نبدأ اليوم عام 2019 ومعظمنا لا يعلم كيف انتهت سنة 2018 بهذه السرعة، ونحن الذين كنا نتبادل التهاني ببدايتها قبل فترة خلناها بالقصيرة!
لا يعلم الفرد منا كيف يقيم هذا المرور السريع للزمن والأيام، فالكثير منا أصبح يشعر بانعدام قيمة الوقت لشعور معظمنا بـ«ركضته» وعدم قدرتنا على مجاراة السرعة التي يمضي بها، فما عدنا نعلم هل نركز على تقييمنا لأمورنا الخاصة وما حصل فيها في العام المنصرم، أم نتناول الشأن العام بتفرعاته وتعقيداته وما شهدناه على الساحة المحلية أو الاقليمية أو الدولية… وكل له قصته!
على المستوى الشخصي، كان عام 2018 ثرياً جداً، فقد مررنا بظروف كان لا بد من المرور فيها لمعرفة الوجوه الحقيقية للكثيرين، فاكتشفت نبلاً عميقاً يختفي خلف وجوه جامدة، وأحقاداً دفينة تتستر خلف ابتسامات صفراء، ليضاف كذلك لملف حياتي الشخصية، الذي كلما اعتقدت أنه قد وصل لمرحلة النضج الكامل وأصبح متخماً بالتجارب حلوها ومرها، اكتشفت أن التعلم من هذه الدنيا وتجاربها، عملية ممتدة حتى الرمق الأخير، وكما يقول الإخوة المصريون… «اللي يعيش… ياما حيشوف»!
على المستوى المحلي، لم يضف عام 2018 لي ولمن أسميه بالمواطن البسيط، إلا إحباطاً من مراوحة العملية السياسية وكمية الملفات التي أثيرت وبشكل متسارع، ما لم يجعلنا نتابع أياً من تلك الملفات بالشكل المطلوب، فمن منكم يعلم الآن أين استقرت ملفات الحيازات الزراعية، وملف تزوير الشهادات أو الشهادات الوهمية، ناهيك عن عدم وضوح الرؤية في ما يخص مشاريع كبرى ما زلنا نتساءل عنها كتطوير الجزر والموانئ، مروراً بالتصويت المخجل في مجلس الأمة، والذي بموجبه تم الإبقاء على عضوية نواب دينوا بأحكام باتة، وكل ما أحاط بهذا الموضوع من مماحكات سياسية أنقذتنا منها المحكمة الدستورية بإبطال المادة 16 من اللائحة التاريخية للمجلس، ليتحفنا المجلس في ختام العام بمشروع قانون التقاعد المبكر، والذي سيكون بصياغته الحالية وبالاً على الأسر الكويتية، وتقتيراً عليها في قوتها البسيط بعد التقاعد، والحبل على الجرار!
دولياً، ومع وجود رئيس أميركي كالأخ دونالد ترامب… فلا داعي للتوسع في نظرتنا التشاؤمية، لانعكاس إدارته على العالم بأسره والذي نحن جزء منه… أليس كذلك؟
هل ستكون يا عام 2019 أفضل من سابقك؟
لا أعلم… لكن أحلامنا التي نعلقها في رقبتك ليست جديدة كثيراً… حياة كريمة… وعدالة للجميع… وفساد أقل…
أليس هذا بالقليل؟