نون – أ ف ب
اندلعت اشتباكات عنيفة، اليوم الثلاثاء، بين الفصائل المقاتلة وهيئة تحرير الشام في غرب محافظة حلب في شمال سوريا، ما أسفر عن مقتل نحو 20 شخصاً، غالبيتهم من المقاتلين، حسبما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتسيطر هيئة تحرير الشام، «جبهة النصرة» سابقاً، وفصائل مقاتلة منضوية في الجبهة الوطنية للتحرير على محافظة إدلب، شمال غرب وأجزاء من محافظات محاذية لها، بينها ريف حلب الغربي.
وتشهد المنطقة اقتتالاً داخلياً بين الفصائل المتنافسة في ما بينها.
واتهمت هيئة تحرير الشام أمس الإثنين، حركة نور الدين زنكي، أحد أبرز مكونات الجبهة الوطنية للتحرير والمدعومة من أنقرة، بقتل خمسة من عناصرها، لتشن مباشرة هجوماً ضد مواقعها في ريف حلب الغربي المحاذي لإدلب.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: «أسفرت اشتباكات اليوم الثلاثاء عن مقتل 17 مقاتلاً، بينهم 12 من هيئة تحرير الشام وخمسة من زنكي، فضلاً عن مدنيين إثنين بينهم ممرض».
وأسفرت الاشتباكات المستمرة أيضاً عن إصابة نحو 35 عنصراً بجروح.
وسيطرت الهيئة في هجومها على حركة نور الدين زنكي، الناشطة بشكل أساسي في غرب حلب، على قريتين ثم اقتحمت بلدة دارة عزة التي تتواصل فيها المعارك، وفق المرصد.
وانضمت فصائل أخرى ضمن الجبهة الوطنية للتحرير إلى القتال إلى جانب نور الدين زنكي، حسب المرصد الذي أشار إلى إرسال فصائل موالية لأنقرة في شمال شرق حلب أيضاً تعزيزات عسكرية لمواجهة هيئة تحرير الشام.
وتشهد إدلب والمناطق المحاذية لها منذ عامين، توتراً بين هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى على رأسها حركتا أحرار الشام ونور الدين زنكي.
وعلى وقع اقتتال داخلي تكرر في 2017 و2018، تمكنت الهيئة، الأكثر قوةً وتنظيماً من طرد الفصائل من مناطق واسعة، وبسطت سيطرتها على المساحة الأكبر من المنطقة، فيما باتت الفصائل الأخرى تنتشر في مناطق محدودة.
وتعد محافظة إدلب ومحيطها منطقة نفوذ تركي، وتنتشر فيها نقاط مراقبة تركية.
وتوصلت روسيا وتركيا في 17 سبتمبر /أيلول الماضي، إلى اتفاق على منطقة منزوعة السلاح فيها بعمق 15 إلى 20 كيلومتراً.
وأعلنت أنقرة بعد أسابيع إتمام سحب السلاح الثقيل منها، إلا أن المرحلة الثانية من الاتفاق لم تطبق بعد، وكان يفترض أن ينسحب المقاتلون المتطرفون، وعلى رأسهم هيئة تحرير الشام من المنطقة.