عام جديد.. دخلت علينا في أيام حاسمة في تاريخ مصر الحديث.. عام يأتي في نهاية عقد شهدت فيه مصر أحداثا جساما.. احداثا غيرت وجه مصر بل وجه العالم ان لم اكن مبالغا في استخدام هذه العبارة.
فعام 2019 يأتي بعد 9 أعوام عجاف شهدنا فيها كل شيء ثورات شعبية وانتفاضات احداث عنف وارهاب، شهدنا مخططات تفشل ومخططات تنجح شهدنا فيه عملية اصلاح اقتصادي صعبة وننتظر في العقد القادم أن نجني ثمارها.
فنحن لا نملك إلا ان نتمني ان يكون العام الجديد عاما اقل صعوبة من سابقيه وان يكون خيره اكثر منهم وان ندعو الله ان يجنب مصر شر الفتن والمؤامرات والدسائس وشر الاعداء والمنافقين واصحاب المصالح من الأصدقاء.
نتمني ان يستمر فيها الاستقرار الامني وأن يعم الامن والامان ربوعها من شرقها الي غربها ومن جنوبها الي شمالها.. نتمني ان يطبق القانون علي الجميع بدون محاباة لأحد ودون اعتبار للمنصب او السلطان او حتي الخدمات التي قدمها لأي جهة طالما أخطأ وخالف القانون.
نتمني ان تعود الي مصر ديمقراطيتها وان يكون عام النهضة السياسية وأن تقوم الاحزاب السياسية بدورها التي وجدت من اجله وان نري معارضة سياسية وطنية تكون بمثابة الضمير للحكومة تشارك في البناء وتراقب وتنقد بدون اي اغراض الا المصلحة العامة.
نتمني تفعيل دور مثلث التنمية واطلاق المجال له للعمل بدون قيود وبدون تخوين او تخويف، فالتنمية لن تتحقق الا بتفعيل ادوار القطاع الخاص والمجتمع المدني ليكونوا شركاء الحكومة في التنمية وفق خطة وطنية حقيقية تلبي الاحتياجات الحقيقية للمجتمع.
نتمني في العام الجديد ان تستمر الحرب علي الفساد هذه الحرب التي تخوضها الرقابة الادارية وحدها وسط تخاذل بقية الاجهزة المعنية فنحن نتمني ان تصحو هذه الاجهزة من نومها وتدخل في هذه الحرب مع هيئة الرقابة الادارية حتي نسرع في عملية تفكيك لوبيات الفساد التي تكونت في العقود الماضية فالقضاء علي الفساد يعجل بعملية القضاء علي الارهاب.
نتمني في العام الجديد ان تنجح الحكومة فيما فشلت فيه الحكومات السابقة بأن تقضي علي الروتين والبيروقراطية وتفعيل الحكومة الاليكترونية التي نسمع عنها منذ عام 2000 لكن مازالت الحكومة تعتمد علي الورق وعلي ان المواطن لازم «يطلع عينه» ان اراد ان ينهي معاملة له في اي مصلحة حكومية ولابد له ان يدور ويزور كل مكاتب المصلحة من اجل انهاء اوراقه، نتمني عندما يذهب المواطن ان يقدم اوراقه ويحصل علي ما يريد بدون ان يلف ويدور ولا يقال له ان فلانا اجازة وإن فلانة بتصلي او إن فلانا اخذ اذنا وتعالَ بكرة.
اعلم انها امنية غالية ولكن نتمني ان تتخذ الحكومة اجراءات حاسمة وفعالة تجاه مواجهة البيروقراطية والروتين الحكومي، وان تعيد تأهيل موظفيها من اجل التعامل مع الآليات الجديدة اسوة بكل دول العالم حتي في الدول التي اقل منا مستوي في كافة المجالات.
ولا نملك الا ان ندعو الله بأن يكون عام خير وسعادة علي شعب مصر وعلي الشعوب العربية وان تعود مصر الي طليعة الدول التي تتباهي بعلم ابنائها وثقافتها ودورها السياسي والدبلوماسي الكبير في العالم.
