كثرت في السنوات الأخيرة ظاهرة بين التجار وهي استيراد المنتوجات الغذايئة بكل أنواعها – لحوم بأنواعها و خضار وفواكه – والتي تمتاز بكونها معدلة وراثيًا أو تمت تغذيتها بأنواع من المحفزات التي تسرع نموها، والجميع يعلم ان هذه التعديلات الوراثية تكون من خلال التلاعب بالجينات الوراثية للحيوان أو النبات من جهة ومن جهة أخرى استخدام انواع مختلفة من العقاقير الطبية – المحفزات الغذائية – وهذا ما يسبب مشاكل صحية كبيرة وكثيرة عند المستهلكين ونحن نلاحظ ذلك ونعيشه اليوم كعراقيين بشكل خاص …
وسبب ذلك هو إن فكرة التعديل الوراثي والتحفيز الغذائي جاءت من الدول الغربية وبشكل خاص من الدول الرأسمالية تلك الدول التي أعطت كل الحرية للمنتجين والتجار في طريقة جني الأرباح لذلك ابتكر هؤلاء المنتجين طرق عدة من أجل السيطرة على السوق والتخلص من المنافسة، فأصبحنا نشاهد فاكهة الصيف متوفرة في الشتاء وبالعكس كما أصبحت الحيوانات يزداد حجمها ووزنها بشكل غير طبيعي فمثلا دجاجة عمرها شهر تكون صالحة للذبح والأكل !!…
فصارت هذه الأمور تملأ الأسواق مع إنخفاظ اسعارها على خلاف المنتوجات الطبيعية التي شحت في الأسواق من جهة ومن جهة أخرى غلاء أسعارها لذلك يضطر المستهلك لشراء تلك المنتجات الغذائية – الحيوانية والنباتية – ولهذا نشاهد كثرة الأمراض المزمنة والمستعصية والخبيثة بين الناس، وهذا سببه كله هو الحرية الإقتصادية التي منحها النظام الإقتصادي للتجار واصحاب المؤسسات الإنتاجية فلجأ هؤلاء إلى ابتكار هذه الأمور من أجل المنافسة ومن أجل التلاعب بمسألة العرض والطلب وبذلك ضربوا مصلحة المجتمع عرض الجدار من أجل مصلحتهم الشخصية، فكيف إذن تتحقق مصلحة المجتمع بتحقق مصلحة الفرد يا رأسماليين ؟؟؟؟!!!!…
وهنا أذكر حادثة وقعت قبل فترة من الزمن وهي إن أميركا قامت بزراعة محاصيل زراعية معدلة وراثيًا وهذا ما دفع باليابان بإيقاف استيراد تلك المحاصيل خوفًا من الأمراض والأضرار التي ستخلفها تلك المنتوجات الزراعية في حال لو دخلت للسوق الياباني…
فالحرية الإقتصادية المطلقة التي منحها النظام الرأسمالي للتجار هي من أوجد هذا التلاعب والغش – لو صحت الكلمة – بالسلسلة الغذائية الأمر الذي أدى إلى إنتاج سموم غذائية تفتك بالبشر بصورة بطيئة، لذلك ندعو الجميع وخصوصًا دعاة تلك الأنظمة والمروجين لها إلى الإطلاع على هذا الكتاب لما فيه من كشف حقائق عن الأنظمة المادية التي تفتقر للفهم الفلسفي للحياة، رابط تحميل أو مطالعة الكتاب (فلسفتنا – بإسلوب وبيان واضح ) لمن يحب أن يطلع عليه :