الذين تفاءلوا بتوقيع اتفاق (ستوكهولم) في السويد بين الحكومة الشرعية اليمنية وجماعة الحوثي الانقلابية بإخلاء ميناء الحديدة من المليشيات الحوثية سرعان ما اتضح لهم ضياع هذا التفاؤل من خلال المناورات الحوثية للتحايل على (الاتفاق)، وباتت المسرحية الحوثية مضحكة للجميع، فكل ما فعلوه هو ارتداء المليشيات زي قوات خفر السواحل والإدعاء بقيامها بعملية الانتشار! وتسليم الميناء لقوات تابعة لها بقيادة العقيد «عبدالرزاق المؤيد» وتعيينه قائدا لقوات خفر السواحل! والذي سبق له الظهور في شريط تلفزيوني وهو يحشد قواته لنصرة زعيم التمرد (عبدالملك الحوثي)!
ولم يكتف الحوثيون بذلك، بل قاموا بعرقلة خروج أول قافلة إغاثية محملة بالمساعدات الإنسانية، كان مقررا لها مغادرة ميناء الحديدة إلى صنعاء عبر الممر الذي كان مقررا فتحه عبر شارع صنعاء في منطقة الكيلو 16. إلا أن المليشيات الحوثية أعاقت فتح الطريق، وذلك بإطلاق النار على فرق نزع الألغام والجرافات التابعة للجيش الوطني.
إذن.. عادت مليشيات الحوثي من جديد إلى المماطلة والتهرب من التزاماتها السياسية والإنسانية التي وافقت عليها في (اتفاق السويد) الأخير بحضور الأمين العام للأمم المتحدة، وهذه حقيقة تعرفها الحكومة الشرعية في اليمن، ويعرفها التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية، ويعرفها الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية. كلهم يعرفون عقلية الانقلابيين الحوثيين، ونستطيع الجزم بأن هذا ما تعرفه «الأمم المتحدة» أيضا، ولكنّ الموفدين من قبل الأمم المتحدة إلى اليمن بمن فيهم (غريفيت) الأخير لا يهمهم التهرب الحوثي من الالتزامات السياسية. كل ما يهمهم هو الدخول في لعبة طويلة هدفها جعل الانقلابيين الحوثيين (حكومة أمر واقع) في الأراضي التي تسيطر عليها، وكذلك استرضاؤهم في كل تجاوز ضد القوانين الدولية!
وهناك قوى كبرى وحكومات أجنبية لا تريد للتحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية أن يحقق نصرا عسكريا بالتعاون مع الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية لتحرير اليمن من سيطرة الانقلابيين الحوثيين رغم قناعة هذه القوى الأجنبية بأن (إيران) هي التي تقف خلف تسليح وتمويل الحوثيين!
هل تتذكرون حجم الصراخ والتصريحات المتباكية من مسؤولين أمميين بشأن الكارثة الإنسانية في (الحديدة) حين كانت تتقدم قوات الشرعية لتحرير الميناء؟ أين هذه التصريحات بعد عرقلة الحوثيين للقافلة الإنسانية المتجهة إلى صنعاء؟!