدثون الآن عن الحرب مع إيران. ونحن هنا ننقل فقط ما يقال في الإعلام الأمريكي، بغض النظر عما إذا كنا نتفق أو نختلف مع أطروحاته.
موقع «لوب لوغ» الأمريكي، وهو مدونة معروفة تتابعها دائما وزارات الخارجية في مختلف دول العالم، تحدثت بتاريخ 25 يناير الجاري عن سيناريو الحرب مع إيران، وذكرت أن مستشار الأمن القومي جون بولتون بات الآن هو الآمر الناهي فيما يتصل بالسياسة الخارجية الأمنية. والأمر سيان بالنسبة إلى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، حيث يتفق الاثنان على ضرورة تحجيم النظام الإيراني وإن تطلب ذلك عملا عسكريا.
وذكرت «لوب لوغ» أن النظام الإيراني يعيش الآن فترة عصيبة بعد أن فشل في تحقيق أي مكاسب اقتصادية من الاتفاق النووي الذي أبرمه مع واشنطن والدول الأوروبية، فضلا عن فشل الأوروبيين في إيجاد مخرج للنظام الإيراني يسمح له بالاستفادة من وعود الاتفاق النووي. وبذلك، فإنه قد يضطر إلى إعلان الانسحاب من الاتفاق النووي على غرار الخطوة الأمريكية، وهو ما يهدد به مختلف المسؤولين الإيرانيين بشكل مستمر، وحينها قد يكون ذلك سببا في عمل عسكري ضد النظام الإيراني، أو ربما تنتظر الولايات المتحدة الأمريكية أي استفزاز إيراني في المنطقة حتى يكون ذلك شرارة لإعلان الحرب عليه.
لكن نذكر مجددا بأن هذا هو ما يقوله الإعلام الأمريكي وليس ما نقوله نحن.