دائمًا ما يثير من يسمون أنفسهم ملاحدة خصوصًا الذين اعتنقوا الإلحاد في الآونة الأخير وكان اعتنقاهم دون أي فهم وإدراك وإنما عبارة عن موديل – مودة – وتقليد للغير لذلك يطلقون ويسوقون الشبهات بدون أي إدراك وتفريق بين النظم الإقتصادية وبين الإبتكارات التي تطرح على الساحة العالمية، ولعل أكثر ما يطرحونه من شبهة وهي مسألة لا ترتقي لأن تكون شبهة بالأساس وإنما هي عدم فهم وسذاجة وجهل حقيقي حتى بالنظم الاقتصادية التي تحكم العالم، فهم دائمًا ما ينتقدون المسلمين بسؤال ساذج جداً وسببه ما بيناه أعلاه وهو (( هل صنع الإسلام جهاز موبايل – هاتف نقال – ؟ هل صنع الإسلام مركبة فضائية ؟ هل صنع الإسلام كومبيوتر ؟ وهل وهل ؟؟؟))…
وهنا نقول لهؤلاء السذح الذين لا يعرفون سوى التقليد الأعمى ممن يطرحون هكذا أسئلة ساذجة، وماذا قدمت الرأسمالية أو الشيوعية والإشتراكية للعالم ؟ هل صنعت تلك الأجهزة التي تعترضون على الإسلام لعدم صناعتها ؟ فتلك أنظمة اقتصادية طرحت لتحكم العالم وتسير حياة البشرية وفيها أخطاء وثغرات سببت فشلها، فهي عبارة عن نظريات حالها حال النظرية الإسلامية، فالإبتكارات والإختراعات شيء والنظم والنظريات شيء آخر …
ومن يقول إن الرأسمالية والاشتراكية والشيوعية صنعت كذا جهاز أو قدمت كذا منجز فهذا دليل على جهله وسذاجة وخفة عقله، لأن تلك الأنظمة الإقتصادية التي تحكم العالم هي عبارة – كما هو عنوانها – نظم اقتصادية تحكم العالم حالها حال النظام الإسلامي، فلا دخل لها في الصناعة، فهل من ابتكر الهاتف أو الكهرباء أو الموبايل أو المركبة الفضائية فرض عليه أن يبتكر هذا الإبتكرا من قبل الرأسمالية – مثلاً – وهي من فرضت عليه ذلك؟ أضف إلى وجود الكثير من المخترعين والمبتكرين العرب المسلمين قدموا الكثير من الإبتكارات سابقًا وفي الحاضر، بالإضافة إلى الإسلام حيث ويحث على العلم والتطور والتعلم وأيد ذلك وباركه والكثير من الموارد الشرعية القرآنية والنبوية تؤكذ ذلك، وحتى لو لم يكن هناك – لو سلمنا جدلاً – عالم أو مبتكر مسلم فهل الخلل في النظام الإسلامي أو الخلل في من يدعي إنه مسلم ؟…
ثم إن مثل هذا القول ونسبة الابتكارات الشخصية وابتكارات العلماء لأنظمة معينة هذا اجحاف ومصاردة لتلك الابتكارات ولحقوق المخترعين لأن تلك الاختراعات شخصية وليست رأسمالية أو شيوعية أو اشتراكية، فهذا الإختراع أو ذاك لم يقدم أو يطرح على أساس أنه ابتكار الرأسمالية أو اختراع الشيوعية أو الإشتراكية بل على إنه اختراع العالم فلان حتى وإن كان هذا العالم رأسمالي أو شيوعي فليس الرأسمالية أو الشيوعية هي من دفعته لهذا الإبتكار بل ما يحمله من علم ومعرفة هي من دفعه لذلك …
ومن أجل معرفة الفرق بين الأنظمة الإقتصادية التي حكمت العالم وكذلك معرفة مواطن الضعف والقوى فيها يرجى الإطلاع على كتاب «فلسفتنا» بأسلوب وبيان واضح للسيد الأستاذ الصرخي || بيان وتوجيه وتعديل لما جاء في بحوث «فلسفتنا» للشهيد السيّد محمد باقر الصدر (قدس سره) || وهذه الدعوة موجه للجميع وبشكل خاص إلى من يدعون إنهم ملحدين وبشكل أكثر خصوصية للذين يطرحون مثل تلك الأسئلة التي قدمناها في بداية مقالنا هذا …الأطلاع والتحميل للكتاب المذكور يكون على الرابط التالي :