لقد ودع العالم العام 2018، مستقبلاً العام 2019 باحتفالات مملوءة بالتفاؤل والحب والسلام والتسامح.
جانب من الكرة الأرضية شهد احتفالات عارمة، والجانب الآخر شهد كوارث طبيعية، وحروباً ونزاعات وصراعات لفرض الهيمنة والتوسع والسيطرة، ولعل الشرق الأوسط هو المنطقة الأبرز عالمياً، والأكثر اشتعالاً؛ لما جرى فيها من أحداث وتطورات جسام ما زالت تترى حتى الآن.
زرعت قوى الشر العالمية المنظمات الإرهابية في الشرق الأوسط، وصنعتها لأجل إثارة الفوضى في الدول والسيطرة على حكوماتها ونهب ثرواتها، وهذه المنظمات أسست وهي ترفع شعارات دينية مزيفة، ولكن عملها الوحيد هو قتل الأبرياء وزعزعة الأمن والاستقرار في الدول، كما هو حال «القاعدة» و«داعش» و«جبهة النصرة»، وغيرها من المنظمات التي يصنفها العالم في قائمة الإرهاب، هؤلاء المرتزقة الذين تبنوا الإرهاب مهنة وحيدة لهم في الدول العربية.
من الأحداث المؤسفة في عام 2018 هو إعلان الولايات المتحدة الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لدويلة الاحتلال، ونقل سفارتها إلى المدينة، هذا الحدث المؤلم الذي انتهكت فيه الولايات المتحدة قرارات الشرعية الدولية التي ترفض الاحتلال وتؤكد على الانسحاب من كل الأراضي العربية المحتلة، إنما هو دعم للاحتلال والعدوان والاستيطان، ما أثار موجة عارمة من الغضب لدى الشعب الفلسطيني أدت إلى مواجهات مع الاحتلال، وسقوط عشرات الشهداء والجرحى، خلال الاحتجاجات ومسيرات العودة بالضفة الغربية وقطاع غزة. وهذا القرار يعتبر ضربة موجهة إلى الفلسطينيين والعرب والعالم عموماً.
انتهى عام 2018 ودولة قطر ما زالت تمارس النهج التخريبي نفسه، بل وسلكت طريقاً إلى مستنقع مظلم في السياسة الخارجية، وبالأخص مع دول الخليج ودول المقاطعة. ولعل دعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لأمير قطر لحضور القمة الخليجية، وتغيب هذا الأخير عن الحضور هي خطيئة سياسية وقعت بها الدوحة، وكان الأولى بالدوحة سياسياً ودبلوماسياً حضور القمة ممثلةً بأميرها، إذا كانت حريصة على البيت الخليجي. لكن ذلك لم يحصل، وأصرت القيادة القطرية على ركوب رأسها.
هذه باختصار بعض مؤشرات عدم نية النظام القطري إصلاحَ مسارِه، والتصالح مع الدول المقاطعة، وهذا الموقف المخزي يعتبر وصمة عار في جبينهم لن تزول أبداً، حتى ولو تم استخدام كل مساحيق الدنيا.
ومن الأحداث المؤسفة أيضاً في عام 2018 انتشار المجاعة والأمراض في مناطق عديدة من اليمن، ويرجع أسباب ذلك إلى التوغل الإيراني هناك، ودعم ميليشيات الحوثي الذين يسيطرون على مناطق يمنية، ويمنعون عنها المواد الغذائية والأدوية، وغيرها من المساعدات التي تصل إلى اليمن من أجل إغلاق الفجوة الغذائية في اليمن، ومحاربة المجاعة، إلا أن الحوثي مستمر في انتهاكاته ضد الشعب اليمني الشقيق، واليوم رغم اتفاق السويد إلا أن ميليشيات الحوثي الإرهابية تصر على تعطيل الاتفاق، من خلال منع خروج المساعدات الإغاثية من ميناء الحديدة، ومنع وصولها إلى المدن اليمنية، في تعدٍّ واضح وصريح على الشعب اليمني الشقيق، وعلى القوانين والمواثيق الدولية.
إن العالم يمر بتحديات وأزمات كبيرة، وللأسف فإنه يصب غضبه في هذا الأزمات على الشرق الأوسط، وبعد وداع 2018 ينتظر الجميع النتائج الإيجابية السياسية في 2019، وينتظر العالم أن يحل السلام في الشرق الأوسط، ويكون شعاره شرق أوسط بلا حروب وبلا منظمات إرهابية!