نون والقلم

د. محمد مبارك يكتب: إيران في 2019!

في مقابلة له على شبكة أم إس إن بي سي الأمريكية، قال ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية إنه إذا كان العام القادم 2019 سوف يشهد حربا ما في العالم، فإن هذه الحرب لن تكون في كوريا الشمالية ولن تكون في بحر الصين الجنوبي، ولن تكون في أوكرانيا وإنما في إيران.

ورأى هاس أن هذه الحرب ستكون على شكل مواجهة بين إسرائيل وإيران، أو السعودية وإيران، أو ربما يقوم النظام الإيراني بفعل أمر ما يقود إلى الحرب في ظل ما يتعرض له من ضغوط كبرى نتيجة العقوبات المالية والاقتصادية المفروضة عليه.

وبحسب آخر ما نشر بشأن تطورات العقوبات على النظام الإيراني، فإن الرئيس الإيراني قدم مؤخرا موازنته للعامين القادمين بانخفاض وصل إلى 50% في قيمة الميزانية مقارنة بالأعوام السابقة، وهو ما يدل على أن الحكومة الإيرانية تواجه حاليا عجوزات وصعوبات كبرى في التعامل مع الوضع القادم. هذا إلى جانب مغادرة المزيد من الشركات الأوروبية الأراضي الإيرانية أو إعلانها وقف التعامل مع طهران، وآخرها كانت الشركة الألمانية «كريمبل» التي ساعدت النظام الإيراني في صناعة القذائف والصواريخ. فضلاً عن أن أكبر الدول المستوردة للبترول الإيراني قامت بتخفيض وارداتها منه بنسب كبيرة وصلت إلى 40%، ودول أخرى باتت تسعى إلى استثناء مؤقت من عقوبات شراء البترول الإيراني ريثما تقوم بتدبير أمورها.

هذا السيناريو يجعل النظام الإيراني يعيش حالة خطرة من الداخل، تنعكس على مستقبل وجوده، وخصوصًا إذا ما تحولت الضائقة المادية التي يعيشها الداخل الإيراني إلى انفجار شعبي، هو الآن في طور الغليان البطيء. ولذلك فإن ما يذهب إليه ريتشارد هاس من أن أي أحداث في 2019، ربما تكون شرارتها الأولى بفعل فاعل إيراني، هو أمر وارد بشكل يفوق الاحتمالات الأخرى.

نقلا عن صحيفة الخليج البحرينية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى