نون والقلم

عاطف دعبس يكتب: السيسى الانسان والحاجة «صفية»

لم ينتظر السيد عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية . كرم وزيرة التضامن  ولا محافظ القاهرة .. ولم يسأل عن تقصيرهما مع أطفال ومسنين الشوارع وأعطى فورا إشارة الحماية والرعاية والامان، بتوجيه رئاسى وإنساني ومسئول بإيداع المشردون فى الارض دور الرعاية خصوصا بعد أن توفيت سيدة فى المحلة بسبب البرد على الرصيف.

وكان محافظ الغربية قد خرج عقب وفاة ضحية البرد فى المحلة لينعيها ويبرر تركها فى الشارع بعدم طلبها للمساعدة ؟!

الغريب أننى كصحفى ومواطن وإنسان .. كنت قد كتبت فى أكثر من موضع أطلب  من محافظ الغربية رعاية وحماية «مسن» على مدار يومين متتاليين .. ينام تحت غطاء بال ويحتمى بجلدة فى عز الشتاء والصقيع وينتظر الموت بردا على رصيف شارع البحر فى مدينة طنطا العاصمة.

والأغرب ان مديرية التضامن بطنطا اعتبرت نفسها قامت بواجبها عندما توجهت للرجل فى نومته الشهيرة، وأخذت بياناته للذكرى! وتبين انه بالمعاش ويحمل فيزا؟!  وطلبت منه اصطحابه لدور رعاية ولكنه رفض، وهكذا قامت من وجهة نظرها بمسئوليتها وعلى الورق .. وعندما رفض طلبهم .. تركوه لمصيرة المجهول، ورعاية الله أكبر!! بحجة انه لا يمكنهم إجباره على ذلك ونسوه ان دورهم حماية النفس حتى من نفسها فى حالة احتمال وجود خطر!

حتى تدخل اللواء طارق حسونة مدير امن الغربية لانقاذ الرجل من خطر نفسه خصوصا انه يعرض حياته للموت فى جو لا يتحمله اكثر الناس ثراء ويقيمون فى بيوت دافئة.

وكان محافظ الغربية فى سياق مختلف، قد قام  بإصطحاب سيدة طلبت إجراء عملية فى عينها، بسيارته إلى مستشفى الرمد فى طنطا وتابع بالصور ولقطات الشو .. إجراء الفحوصات الأولية لها مشدداً على سرعة إنهاء إجراءات العملية لها.

فى «ذات نفس الوقت» لم يسعى لرجل مسن وعلى المعاش بنقله ولو بسيارة إسعاف لإحدى دور الرعاية بالرغم من وجوده على رصيف اكبر شارع فى طنطا منذ مدة طويلة، وعلم المحافظ «المأساة» التى يعيشها الرجل، ولكنة إكتفى برد مديرية التضامن بأن الرجل مسن وعلى المعاش ويحمل فيزا.. ولا يريد الانتقال لدور رعاية ويفضل النوم فى الشارع فى عز البرد وكأنه على موعد مع الموت بردا وعلى الرصيف.

حدث ذلك بالفعل ثم فى اليوم الثانى تشاء إرادة الله أن يتدخل الرئيس السيسى الانسان المسئول لانقاذ السيدة «صفية» من الرصيف ويطلب رعايتها وإيداعها دور رعاية.

ولم يسأل الرئيس بالطبع عن معاشها ولم يستأذنها فى حمايتها الواجبة وهل تريد العناية الواجبة امن فضل البقاء على الرصيف؟

هى إذن المسئولية والإنسانية التى لا يعلمها معظم المسئولين للاسف .. ولا عجب انه بعد تدخل الرئيس، سيسارع كل المحافظين للبحث عن المشردين فى الارض وقد ينقلوهم بسياراتهم «المرسيدس» لدور الرعاية وليس ببعيد أيضا أن يقومون بتقبيلهم من أفواههم  بدافع الرحمة والإنسانية.. وسبحان مغير الأحوال!

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى