نون – أبوظبي
شهدت فعاليات مهرجان الظفرة 2018، والذي يقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، في يومها الثالث عشر، العديد من الفعاليات المتنوعة التي تستهدف كافة أفراد الأسرة وعشاق الثقافة والتراث، بالإضافة إلى احتضان المهرجان للإبداعات ومنجزات الشباب وتسليط الضوء عليها.
«صلهام المزروعي»على قمة الدفعة الثانية من مسابقة «اللبن الحامض»
أعلنت اللجنة المنظمة لمسابقة «اللبن الحامض» في دفعتها الثانية، والمقامة ضمن فعاليات مهرجان الظفرة، عن فوز «صلهام سعيد صلهام المزروعي» بالمركز الأول، والمركز الثاني «عفراء خليفة زوجة محمد سعيد المنصوري»، والمركز الثالث «طفله غريب زوجة طارش محمد المنصوري»، والمركز الرابع «شمه محمد زوجة صلهام سعيد صلهام المزروعي»، والمركز الخامس «ورثه براك محمد المزروعي»، والمركز السادس «سيف صقر سيف المنصوري»، والمركز السابع «ضبابه سعيد علي المنصوري»، والمركز الثامن «ورثه مبارك محمد فرج المنصوري»، والمركز التاسع «حبيبه سعيد علي المنصوري»، والمركز العاشر «حمامه ثامر محمد المنصوري».
وشهدت المسابقة إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين الذين عملوا على تعبئة الحليب الحامض في علب المياه البلاستيكية، وجلبوها إلى موقع المهرجان للمشاركة في هذه الفعالية التي شكلت حدثاً متميزاً، لما تمثله من قيمة معنوية لهم في مجال المحافظة على الإنتاج المحلي من اللبن، وتعريف الجمهور بالتراث الثقافي الإماراتي الذي تزخر به دولة الإمارات العربية المتحدة.
وجاءت عملية تحويل الحليب إلى لبن حامض أو رائب، بسبب حاجة المواطنين قديماً إلى حفظه من التلف، حيث لم تكن الكهرباء والبرادات متوفرة، وحتى لا يفسد، تعلمت المرأة كيف تحفظ اللبن، ثم تحوله بعد فترة لمنتجات جامدة، أو ما يسمى في بعض الدول العربية «جميد»، مثل «الإقط» أو «اليقط» و«الشنكليش»، وتتشابه هذه المنتجات العربية، من حيث الشكل والمذاق والفائدة الغذائية.
وقال عبيد خلفان المزروعي، مدير الفعاليات التراثية في المهرجان: «إنّ هذه المسابقة تمثل صورة جميلة باقية لنا من زمن الأجداد، نستمتع بها نحن أبناء الإمارات، خاصة أن اللبن الحامض كان منذ القدم رفيق درب الآباء والأجداد، يعتمدون عليه في غذائهم صباحاً ومساء وحتى في الظهيرة يأكلونه إلى جانب التمر، ليمنحهم مذاقاً متميزاً ورائعاً حلواً وحامضاً. وتنال النكهة شهرة واسعة اليوم، فيما كانت في السابق معروفة من خلال اللبن، كما يستغل العديد منهم هذا اللبن في تحضير اللبنة والقشدة والسمن وغيرها».
«مزاينة الظفرة للإبل» مرآة نجاح مهرجان الظفرة
أكد «محمد بن عاضد المهيري»، مدير مزاينة الإبل في مهرجان الظفرة، أن المشاركات القوية والمنافسة العالية، وارتفاع مستوى المشاركات التي جرت خلال منافسات المزاينة في الأشواط السابقة، تعكس مدى نجاح المهرجان في تحقيق أهدافه، وحرص غالبية ملاك الإبل على اقتناء المتميز منها، سواءاً من فئة «المحليات» أو«المجاهيم».
وأضاف «المهيري» أن «مزاينة الظفرة للإبل»، قد شهدت هذا العام تزايداً في قوة الإبل المشاركة، كما أن المهرجان في دورتها الحالية، شهد مشاركة واسعة من قبل الإبل الخليجية، ولم يقتصر الأمر على الأشواط الجماعية فحسب، كما في السابقن وإنما ظهر خلال الأشواط الفردية التي جرت على مدى الأيام الماضية، وهو ما يؤكد أن مهرجان الظفرة نجح في تحقيق أهدافه وجذب إليه أكبر ملاك الإبل على مستوى دول الخليج العربي، ليصبح أكبر تجمع للإبل في المنطقة.
وقال المهيري: «إن ارتفاع مستوى المشاركات يضاعف مسؤولية لجان التحكيم في عملية اختيار المتميز منها لاعتلاء منصة التتويج»، مؤكداً ان اللجنة حرصت على انتقاء أفضل مواصفات الجمال في الإبل المشاركة، وتكون المفاضلة والتمييز بين المراكز للإبل المشاركة، على أساس نظام النقاط من 100 درجة.
كما أوضح «المهيري» أن درجات التحكيم تتوزع كالآتي: على الرأس والرقبة (25 درجة)، والجزء العلوي (25 درجة)، والجزء الأمامي (15 درجة)، والجزء الخلفي (10 درجات)، والشكل العام والرشاقة (25 درجة)، ويشمل هذا المعيار طول البدن وارتفاع المطيّة والذلالة، وصحة الجسم ولمعان الشعر.
يذكر أن أشواط «مزاينة الإبل» في مهرجان الظفرة، تبلغ 76 شوطًا، وقد خصصت اللجنة المنظمة لهذه الأشواط جوائز قيمة، بلغت قيمتها الإجمالية أكثر من 38 مليون درهم، موزعة على 590 جائزة. كما تم تخصيص مئات الجوائز لجميع المسابقات التراثية في المهرجان والتي تشمل كل من: مسابقة «المحالب»، ومسابقة «الصقور»، ومزاينة «الصقور»، و«الرماية»، و«سباق الخيل العربي الأصيل»، وسباق «السلوقي العربي التراثي»، ومزاينة «السلوقي العربي التراثي»، ومزاينة «غنم النعيم»، و«اللبن الحامض»، ومزاينة «التمور»، وأفضل أساليب تغليفها، ومسابقة «الفنون الشعبية» والتي تتضمن الشعر والشيلات، ومسابقات «الحرفيات» من أزياء وطبخ وحرف يدوية، بالإضافة إلى مئات الجوائز اليومية التي تقدم لرواد المسرح الرئيسي للمهرجان، و«قرية الطفل» في قلب «السوق الشعبي».
عروض «افتح يا سمسم» في مهرجان الظفرة
على هامش فعاليات مهرجان الظفرة، نظمت «دائرة السياحة والثقافة في أبوظبي»، عرضاً خاصاً بالأطفال، حيث انطلقت الشخصيات الأربع الرئيسة لبرنامج «افتح يا سمسم» التلفزيوني المفضل لدى الصغار والكبار، وقدمت عرضاً حياً، تخلله استعراضات غنائية وراقصة.
وتجمهر الأطفال حول شخصيتهم المفضلة «نعمان»، الذي ظهر للمرة الأولى على الشاشة الصغيرة، مستخدماً لغة عربية فصحى، ليكون قدوة لأجيال قادمة، تعلمت أن تتحدث لغتها الأم في البيت والشارع، واستلهموا من هذه الشخصيات المؤثرة أسلوب الحوار مع آبائهم وطرق إدارته. فيما كان الأطفال يتعلمون الحروف والأرقام من تلك الشخصيات الفريدة، قبل دخولهم إلى المدرسة.
والتقط الأطفال صوراً تذكارية مع شخصياتهم المفضلة. فيما استذكر الآباء هذا البرنامج التعليمي والتربوي الذي شكل جزءاً من ذكريات طفولتهم. فقد رأت نسخته العربية النور لأول مرة في عام 1979، وهو مأخوذ عن المسلسل الأمريكي «شارع سمسم»، إلا أن النسخة العربية أضافت شخصيتين عربيتين جديدتين هما: نعمان وملسون.
وتم تصوير المشاهد في الكويت والكثير من الدول العربية، ليكون باكورةً للأعمال التلفزيونية الخاصة بالأطفال التي قدمتها «مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج»، فقد عملت كوكبة من كبار المؤلفين والمنتجين والمخرجين على الإتيان بهذا العمل الذهبي.
وأصبح «افتح يا سمسم» واحداً من أشهر وأنجح البرامج الترفيهية التعليمية التي تستقطب الأطفال في العديد من الدول العربية. ويسعى المسلسل حتى اللحظة، عبر كل حلقة منه إلى تقديم أداء فريد وغنيّ بالقيم الإنسانية، من خلال تعزيز أنماط الحياة الصحية وروح العلاقات الاجتماعية لدى الأطفال، وتحقيق السعادة ضمن قالب مفعم بالتسلية والضحك والموسيقى.
وتخصص «لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي» و«دائرة السياحة والثقافة في أبوظبي»، فعاليات عدة للأطفال ضمن «قرية الطفل»، وهي منطقة الألعاب التي تقدم عروضاً حية للشخصيات المفضلة لدى الصغار، وورشات تعليمية منها: صناعة الفخار، وألعاب السيارات الشعبية، بالإضافة إلى أنشطة المكتبة التي تضم العديد من الكتب والقصص المفيدة، وتوفر أماكن للرسم وسرد القصص والقراءة الذاتية.
فيما جاءت «دائرة السياحة والثقافة في أبوظبي بالفرح والمتعة والفائدة لزوار المهرجان من الأطفال في حلته الثانية عشرة، حيث قدمت لهم شخصيات مسلسلات كرتونية محببة إليهم، من بينها «ماي ليتل بوني» مهرتي الصغيرة، و«بينك فونك» pinkfong، و«باور باف غيرلز» فتيات القوة.
إحياءاً للتراث وحفظاً للموروث الإماراتي في مهرجان الظفرة
الفنان خالد الدرمكي: مزج الألوان والخط والرسم بالنسكافيه هي تقنيات فنية أستخدمها
في اللوحات والتحف
الخط الحر نوع حديث من ألوان «الخط العربي»، لا يخضع لقواعد محددة، وإنما يخضع لذوق كل خطاط. من هنا، جاءت موهبة الخطاط «خالد الدرمكي» الذي يرسم الأسماء والعبارات لرواد مهرجان الظفرة بقلم حر، وريشة من نسكافيه يلون بها قطعاً فنية، ولوحات و«بورتريهات».
ويجلس الفنان الموهوب خالد الدرمكي في مشغله الأنيق الذي يتوسط قلب «السوق الشعبي» في مهرجان الظفرة، ليقدم لمحبي الفن وعشاق الخط، أجمل الرسومات والتحف، يقول: «استدخلت فن الرسم بالنسكافيه إلى عملي، واستوحيت من بيئة البادية وجمال السواحل ومفردات الحياة اليومية الخليجية، مواد لأعمالي، مما منحها هوية خاصة مستقاة من منطقة الخليج العربي بشكل عام، والإمارات على وجه التحديد».
ويضيف «الدرمكي»: «المزج ما بين الألوان والخطوط والنسكافيه، جعلني أقدم ما يمكنه الإسهام في إبراز التراث الإماراتي، والحفاظ عليه من أجل الأجيال القادمة، فهذه مسؤوليتنا جميعاً، نحن أبناء الإمارات».
وعن الرسم على الصحون واللوحات بالنسكافيه، يقول «الدرمكي»: «هي مادة سائلة أنتظر أن تجف حتى أتمكن من استكمال عملي. بعد ذلك، أستخدم في الرسم أقلام «الفلوماستر»، فيما أستخدم في لوحات أخرى ألوان «الباستيل» الزيتية، والألوان الخشبية، وأقلام الرصاص.
وتظل الإمارات تفخر بأبنائها الموهوبين، وتسعى جاهدة من أجل تمكين الشباب، وتوفير الفرص والبيئة المناسبة لهم، من أجل غدٍ أفضل وحياة أجمل.