نون والقلم

عبدالحميد بن هني يكتب: ضمير الغائب

أساس الفعل الناجح هو مقدار الحرص الواعي والمسؤول كنوع من الضبط الذاتي للفرد، لتضييق هامش الرداءة و إزكاء جانب الجودة.

أخبار ذات صلة

من هذا المنطلق اعتبر دوما الضمير الحي قيمة فارقة في تصنيف العنصر البشري للأمم، فالرقيب بمفهومه النمطي كرادع إضافي علاوة على الالتزام الذاتي يقف عاجز عن ملازم آنية وتماس مباشر لكل فرد في المجتمع، فمن غير المعقول تجنيد أفراد بغية الرقابة بعدد الفاعلين في المجتمع، أضف إلى ذلك تحفظ على الرقيب بحد ذاته فقد لا يخلوا من اختلالات المصداقية، إن لم يلازم الميدانية في عمله علاوة على ذلك قد يتسم بعدم التجريد من المحسوبية  والمنفعة الشخصية .

فبهذا يعتبر الرقيب شريك مغيب لضمير المجتمع على نطاق واسع. وبناء على مدى أهمية الضمير الحي وغير المغيب لم تخلو شريعتنا الحنفية من ضرورة التحلي بالضمير السوي لإستوفاء  قوام النفس المؤمنة، فبصريح العبارة جاء على لسان خير البرية المصطفى صلى الله عليه وسلم « إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَه».

باعتبار الاتقان لازمة إجبارية مصاحبة للفعل عند المسلم السوي، بحكم أن الاتقان لا ينبثق من ضمير مغيب، أما الغرب العلماني نجح إلى حد كبير في تجسيد الضمير في عقلية الفرد بطرق ممنهجة ضمن أطر تكوين النشأ وتنميتها كفطرة سوية عند جل أفراد مجتمعه ليحصد بذلك الريادة والازدهار في كل الميادين. فحين تخلينا عنه بدافع الأنانية والخمول… بالرغم من تجذره في عقيدتنا، فلنتدارك ضمائرنا لندرك من تجاوزنا من الأمم.

أخبار ذات صلة

Back to top button