نون – مراكش – إبراهيم بحماني الراعي
نظمت جمعية الوفاء بمنطقة سيد الزوين بالشراكة مع مؤسسة الأطلس الكبير وجمعية الأيادي الصادقة بمراكش وجمعية قدماء تلاميذ الثانوية الإعدادية الماوردي وبدعم من قبل مكتب المحيطات والشؤون البيئية والعلمية الدولية، مكتب العلوم في وزارة الخارجية الأمريكية (OES)، نشاطا بيئيا متميزا يخص عملية تشجير فضاء المركز الصحي بسيد الزوين، والذي يبعد بمسافة 36 كم عن مدينة مراكش باتجاه اكادير.
جاءت هذه المبادرة من أجل تحسين الوضع البيئي للمركز الصحي من خلال خلق مساحة خضراء وسط المؤسسة، بالإضافة الى تشجيع جهود الأطر الطبية القائمة على تقديم الخدمات الصحية لساكنة المنطقة، في بداية البرنامج تم التطرق الى الوضعية الراهنة للوضع الصحي للمركز المذكور باعتباره قبلة لساكنة سيد الزوين البالغ عددهم 15 ألف نسمة وعدد من الدواوير المجاورة له، فمن خلال الحديث مع بعض العاملين بالمؤسسة وبعض الساكنة تم تسجيل مجموعة من المشاكل التي تشير الى مدى المعاناة التي يكابدها السكان للاستفادة من الخدمات الصحية والاسعافات المستعجلة.
كما وقفنا على البئر الارتوازي المتواجد داخل المركز الصحي وهو بعمق 80 متر لكن يبقى الاستفادة منه غير متاحة حاليا نظرا لانعدام مضخة الماء، وستتكفل احدى جمعيات المجتمع المدني بتكاليف المضخة لاستغلال المياه في سقي المساحات الخضراء.
وبعد تناول وجبة الفطور مع أهالي المنطقة المضيافة داخل الخيمة المغربية التقليدية التي تحمل الألوان الطبيعية ورموز التراث المغربي الأصيل، شرعنا في عملية غرس الأشجار في المساحة المتواجدة بمدخل المركز التي تبلغ 100 متر مربع، وقد شهدت عملية الغرس مشاركة كامل اطياف الساكنة من مختلف الاعمار كبارا وصغارا ذكورا واناثا، وذلك بهدف نشر الثقافة البيئية وسط المجتمع وتحميل الساكنة روح المسؤولية المشتركة للحفاظ على هذا الفضاء الصحي.
وفي ثاني فقرة من فقرات هذه الزيارة الميدانية قادنا أعضاء جمعية الوفاء الى مدرسة سيدي الزوين القرآنية وهي أهم المدارس العلمية العتيقة وأكثرها شهرة وأجلها خدمة لكتاب الله في المنطقة، وربما في المغرب كله، أسسها محمد الزوين «الذي يرجع نسبه الى الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه» في منتصف القرن الثالث عشر الهجري (التاسع عشر الميلادي) بهدف العناية بالقرآن الكريم حفظا وفهما عن طريق الروايات العشر، بالإضافة الى علوم التفسير والحديث والنحو، حيث بنى الشيخ بيوتا من الطين والقصب لإيواء الطلبة، كما كان يعتمد على ما يقدمه سكان القبائل المجاورة من أعشار وهبات وما يقدمه الوافدون من صدقات لإطعام الطلبة، وقد اعيد تهيئة المدرسة وترميمها من طرف الملك الحسن الثاني بنفقته الخاصة.
بعد وفاة الشيخ تحمل أبناؤه واحفاده مسؤولية تسيير شؤون المدرسة التي ذاع صيتها في المغرب، الى غاية سنة 1991 ونظرا للإقبال الكبير للطلبة أصبحت المدرسة تابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي قامت بتشييد مبنى جديد في محيط المدرسة، ويدرس فيها حاليا 400 طالب، يستفيدون من مجانية التعليم والمأكل والمشرب والمبيت، ويشارك حفدة الشيخ في خدمة القرآن الكريم من خلال تحضير الخبز يوميا لهؤلاء الطلبة.
وفي آخر فقرة من فقرات هذا البرنامج تم تكريم الأطر الطبية العاملة بالمركز الصحي تشجيعا وتقديرا لمجهوداتهم المبذولة، وفي سبيل خدمة الصحة العمومية، كما تم تكريم كل الفاعلين الجمعويين ورجال الاعلام الذين ساهموا في نجاح هذا البرنامج، كما شمل التكريم كذلك الأعضاء المتطوعين في مؤسسة الاطلس الكبير القادمين من دول الجزائر وفلسطين واسبانيا. وأخيرا كل الشكر والامتنان لمؤسسة الاطلس الكبير وشركائها على رأسهم مكتب المحيطات والشؤون البيئية والعلمية الدولية، مكتب العلوم في وزارة الخارجية الأمريكية (OES) على دعمهم لمثل هذه المبادرات البيئية الهامة.
متطوع جزائري في مؤسسة الاطلس الكبير