نون والقلم

السيد زهره يكتب: أعياد الوطن.. أعياد الفخر والأمل

ليس هناك أعظم ولا أغلى من الوطن. وليس هناك أجمل من أعياد الوطن.

وهذه الأيام تحتفل البحرين بثلاثة أعياد غالية. ذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح دولة عربية مسلمة عام 1783 ميلادية، والذكرى 47 لانضمامها إلى الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى 19 لتسلم حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى مقاليد الحكم.

هذه الأعياد الوطنية هي قبل كل شيء مناسبة للفخر والاعتزاز بالوطن.. الفخر بحضارته، وبتاريخه الطويل الحافل، وبإنجازاته الحضارية التي حققها جيلا بعد جيل، وحقبة بعد حقبة وبشعبه وقيادته.

الزعيم المؤسس أحمد الفاتح أسس دولة عربية.. منذ ذلك الوقت، أصبحت عروبة البحرين وهويتها العربية الإسلامية في ظل آل خليفة خطا أحمر لا يجرؤ أحد على المساس به.

منذ عهد الزعيم المؤسس، وعهود قادة البلاد من آل خليفة الذين تولوا مقاليد الحكم بعده، اتسم الحكم دوما بالتفتح وبُعد النظر والتطلع إلى المستقبل، والريادة في الرؤى والأفكار في بناء الدولة والنهوض بالمجتمع.

ولهذا لم يكن غريبا أن البحرين كانت لها الريادة دوما في هذه المنطقة من العالم في كل المجالات.. ريادة في الثقافة والفكر.. وريادة في التعليم.. وريادة في الانفتاح الفكري والاجتماعي والسياسي.. وريادة في الديمقراطية التي انطلقت مسيرتها منذ عشرينيات القرن الماضي.. وريادة في دور المرأة ومكانتها في المجتمع.

باختصار، كانت البحرين رائدة دوما في بناء الدولة الحديثة.

وحين انضمت البحرين إلى الأمم المتحدة دولة كاملة العضوية كانت بالفعل دولة حديثة مكتملة الأركان.

وفي العقود التالية، في ظل قيادة صاحب السمو الأمير الراحل عيسى بن سلمان، وقيادة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان للعمل الحكومي، حققت البحرين إنجازات تنموية كبرى شهدت بها كل التقارير الدولية. حققت البحرين طفرات كبرى في مجلات التعليم والصحة والإسكان والرعاية الاجتماعية، وفي مجلات الثقافة والفكر والتنمية السياسية.

وحين تولى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم فتح صفحة مجيدة جديدة في تاريخ البحرين.

جلالة الملك طرح مشروعا إصلاحيا رائدا لا سابقة ولا مثيل له في المنطقة كلها.. مشروع فتح أبواب الحريات والديمقراطية والإصلاح الشامل على مصراعيه.

وفي ظل المشروع الإصلاحي تحققت إنجازات كبرى غير مسبوقة في تاريخ البلاد في كل المجالات.

جلالة الملك بالمشروع الإصلاحي كرس الريادة التاريخية للبحرين في المنطقة كلها، وجعل منها نموذجا يحتذى في الإصلاح والتحديث والتقدم.

إذن، البحرين طوال تاريخها دولة قوية بشعبها وقيادتها تحقق الإنجاز تلو الإنجاز، ولديها من مصادر القوة ما يمكنها من تجاوز أي أزمة.

ولهذا تحديدا، تمكنت البحرين في ملحمة وطنية كبرى من تجاوز أحداث 2011. تمكنت من هزيمة محاولة الانقلاب الطائفي الغادرة على الرغم من أن هذه المحاولة كانت تندرج في إطار مؤامرة كبرى شاركت فيها دول إقليمية وعالمية.

البحرين تجاوزت هذه المحنة، ومضت في طريقها من التقدم والإصلاح والتنمية بفضل حكمة قيادتها وتلاحم الشعب مع قيادته.

والبحرين تنعم بالأمن والاستقرار. ولا بد هنا أن نقدر عاليا جهود رجال الشرطة والأمن الذين احتفلوا بعيدهم قبل أيام ودورهم في حفظ أمن واستقرار البلاد بما بذلوه من جهود وقدموه من تضحيات.

إذن كما ذكرت، هذه الأعياد الوطنية التي تحتفل بها البلاد هي مناسبة لأن يتأمل المواطنون تاريخ بلادهم الحافل، ومسيرتها الطويلة نحو التقدم والريادة والنهضة وبناء الدولة الحديثة، وأن يشعروا بالفخر بوطنهم وإنجازاته المشهودة في كل المراحل.

وهذه الأعياد الوطنية هي مناسبة أيضا للتفاؤل والأمل في المستقبل مهما كانت الصعاب والتحديات التي تواجهها البحرين والمنطقة. التفاؤل والأمل ليس من فراغ، بل يقوم على قاعدة راسخة من التاريخ والحضارة والتحضر والتلاحم الوطني.

نقلا عن صحيفة الخليج البحرينة

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى