يتكون رأس المال في الدول المادية الرأسمالية بشكل أساس من جانبين هما جانب الإنتاج وجانب الإستهلاك، فالمستهلك يقوم بشراء ما تقدمه الشركات الإنتاجية وتلك الشركات في الوقت ذاته تقوم ببيع ما لديها من بضائع وسلع وكلا الأمرين يدر أموالا على تلك الدول، ولأن الإستهلاك والإنتاج يشكلان رأسمال تلك الدول لذلك اعطت الحرية المطلقة والتي لم تتقيد بحدٍ أو قيدٍ للمستهلك والمنتج في شراء أو انتاج السلع والبضائع !!!…
ولذلك نجد إن الجشع والغش والتلاعب بالأسعار وبجودة السلع والإحتكار أمر مباح في تلك الدول بل حتى التجارة بما هو ممنوع لأن التاجر لديه الحرية المطلقة في انتاج أو بيع أي شيء وكذلك المستهلك لديه الحرية المطلقة في اقتناء أو شراء أي شيء، وكذلك إن النظام الرأسمالي بشكل خاص قد ربى أفراده على المصلحة الشخصية وركز عليها بشكل أساس وهي أبرز مقومات هذا النظام والركن الأساسي فيه، فجرد الفرد من كل القيم والمبادئ الروحية والأخلاقية والإجتماعية والدينية وجعله يؤمن بمصلحته الشخصية فقط وفقط ، وهذا ما جعله يمارس التجارة أو استهلاك كل ما هو ممنوع بشكل يكون فيه مرتاح الضمير، أما مسألة القوانين التي تجرم أي تجارة ممنوعة – على سبيل الفرض – فهذه القوانين في نظر الفرد الرأسمالي يمكن الإلتفاف عليها من خلال شراء ذمم القضاة أو الأجهزة الأمنية لأن الجميع يؤمن بمصلحته الشخصية فقط وفقط بدون قيم أخلاقية وروحية وإجتماعية ودينية …
لهذا يقوم التجار وأصحاب المؤسسات الإنتاجية الضخمة من استغلال هذه الحرية المطلقة لصالحهم فيمارسون أبشع وأقبح الطرق من أجل تكديس الثروات ولا يمكن لمسألة العرض والطلب أو التنافس التجاري أن يحد من جشع هؤلاء بل يجعلهم يبتكرون ويبتدعون الحيل من أجل السيطرة على السوق وخير شاهد على ذلك هو ما يقوم به أصحاب المؤسسات الإنتاجية الضخمة في أميركا من رمي الفائض من محصول القمح في البحر وذلك من أجل الحفاظ على أسعاره في السوق لأن دخول هذا الفائض إلى السوق يؤدي إلى إنخفاظ أسعاره وبهذا تلاعبوا بمسألة العرض والطلب وكذلك قضوا على قانون المنافسة وضربوا مصلحة المجتمع عرض الجدار التي يقولون عنها تتحقق بتحقق مصلحة الفرد !!!..
الخلاصة من ذلك كله إن النظام الرأسمالي يخلق حيتان الفساد من أصحاب المؤسسات الإنتاجية والتجار لتلتهم عامة الناس فهذا النظام هو نظام يشجع على الجشع والإستغلال والإحتكار وكذلك يخلق مجتمع متفكك إجتماعيًا، وهذه واحدة من مساوئ هذا النظام والتي بينها المحقق الاستاذ الصرخي الحسني في كتابه ( فلسفتنا – بإسلوب وبيان واضح ) الذي تناول فيه الأنظمة المادية التي تحكم العالم، وقد بين سماحته أهم مقومات هذا النظام والحريات التي أطلقها ومن بينها الحرية الإقتصادية وبين ايضًا أراء المدافعين عن هذه الحرية، تلك الحرية التي تخلق حيتان من الفساد والجشع كما بينا …
لذلك ندعو الجميع وخصوصًا دعاة تلك الأنظمة والمروجين لها إلى الإطلاع على هذا الكتاب لما فيه من كشف حقائق عن الأنظمة المادية التي تفتقر للفهم الفلسفي للحياة، رابط تحميل أو مطالعة الكتاب (فلسفتنا – بإسلوب وبيان واضح ) لمن يحب أن يطلع عليه :
http://www.al-hasany.net/wp-content/books/phlsapha/flsaftuna.pdf?fbclid=IwAR2NorCLJ3hOnlcXXXPEUJyPYttUUcL02jVaaoDiqWo6WVpaiu4CXfJoVHk