نون – وكالات
قالت شبكة “ميديكال إكسبريس” الطبية، إن الحرص الزائد على تناول طعام صحي خوفا من مخاطر طعام الشارع، له مخاطر صحية ونفسية واجتماعية أخطر” بالنسبة للأطفال.
وأوضحوا أن هناك هاجسا غير طبيعي لدى الكثير من الآباء والأمهات حول تناول أبنائهم أي طعام من الشارع، ويرونه أنه خطر داهم يهدد دوما صحتهم، مضيفة: “الحقيقة قد يكونوا على حق، فطعام الشارع لا نعلم كيفية تحضيره، ولا أي من الأمراض التي يمكن أن يحتويها هذا الطعام، لكن، هناك منظور آخر للقصة، وهو
ويفسر خبراء تغذية بريطانيين لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، ذلك الأمر قائلين: “الأمر لا يتعلق بمجرد منع الأطفال من الأكل في الشارع، لكنه يتعلق أيضا بإرشاد الأطفال بطريقة انتقاء الطعام الذي سيتناوله في الخارج، بحيث يبتعدوا عن الطعام غير الصحي، والذي قد يكون فيه ميكروبات أو أمراض ويذهب إلى ذلك الطعام الصحي الأفضل”.
كما بينوا ما هي المخاطر التي قد نعرض لها أطفالنا إذا لم نجعلهم يعيشون تجربة تناول الطعام من الشارع، أبرزها، بحسب خبراء صحة أمريكيين لشبكة “ميديكال إكسبريس” الطبية، فهي تجعلهم عرضة لنقص المناعة وتعرضهم لأمراض عديدة، وأمراض مثل “الإكزيما والحساسية والربو”، بالإضافة إلى اضطرابات سلوكية أخرى مثل الانطواء والاكتئاب وعدم الاندماج مع أقرانه.
وترى الدكتورة كلاين ستيوارت، الباحثة في مجال التغذية بجامعة نيويورك: “تناول الطعام من الشارع، حتى لو كان به أنواع من البكتريا، فهو يساعد الأمعاء على تكوين مركبات مضادة للميكروبات، وتكون بمثابة حائط صد له أمام أي هجمات أخرى، أي أن تناول الطعام من الشارع بمثابة تطعيم لتقوية الجهاز المناعي للطفل، لتلعب دورا قوية في تحصين صحة الطفل”.
وتتابع: “قد يتعرض طفلك للمرض جراء خطئه بتناول طعام يحتوي على ميكروبات، ولكن جسده سيتعود بعد ذلك ويصبح أكثر قوة في مواجهة أي صعاب، لكن الطفل الذي لا يتناول إلا الطعام الصحي يكون أكثر عرضة لأن إصابته بالأمراض تكون أسوأ”.
ومن جهتها أشارت الإذاعة البريطانية إلى أن تناول الطعام الصحي لم يتمكن من إنقاذ حياة إلا نصف الأطفال فقط.
وأضاف غوردون، مدير مركز علوم البيولوجيا والأنساب في جامعة واشنطن في سانت لويس الأمريكية: “هناك عشرات تريليونات البكتيريا الصديقة التي تعيش في قنواتنا الهضمية، والإصرار الدائم على تناول الطعام الصحي يضعفها ويجعلها غير قادرة على الاستمرار، كما أنه يضعف مقاومة جهاز المناعة”.
وتابع: “هناك دوما خليط متجانس من الأجزاء البشرية والجراثيم، وهو ما يجعل الكثير منا يعيشون في صحة كاملة رغم أنهم لا يتناولن أي طعام صحي، حقيقة وجود الميكروبات في أمعائنا أمر هام للغاية”.
كما يؤكد غوردون أن الكثير ممن يتناولن الطعام الصحي فقط، يساهم في تعطل الميكروبات المعوية عن العمل، ولا يمكن تصحيح هذا الخلل، إلا من خلال تحفيز تلك الميكروبات للعمل من جديد عن طريق تناول وجبات بسيطة من الطعام غير الصحي.