نون – أبوظبي
يحتضن مهرجان الظفرة 2018، والذي يقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، العديد من الفعاليات التراثية التي تسلط الضوء على الموروث الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
«مسار» و«نجدة» في مقدمة سباق «السلوقي العربي»
شهد «ميدان مدينة زايد لسباقات الهجن»، مساء اليوم الأحد، السباق النهائي للسلوقي العربي (سباق التحدي) الذي أقيم ضمن فعاليات مهرجان الظفرة، وتوّج عيسى سيف المزروعي، نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والفعاليات الثقافية والتراثية بأبوظبي، الفائزين في سباق «التحدي»، بحضور كل من «عبيد خلفان المزروعي»، مدير إدارة التخطيط والمشاريع باللجنة، و«حمد الغانم»، رئيس لجنة مزاينة وسباق السلوقي العربي.
وأعلنت اللجنة المنظمة النتائج النهائية لسباق «التحدي»، وهي كالتالي: في سباق الذكور (2500 متر)، حقق «مسار» المركز الأول بجدراة، لصاحبه «يونس شفيع محمد»، والمركز الثاني «زعفران»، لصاحبه «ناصر عبيد دلموك»، والمركز الثالث «مذهل»، لصاحبه «الشيخ زايد المر آل مكتوم»، والمركز الرابع «خطاف»، لصاحبه «متعب البلوشي»، والمركز الخامس «مغرد»، لصاحبه «عامر محمد البلوشي».
وفي شوط الإناث (2500) متر، فازت بالمركز الأول «نجدة»، لصاحبها «الشيخ زايد المر آل مكتوم»، والمركز الثاني «جمرة»، لصاحبها «جمعة خاطر فايل»، والمركز الثالث «خطر»، لصاحبها «جمعة خاطر فايل»، والمركز الرابع «كرنفال»، لصاحبها «الشيخ زايد المر آل مكتوم»، والمركز الخامس «هبايب»، لصاحبها «سالم عبيد سعيد».
وكان قد شارك في شوط الإناث 18 سلوقياً، ومثلها في شوط الذكور. ومنح الفائز بالمركز الأول في كل شوط 100 ألف درهم، والمركز الثاني 30 ألف درهم، والمركز الثالث 20 ألف درهم. فيما تم منح الفائزين بالمركز الرابع وحتى الخامس عشر 5 آلاف درهم، بالإضافة إلى تسليمهم الدروع والميداليات.
وكانت أشواط «سباق السلوقي العربي» النهائية، قد شهدت أجواء المنافسة والحماسة والإثارة، بين عشاق ومحبي هذه السلالة الأصيلة من كلاب الصيد التي تحتل مكانة مرموقة في البيئة الصحراوية، والموروث الإماراتي. وهنأ عيسى سيف المزروعي الفائزين في هذه الرياضة التاريخية التي حققت الإدارة من خلالها أهداف المهرجان وتطلعاته واستشرافه للمستقبل، «نجحنا في نشر الوعي حول الموروث الإماراتي والعربي بين جميع الجنسيات ومختلف الفئات العمرية، وسنعمل معاً جاهدين للمحافظة على السلالة الأصيلة في الحاضر والمستقبل».
ومن جهته، أشار «حمد الغانم»، إلى البهجة التي عمت نفوس الفائزين والمشاركين والجمهور المتعطش لمشاهدة السباق، قال: «منحت هذه الفعالية التراثية مالكي ومحبي السلالة الأصيلة للسلوقي العربي، خبرات الصيد في بيئته الطبيعية الصحراوية، وأتاحت فرصة التعريف بالسلوقي، ومايتحلى به من صفات جمالية وقدرات على السباق والصيد، وأكدت على أهمية المحافظة عليه من خطر الانقراض، أو نسيان تقاليد الصيد».
انطلاق منافسات «شوط الجمل 15 شرايا» غدا الإثنين
تنطلق صباح غدا الإثنين، منافسات «شوط الجمل شرايا محليات ومجاهيم»، وهو من الأشواط التي تجد اهتماماً كبيراً لدى أشهر ملاك مزايين الإبل، ويحرص الجميع على متابعته والمشاركة فيه بعد «شوط البيرق»، حيث قررت اللجنة المنظمة هذا العام أن يكون دخول الإبل اليوم الأحد، بعد «شوط البيرق» مباشرة، على أن تباشر لجان التحكيم عملها تمهيداً لإعلان النتائج غدا الإثنين.
وحددت اللجنة المنظمة مجموعة من الشروط للاشتراك في «شوط الجمل»، ومنها أنه يسمح للإبل بالمشارِكة مرة واحدة فقط، ولا يسمح للإبل التي لا تحمل شريحة إلكترونية بالمشاركة. فيما يسمح لكل مشارك بالمشاركة بقطيع واحد في كل شوط. كما يحق للمالك استبدال المطية لمرة واحدة فقط في «أشواط الجمل»، في حالة تم استبعادها من قبل اللجنة. ويمنع مشاركة الإبل المهجنة في «أشواط المحليات الأصايل» أو«أشواط المجاهيم الأصايل»، كما يمنع مشاركة الإبل المريضة أو المصابة بأي نوع من الفطريات مثل الجرب أو القرع.
ويتم استبعاد المطية إذا تبين أنها مخدرة في الشارب أو «ربطه» أو محلقة أو مصبوغة في أي جزء من جسمها، أو إذا تبين العبث بقصد تغيير شكلها الطبيعي. وفي حالة اشتباه «لجنة التسنين» في عمر المطية، لا تُقبل «الحلفة» إلا من «المولد»، وفي حالة اكتشاف اللجنة أي غش أو تلاعب أو أي نوع من أنواع العبث للتغيير من الشكل الطبيعي للمطية، يتم استبعادها من المشاركة لمدة سنتين، وإذا تم اكتشاف حالة ثانية لنفس المالك، يُحرم من جميع جوائزه ومن المشاركة لمدة سنتين. كما يتوجب على صاحب الإبل الالتزام بإثبات ملكيتها، وتأدية القسم أمام اللجنة.
وإذا تبين بأن العدد ناقص في «أشواط الجمل» عن العدد المطلوب، يحق للمالك استكمال العدد قبل بدء التحكيم، وفي حالة عدم استكمال العدد، يتم استبعاده، ويُمنع مشاركة الإبل التي تحمل علامة T في «أشواط الست وجمل تلاد وجمل شرايا 15 وجمل البيرق»، ويمنع منعاً باتاً دخول صغير الإبل «الدبدوب» من البوابة الخارجية إلى «شبوك المزاينة»، ومن يخالف ذلك يتم استبعاده من المشاركة، وتُلغى جميع مشاركاته، ويُحرم من جوائزه، كما يُمنع منعاً باتاً عرض صغير الإبل في شارع المليون أو المنطقة المخصصة للمهرجان، ومن يخالف ذلك يعرض نفسه للمساءلة القانونية.
زائرون يشيدون بحسن الضيافة ونجاح المهرجان
أكد مشاركون وفائزون في مختلف المسابقات المقامة ضمن فعاليات مهرجان الظفرة، أنّ المهرجان نجح ضمن برامجه وأهدافه في إبراز الهوية الإماراتية، وألقى الضوء على موروثها الثقافي والتراثي، وعزز مكانتها على خريطة السياحة العالمية.
وقال «محمد القحطاني» من السعودية: «إن حسن الضيافة والمنافسة الشريفة أبرز عناوين مهرجان الظفرة»، مشيراً إلى أن المنافسة هذا العام جاءت أقوى من العام الماضي، إذ استعد أغلب ملاك الإبل للمسابقة جيداً، حيث جلبوا أفضل الإبل المتميزة لتزويد قطعانهم بها، من أجل ضمان الفوز بالمراكز الأولى، الأمر الذي ظهر جلياً خلال المسابقة وأثناء قيام لجان التحكيم بفرز الإبل المشاركة.
وأكد «عبيد العامري»، أحد أشهر ملاك الإبل الإماراتيين في مهرجان الظفرة، أنّ هذه الاحتفالية التراثية ما كانت لتنجح لولا الاهتمام المتزايد من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والدعم غير المحدود الذي يوليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، راعي المهرجان، والمتابعة المستمرة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، مشيراً إلى أن هذا الاهتمام ترجمته اللجنة العليا المنظمة للمهرجان على أرض الواقع، من خلال قرارات وفعاليات وأحداث وبرامج، ساهمت بشكل فعال في إسعاد الآلاف من عشاق الأصالة والرياضات التراثية العريقة.
وأشاد «عبدالله الشخصي» من سلطنة عُمان، بقوة المنافسة التي شهدها مهرجان الظفرة في مختلف الفعاليات والمسابقات، خاصة «مسابقة المحالب» التي كان يتوقع أن يحقق فيها المركز الأول، ولكن قوة المنافسة والاستعداد القوي من المتسابقين سواءاً من داخل دولة الإمارات أو من خارجها، شكلت له تحدياً للوصول إلى منصة التتويج، متمنياً أن يحقق الفوز في الدورة القادمة.
مهرجان الظفرة يوفر المئات من فرص العمل لأبناء المنطقة
ساهم مهرجان الظفرة 2018، في توفير العديد من فرص العمل لأبناء المنطقة، وتحقيق الرواج الاقتصادي في المنطقة، وذلك من خلال تنشيط الحياة الاقتصادية، وحرص الجميع على التواجد في هذا المهرجان الأصيل الذي حظي بمكانة خاصة لدى جميع الزوار والمشاركين والرعاة.
وينتظر التجار مهرجان الظفرة كل عام بفارغ الصبر، كونه يعد موسماً تجارياً وموعداً لحلول فصل الشتاء وما فيه من روعة التخييم واللقاءات. ويؤكد تجار المنطقة أن المهرجان يسهم في إنعاش الحياة الاقتصادية في المنطقة بشكل واضح وكبير، حيث تتضاعف نسبة المبيعات في جميع المطاعم ومحلات بيع المواد الاستهلاكية.
وكما يعم الخير على المشاركين في المهرجان، كذلك الأمر بالنسبة للتجار القادمين لعرض الإبل التي يملكونها للبيع أو للتجارة في مستلزمات الإبل، وبالتالي يعم الخير على مختلف القطاعات في منطقة الظفرة. ولم تقتصر الفوائد الاقتصادية التي يحققها المهرجان على المتواجدين داخله فحسب ،بل شملت جميع نواحي الحياة، حيث تنشط حركة المبيعات في كافة القطاعات وترتفع نسبة الإشغال في جميع الفنادق في المنطقة.
وأكد «عادل محمد»، صاحب مطعم في شارع المليون، أن المهرجان يعزز عادات وتقاليد المنطقة وحياة البداوة، ويوفر فرصاً استثمارية وتسويقية تلقي بنتائجها الإيجابية على الجميع. ولقد ساهم بشكل كبير في التعريف بالمنطقة، وجعلها محطة مهمة في إطار مناطق الجذب السياحي العالمي. مضيفاً أن مهرجان الظفرة يعتبر فرصة كبيرة للمنشآت التجارية والصناعية في منطقة الظفرة، بعد أن اعتبرها الجميع موسماً، قد يغطي مردوده المادي نفقات العام بأكمله.
من حسن الضيافة إلى حلوى «السوق الشعبي».. وهذه الحكاية
«العصيدة» حلوى مهرجان الظفرة
أبدعت المرأة الإماراتية بصنع طبق «العصيدة» التراثي، في جناح «الأكلات الشعبية» بـ«مهرجان الظفرة»، حيث قدموا لزوار المهرجان صنفاً من الحلويات التي يرغبها الإماراتيون في فصل الصيف بشكل خاص، وذلك لتوفر جميع أنواع التمور التي تعد من أهم مكونات هذه الحلوى، بالإضافة إلى الطحين والتمر والهيل والسمن البلدي.
وترافق الحلوى الإماراتية، قهوة عربية بالهيل والزعفران وماء الورد، وهي عنوان الكرم والضيافة في العادات والتقاليد الإماراتية، لتكون تجربة الضيافة في “مهرجان الظفرة” لا تضاهى، بالنسبة للضيوف القادمين من جميع أنحاء العالم.
وفازت في المركز الأول «سلمة هلال»، والمركز الثاني «حصة سالم علي راشد»، والمركز الثالث «بنوته سالم حمد المزروعي»، والمركز الرابع «ميثة سالم خلفان المنصوري»، والمركز الخامس «آمنة عبد الرحمن»، والمركز السادس «شمة سالم العامري»، والمركز السابع «فاطمة ظبيب العامري»، والمركز الثامن «حمدة يافور غانم المنصوري»، والمركز التاسع «حمدة علي صالح الكربي»، حيث قدمن للجنة التحكيم طبق «العصيدة» الشعبي.
واتفقت الفائزات على الأهمية التي يوليها المهرجان في تحفيز الأعمال المنزلية للخروج إلى السوق المحلي، وتسليطه الضوء على المأكولات والتراث في الدولة، وتوعية الناس بأهمية المأكولات الشعبية كجزء من التراث الإماراتي الأصيل.
وتهدف مسابقة «الأكلات الشعبية» إلى التعريف بالموروث الشعبي الإماراتي، وتقاليد الطهي الإماراتية، وحفظها في الحياة اليومية للأجيال المقبلة. كذلك يسعى المهرجان إلى الارتقاء باسم الإمارات وجعلها مركزاً عالمياً في خدمات الضيافة، وتشجيع زواره من مختلف الجنسيات على الاهتمام بالمطبخ الإماراتي ودعم مكانته.
«مارشات عسكرية» في نواحي «السوق الشعبي»..
«فرقة موسيقى شرطة أبوظبي» تستقطب رواد مهرجان الظفرة
يلفت عزف الموسيقى من «مارشات عسكرية» و«سيمفونيات» عالمية، انتباه زوار مهرجان الظفرة، حيث تتجول «فرقة موسيقى شرطة أبوظبي» التي يرتدي أعضاؤها الزي القديم لقسم موسيقى الشرطة، في أنحاء «السوق الشعبي»، مرحبة بالمارين ومضفية سحر موسيقاها على أجواء هذا المهرجان العريق.
وقد حققت «فرقة موسيقى شرطة أبوظبي»، إحدى الواجهات المشرقة والمميزة التي تعكس نجاحات وإبداعات القيادة العامة لشرطة أبوظبي، نجاحات محلية وعالمية منذ تأسيسها عام 1963، ما يضعها في مصافّ أفضل الفرق الموسيقية العسكرية على مستوى الوطن العربي والمنطقة، وذلك بفضل دعم القيادة الشرطية لمسيرتها، وعشق الجمهور حول العالم لموسيقاها المحترفة، فهي أول من عزف الموسيقى العسكرية في إمارة أبوظبي، وأثار الحماسة والمحبة في قلوب أبنائها،
وانطلق العرض «بالمارش العربي الجلاء» يتقدمها العلم الإماراتي، ثم معزوفات من التراث الإماراتي الأصيل، حيث جمعت بين الموسيقى العسكرية، وتراث مجتمع الإمارات وبيئته الفريدة، لتغوص في أعماق الروح الإماراتية، مساهمة بذلك في إحياء التراث والحفاظ عليه.
ومن الجدير بالذكر أن «فرقة موسيقى شرطة أبوظبي»، تحرص على المشاركة في مختلف الفعاليات والمناسبات الوطنية والتراثية، وتضم مكتبتها الموسيقية بين ثناياها، مئات المعزوفات ما بين العسكرية والعربية والتراثية والسيمفونيات العالمية.