نون – دبي – محمود علام
اعلنت الإعلامية الإماراتية إيمان السوم عن أول برنامج تدريبي في الإمارات يهدف إلى ترجمة عملية للفكر الإداري الرائد لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي عبر دورات تدريبية حول المباديء الثمانية التي أعلنها سموه بمناسبة مرور خمسين عاما على اضطلاعه بمسؤوليات العمل الوطني.
وقالت السوم : إن ما عبرت عنه المباديء الثمانية التي أعلنها سموه تمثل منارة للعمل الوطني في القطاع الحكومي من أجل بلوغ اعلى معدلات الأداء الوظيفي التي تهدف الى تحقيق ارقى مستويات السعادة والرخاء لشعب دولة الامارات ولكل المقيمين على ارضها.
واضافت : إن اعلان المباديء الثمانية يختزل سنوات من الخبرة في مسيرة الحكم والحكمة التي تحتاج إلى موسوعة لتحليل وتفصيل ما تضمه من توجهات وقيم ووسائل وأساليب تتحقق بها الأهداف المنشودة لوطن يسعى قادته دائما إلى ان يكون المركز الأول هو الغاية الكبرى التي تستحق كل جهد وعطاء .
وأشارت السوم إلى ان شركتها العاملة في مجال الاستشارات الإعلامية والتدريب قد أطلقت اليوم برنامجا سنويا هو الأول من نوعه في الامارات وذلك تحت عنوان” البرنامج السنوي للتطوير الإداري الشامل” ويقوم على قاعدة أساسها المباديء الثمانية ليكون ترجمة عملية ومباشرة لإعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله.
وحول البرنامج الجديد قالت السوم: ان البرنامج السنوي الشامل للتطوير المهني الذي أطلقته شركتنا من مقرها في إمارة عجمان سوف يبدأ بتنظيم الدورة الأولى منه تحت عنوان “لقواعد الذهبية للوظيفة الحكومية” وهي دورة يشارك في تقديمها نظريا وتطببفيا خبراء في التنمية البشرية والتطوير الإداري وتتضمن مجموعة من المحاور التي يتم من خلالها استعراض المبادئ الثمانية للحكم وتحليل كل مبدأ في إطار الوظيفة والسلوك الوظيفي وشرح قواعد التطور الوظيفي في العمل الحكومي الى جانب تطبيقات عملية للمبادئ الثمانية وكيفية تطبيقها على المواقف الوظيفية الواقعية والمتوقعة.مع التركيز على تنمية روح الابتكار الوظيفي وإعداد المبادرات المحققة لأهداف العمل المؤسسي.
وحول المستهدفين من البرنامج السنوي الشامل أشارت السوم إلى أنهم من الفئات القيادية في الجهات الحكومية والموظفين ذووي الخبرات لسنوات طويلة لتنشيط خبراتهم السابقة.علاوة على الموظفين الجدد لتأهيلهم على السلوكيات الوظيفية ووسائل الاندماج في المحيط الوظيفي حسب مجالات عملهم وقد اضفنا أيضا الخريجين الباحثين عن فرص العمل في القطاعين الحكومي والخاص.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قد أعلن عن ثمانية مبادئ للحكم والحكومة في دبي، وأوصى جميع من يتولى مسؤولية في دبي أن يلتزم بها، مهما كانت الظروف، أو تبدلت الأحوال، أو تغيرت الوجوه، وقال سموّه، عبر صفحته على تويتر أوائل يناير الحالي وبمناسبة مرور 50 عاماً على تولي سموّه أول منصب له في خدمة الوطن : «الإخوة والأخوات.. شكري الجزيل لكل من قال كلمة تقدير في حقي، بمناسبة مرور 50 عاماً على تولي أول منصب لي بمناسبة مرور 50 عاماً في خدمة الوطن. خدمة وطني.. وأعدكم أن الأيام لن تزيدنا إلا إصراراً على الخدمة.. وإبداعاً في العمل.. وتسارعاً في المنجزات».
وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «الإخوة والأخوات.. 50 عاماً وهبتها لبلادي أعطتني خبرة، وشيئاً من حكمة، وكثيراً من محبة، أضع اليوم بين أيديكم ثمانية مبادئ للحكم والحكومة في دبي، نوصي جميع من يتولى مسؤولية في هذه الإمارة أن يلتزم بها، مهما كانت الظروف، أو تبدلت الأحوال، أو تغيرت الوجوه».
وأشار سموّه، في وثيقة إعلام المبادئ الثمانية، التي قامت عليها دبي: «من محمد بن راشد آل مكتوم إلى كل من يتولى مسؤولية في إمارة دبي، هذه ثمانية مبادئ وأسس قامت عليها دبي، ومضى عليها الحكم سابقاً، وأحكمُ أنا بها اليوم دبي. نوصي جميع من يتولى مسؤولية في هذه الإمارة أن يلتزم بها، ويتمسك بما جاء فيها، ونوجّه من بيدهم الأمر أن يضعوا الآليات لضمان استمراريتها، مهما كانت الظروف، أو تبدلت الأحوال، أو تغيرت الوجوه، هي مبادئ حُكم وحكومة، لخّصناها في هذه الوثيقة ضماناً لرفاه شعبنا وتفوّق بلدنا وخير أجيالنا التي لم تأتِ بعد، والله الموفق أولاً وأخيراً».
واختتم سموّه الوثيقة: «هذه ثمانية مبادئ للحكم والحكومة، نوصي بها أنفسنا ومن سيأتي بعدنا، ونوصي بها الأجيال القادمة أن تتذكرها وتذكر من سيأتي بعدنا .والله يعلم ما أردنا إلا الخير لشعبنا، ونسأله سبحانه التوفيق في خدمة البلاد والعباد».
الاتحاد هو الأساس
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في المبدأ الأول، الذي جاء تحت عنوان «الاتحاد هو الأساس»: «دبي جزء من دولة الإمارات، وركن في الاتحاد، ترابها تراب الإمارات، ومصيرها مصير الإمارات، وخيرها لكل الإمارات، وشعبها فداء لكل ذرة في دولة الإمارات. نحن في كنف وحمى الاتحاد. مصلحة الاتحاد فوق مصلحتنا، وقوانين الاتحاد فوق قوانيننا وتشريعاتنا، وسياسة الاتحاد هي سياستنا، وأولويات حكومة الاتحاد هي أولويات حكومتنا».
لا أحد فوق القانون
وأضاف سموّه، في المبدأ الثاني الذي حمل عنوان: «لا أحد فوق القانون»: «العدل دولة وقوة وعزة، وضمان استقرار وازدهار. لا أحد فوق القانون في دبي، ولا أستثني أحداً من الأسرة الحاكمة. ولا فرق بين مواطن ومقيم، أو غني وفقير، أو ذكر وأنثى، أو مسلم وغير مسلم، في تطبيق القانون. والتأخر في العدالة ظلم. وكل عادل هو عندي قوي، وكل ظالم هو عندي ضعيف. والظلم في أي مكان أو لأي فرد هو تهديد للعدالة كلها في الإمارة. وأنا بريء من كل ظالم، وستبقى الأسرة الحاكمة بريئة من كل ظلم ما بقيت تحكم هذه الإمارة.«
عاصمة الاقتصاد
وأشار سموّه في المبدأ الثالث، تحت عنوان: «نحن عاصمة للاقتصاد»: «هدف حكومة دبي وغايتها تحسين حياة الناس بتحسين الاقتصاد. دبي لا تدخل في السياسة، ولا تستثمر فيها، ولا تعوّل عليها لضمان تفوقها. دبي صديقة لكل من يحمل لها ولدولة الإمارات الخير، وصديقة للمال والأعمال، ومحطة عالمية لخلق الفرص الاقتصادية.«
محركات النمو
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في المبدأ الرابع، تحت عنوان: «النمو له محركات ثلاثة»: «نمو دبي تقوده ثلاثة محركات؛ حكومة ذات مصداقية ومرونة وتميز، وقطاع خاص نشط وعادل ومفتوح للجميع، وقطاع شبه حكومي ينافس عالمياً ويحرك الاقتصاد محلياً، ويشكل للحكومة دخلاً وللمواطنين وظائف وللأجيال القادمة أصولاً.«
شخصية متفردة
وفي المبدأ الخامس، الذي حمل عنوان: «مجتمعنا له شخصية متفردة»، أكد سموّه: «هو مجتمع يتميز بكثرة العمل وقلة الجدل، مجتمع يتميز بالانضباط والالتزام في وعوده ومواعيده وعهوده؛ متواضعون عند النجاح، مثابرون عند التحديات، ناشرون للخير، منفتحون على الجميع. مجتمع يسوده الاحترام، ويربط كافة مكوناته التسامح، ويبتعد عن العنصرية والتمييز. لا نقبل بمن يصنّفون المجتمعات أو يثيرون الكراهية. الأصل في الجميع عندنا الخير والإخلاص والولاء وحب الوطن إلا إذا أثبت القانون عكس ذلك. ولا يجوز لأحد أن يحكم على أحد أو يحاكمه، إلا من خوّلناه القضاء أو كلّفناه تطبيق العدالة».
وتابع سموّه، في المبدأ السادس «لا نعتمد على مصدر واحد للحياة»: «تنويع الاقتصاد قاعدة في دستور دبي غير المكتوب منذ العام 1883. وتغير الزمن وسرعة التطورات يفرضان الالتزام بهذا المبدأ دائماً وأبداً. وهدفنا الجديد: استحداث قطاع اقتصادي جديد على الأقل كل ثلاثة أعوام، قطاع منتج ومساهم في ناتجنا المحلي وموفّر للوظائف وقادر على الاستمرار بقوة دفعه الذاتية».
أرض للمواهب
أما المبدأ السابع «أرض للمواهب»، فأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «دبي قامت على الموهوبين من التجار والإداريين والمهندسين والمبدعين والحالمين. بقاء دبي متفوقة مرهون ببقائها قبلةً للمتفوقين، واستمرار تنافسيتها مرهون باستمرار استقطابها لأصحاب العقول والأفكار. ولابد من تجديد سياساتنا وإجراءاتنا بشكل مستمر لتجديد جاذبيتنا للمواهب، ولابدّ من بناء الحياة الأفضل في دبي لأصحاب العقول والأفكار الأفضل«.
نفكر بالأجيال
واختتم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم المبادئ بالمبدأ الثامن «نفكر بالأجيال»، بقوله: «لا نترك مصير الأجيال القادمة مرهوناً بتقلبات السياسة الإقليمية ودورات الاقتصاد العالمية، بل نستثمر لهم، ونخلق أصولاً استثمارية من أجلهم. وقاعدتنا في ذلك أن تمتلك الحكومة في كل الأحوال أصولاً تعادل عشرين ضعف ميزانيتها السنوية على الأقل. نسعى لضمان المستقبل، ونفكر من اليوم في رخاء أجيالنا القادمة».
«نحن في كنف وحمى الاتحاد مصلحة الاتحاد فوق مصلحتنا، وقوانينه فوق قوانيننا وتشريعاتنا».
«نمو دبي تقوده ثلاثة محركات؛ حكومة ذات مصداقية وقطاع خاص مفتوح للجميع، وقطاع شبه حكومي ينافس عالمياً».
«لا نقبل بمن يصنّفون المجتمعات أو يثيرون الكراهية، الأصل في الجميع عندنا الخير والإخلاص والولاء وحب الوطن».
«هدفنا الجديد استحداث قطاع اقتصادي منتج ومساهم في ناتجنا المحلي، وموفّر للوظائف، وقادر على الاستمرار».