لا يختلف اثنان من المسلمين على إن المهدي – عجل الله تعالى فرجه الشريف – من أشراط الساعة، ومن ينكر المهدي وعنوان المهدوية فهو أما جاهل مغرر به أو إنه معاند وضال مضل، لأن المهدي – عليه السلام – آخر الخلفاء الذين بشر بهم الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – وذكر إنه سيظهر في آخر الزمان يملأ الأرض عدلًا وقسطًا بعدما ملئت ظلمًا وجورًا وهو من ولد فاطمة – عليه السلام – كما أكد الروايات على إنه من أشراط الساعة كما بين ذلك المحقق الصرخي الحسني في المحاضرة الأولى من بحث ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم ) حيث قال :
{{… الخطوة الثانية: لقد وصلنا الكثير من الأحاديث الصحيحة الدالة على ظهور المهدي عليه السلام وأنّه سيكون في آخر الزمان، وهو علامة من علامات الساعة وشرط من أشراطها وقد ذكر اسم وعنوان المهدي صراحة في الكثير منها، فيما أشارت باقي الروايات إلى عناوين ,فهم منها كل عقلاء المسلمين أن المقصود منها هو الشخص المسمى بالمهدي.
ومن هذه الأحاديث:عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي يسقيه الله الغيث وتخرج الأرض نباتها ويعطي المال صحاحًا وتكثر الماشية وتعظم الأمة يعيش سبعًا أو ثمانيًا. كما في مستدرك الحاكم، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (مسلم والبخاري لم يخرجاه)…}}… إنتهى الإقتباس من كلام المحقق الصرخي …
والآن بعدما صار ثابتًا عند الجميع إن المهدي – عليه السلام – من أشراط الساعة وإن الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – قد بشر به وبظهوره في آخر الزمان فلا يبقى للمارقة المنكرين للمهدي ولعنوان المهدوية بصورة عامة إلا الإعتقاد به رغمًا على إنوفهم وأن يكونوا مطيعين له وإلا أن يكونوا من الجهال الذين يموتون ميتةً جاهلية ، هذا من جانب ومن جانب آخر لابد لهم من الإيمان والإعتقاد به الآن وفي هذا الوقت لأنه من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية كما ورد عن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – وهذا ما ذكره ابن تيمية في كتابه مجموع الفتاوى المجلد 35 في الصفحة 12 حيث ذكر حديثًا عن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم- يقول فيه ( من خلع يدًا لقي الله يوم القيامة ولاحجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتةً جاهلية )…
وهنا لا بد من بيان أمر مهم وهو؛ إن الحديث المذكور لا توجد فيه أي دلالة على طاعة الحكام أو رؤساء الدول لأنهم لا يعتبرون ولاة أمر ولم يبايعهم الناس هذا من جهة ومن جهة أخرى رفض حكم هؤلاء الحكام وتسلطهم لا يعد ممن خلع يدًا كما إنهم لا يعدون حجة لله تعالى على الخلق؛ إذن من هو الحاكم الذي يجب مبايعته في هذا الزمن الذي خلى – كما يدعي المارقة – من الخليفة أو الحاكم أو ولي الأمر الشرعي ؟ من هذا ولي الأمر الذي يجب أن تكون في أعناقنا نحن المسلمون له بيعة وإلا نموت ميتةً جاهلية ؟ ….
إذن لابد من وجود خليفة أو ولي أمر شرعي من مبايعته حتى نخرج من هذا المأزق، فمن يكون هذا الخليفة او الولي غير الأمام المهدي ؟ فمن يقول نبايع الحكام والرؤساء فهذا في قمة الجهل لأنه لا يعتبرون خلفاء لله تعالى في الأرض ولا توجد لديهم أي شرعية إلهية ومن يقول مبايعة الخلفاء السابقون ممن توفاهم الله فهذا أيضًا قمة في الجهل فكيف تبايع شخص ميت ؟ إذن لابد من الإعتقاد بالمهدي – عليه السلام – والإيمان به ومبايعته اليوم أو غدٍ أو بعد غد، ولابد لكم أيها المنكورن من الإعتقاد به أو العناد والجهل والموت بجاهلية مصيركم…
المرجع المحقق الصرخي : المهدي من اشراط الساعة …