نون والقلم

أماني سلامة تكتب: غلطة الأبناء لا تمحي تاريخ الآباء

تناقلت وكالات الانباء قرار مجلس الوزراء بإسقاط الجنسية المصرية عن المواطنة ياسمين هشام الدين محمد نسيم، وهي حفيدة محمد نسيم أحد أشهر ضباط المخابرات المصرية، الذي اشتهر باسم نديم قلب الأسد في مسلسل رأفت الهجان ، حيث كان أحد الضباط الذين دربوا المصري رفعت علي سليمان الجمال.. وكان أحد ضباط حركة الضباط الأحرار ، وشارك ضمن الصف الثاني لرجال ثورة يوليو 1952، وأصبح فيما بعد أحد مديري العمليات بجهاز المخابرات المصرية، وكان له دور بارز في عمليتي زرع الاسطورة المصري رفعت الجمال في قلب إسرائيل، كما كان له الدور البارز في عملية الحفار التي هزت إسرائيل عقب حرب يونيو .1967

شارك الجد في حروب السويس والاستنزاف، وانضم لقسم الخدمة السرية بالمخابرات المصرية بعد تأسيسها، ونظراً لكفاءته البالغة أسند إليه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عملية الحفار، ومن عملياته، عملية الهجوم على ميناء إيلات وزرع عملاء في إسرائيل والحصول على معلومات عن صفقات أسلحة لإسرائيل….. في العام 1971 تم تعيينه مديراً لهيئة تنشيط السياحة بعد تقاعده من المخابرات.

وتوفي في الثاني والعشرين من مارس عام 2000 بعد إصابته بجلطة أو بالأحرى بعد زواج ابنه وإنجابه من المواطنة الإسرائيلية، حيث لم يتحمل الأب الوطنى من الطراز الأوحد والفريد والذى تجرى الفدائية والوطنية المصرية فى جسمه مجرى الدم أن تكون حفيدته حاملة للجنسية الإسرائيلية وفقاً لقوانين الجنسية فى إسرائيل، حيث ينسب الابن أو البنت إلى الأم وليس الأب.

قرار مجلس الوزراء إسقاط الجنسية عن ياسمين كان متوقعاً، فهي من مواليد إسرائيل في 22 أكتوبر عام 1997، وحصلت على الجنسية الإسرائيلية دون إذن مسبق، وفق حيثيات القرار، وفور بلوغها سن الحادية والعشرين كان لابد من إسقاط الجنسية المصرية عنها. وياسمين هي ابنة هشام محمد نسيم، فقد بدأ والدها حياته مهندساً ميكانيكياً، وكان يهوى المغامرات، ودخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية 3 مرات لخوضه سباقات الرمال، كما حصل على لقب أسرع عبور للصحراء الغربية في مصر في نوفمبر 2009، وذلك لعبوره من واحة سيوه وحتى واحة باريس في الوادي الجديد.

في منتصف التسعينيات كان هشام يقضي عطلته في قرية سياحية يمتلكها بجنوب سيناء وهناك تعرف على فتاة إسرائيلية تدعى فيرد ليبوفيتش، ونشأت بينهما قصة حب انتهت بالزواج، بعد أن أسلمت من أجله، وأنجبت طفلة أطلقا عليها اسم ياسمين ، وهو ما تسبب في إصابة الجد بالحزن والقهر والصدمة…والجلطة التى أودت بحياته.

وتربت الطفلة في إسرائيل وحصلت على الجنسية الإسرائيلية نسبة لوالدتها، ولذلك قررت السلطات المصرية إسقاط الجنسية عنها، حيث لا يجوز الجمع بين الجنسيتين.

أنشودة وطن…. أرجو أن ينتهى الخبر إلى هذا الحد وألا تتم المتاجرة باسم الجد الوطنى لخدمة أهداف ومصالح أعداء الوطن والتنديد والتهديد والوعيد والقيل والقال والهرى من أصحاب الهرى والفتى . فلا يجب أن تمحى غلطة الأبناء سجل شرف وتاريخ وأمجاد الآباء.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى