تعرضت مستودعات الصواريخ التابعة للنظام الإيراني في سوريا وغيرها من المواقع العسكرية الأخرى في محيط دمشق إلى الدمار التام بعد غارات جوية يرجح أنها إسرائيلية. عناصر من مليشيات «حزب الله» اللبناني قتلت في القصف أيضًا، وأعلنت ذلك مصادر إعلامية أمريكية وسط تكتم شديد من قبل مليشيات «حزب الله» والنظام الإيراني بشأن حصيلة تلك الغارات التي أتت على أجزاء أساسية من البنى التحتية العسكرية التابعة للحرس الثوري الإيراني في سوريا.
من المؤسف طبعًا أن تتعرض الأراضي العربية السورية إلى قصف من هذا النوع، إلا أنه حينما تكون نتيجة هذا القصف هو دمار مواطئ قدم النظام الإيراني المحتل للأراضي العربية السورية، فإنني أزعم أن هذا القصف مرحب به لدى الشعوب العربية التي تعلم يقينًا مصير المنطقة العربية بأكملها إن تمكَّن النظام الإيراني من تثبيت أقدامه في سوريا وفي غيرها من أراضي الوطن العربي.
وربما تعتبر هذه مناسبة ملائمة للحديث عن بعض العقول العربية -إن صح التعبير- التي ترتدي كمًا كبيرًا من العروبة الزائفة. هؤلاء، صمتوا طوال سبع سنوات على التدخل الإيراني في سوريا، والسيطرة على مناطق فيها، وصولا إلى احتلال أراضيها وممارسة أبشع صنوف القتل والتنكيل بالشعب السوري. كل ذلك كان مقبولا وجائزًا لدى متقمصي «القومية» العربية، ولا يجوز الحديث عنه أو إطلاق صرخة في وجهه، بينما تعدُّ الغارات التي يرجح أن تكون إسرائيلية على مواقع النظام الإيراني في سوريا عدوانًا صارخًا وسافرًا على الأراضي العربية، ومن يوافق عليه أو يؤيده فإنه «خائن»! إن مثل هذ الطرح الانبطاحي لصالح النظام الإيراني ومخططاته التوسعية في الوطن العربي هو سبب البلاء الذي يعم المنطقة العربية، وهو سبب تمكن النظام الإيراني من استغلال أمثال هؤلاء على نطاق واسع للترويج لنفسه كنظام «مقاوم»، ومدافع عن القضية الفلسطينية، بينما جميع الوقائع تكذِّب ذلك، بل تؤكد أنه لم يخدم أحدٌ أجندة إسرائيل في المنطقة بقدر ما فعل ذلك النظام الإيراني.