علمونا في المدارس العربية.. أن سبب تسمية (البحر الأحمر) بهذا الاسم نظرًا إلى كثرة الشعب المرجانية الحمراء فيه، وعندما كبرنا وجدنا أن التفسير العلمي لاسم البحر الأحمر يعود للون الطحالب التي تتواجد بكثرة في أعماق البحر، وتطفو على السطح ليظهر لونه أحمر في فترة الغروب، ويطلق على هذه الطحالب اسم «نشارة البحر».
علمونا في وسائل الإعلام الغربية.. أن عمليات القرصنة البحرية وتهريب الأسلحة وتهديد الملاحة الدولية جعلت بعض الدول تخرج بدعاوى ومخطط لتدويل منطقة خليج عدن والبحر الأحمر.. وعندما انكشفت المخططات وتبينت الأمور بادرت المملكة العربية السعودية بفكرها الاستراتيجي العميق والمستمر بإنشاء تحالف «دول البحر الأحمر وخليج عدن» لتقطع الطريق بكل حزم وحسم على دعاوى التدويل، والتأكيد بأن الكيان الجديد يهدف إلى حماية التجارة العالمية وحركة الملاحة الدولية.
تحالف «دول البحر الأحمر وخليج عدن» يضم سبعة دول: «السعودية، مصر، الأردن، اليمن، السودان، جيبوتي، الصومال».. هو ضربة معلم.. وبيان لقدرة الدول العربية على حماية سواحلها، وتأمين قنواتها الحيوية، وضمان سلامة الملاحة البحرية فيها، وخاصة تجارة النفط، حيث «يُنقل عبر باب المندب -كما نشرت الوسائل الإخبارية- نحو 4 ملايين برميل يوميًا من النفط، كما يبلغ عدد سفن النفط التي تمر من خلاله 21 ألف قطعة بحرية سنويًا، بما يعادل 57 قطعة يوميًا، تمر منه كل عام 25 ألف سفينة تشكل نسبة كبيرة من الاقتصاد العالمي».
منطقة البحر الأحمر وخليج عدن شهدت انتشارا واسعا للجماعات الإرهابية المسلحة، وبتدخل من جهات داعمة للإرهاب ابرزها «إيران»، حيث تهريب الأسلحة والمخدرات والقرصنة البحرية التي فاقت (90) عملية قرصنة واعتداء على السفن، فضلا عن نشر مئات الألغام البحرية في البحر الأحمر من قبل الجماعات الحوثية.. لذلك جاء التحالف الجديد ليوقف كل تلك الممارسات ويحمي أمن دوله واستقرارها.
ميثاق الكيان الجديد سيكون له جوانب اقتصادية وبيئية وتجارية واستثمارية وتنموية وأمنية وعسكرية، كما صرح بذلك وزير الخارجية السعودي، ومن المتوقع أن يزداد عدد دول الكيان في المستقبل، لكن الغريب في الأمر أن «دول التآمر» المعروفة، وقنواتها الفضائية، ووسائلها الإعلامية، وبعد أن فوجئت بقرار إعلان التحالف ذهبت لترويج أكذوبة جديدة بأن التحالف الجديد بوابة للتطبيع مع إسرائيل، في الوقت الذي تقوم به «دول التآمر» نفسها بالتطبيع المعلن والخفي مع إسرائيل..!!
علمونا في كتب أطلس الجغرافيا.. أن مملكة البحرين ودولة الإمارات ودولة الكويت وسلطنة عمان لا تطل على البحر الأحمر.. إلا أن بعض وسائل إعلام «دول التآمر» ذهبت لأكبر من ذلك وقالت بأن تحالف البحر الأحمر استثنى مملكة البحرين ودولة الإمارات، في إشارة لزرع الفتنة، على الرغم من أن طالب في المرحلة الابتدائية يدرك معلومة جغرافية أن البحرين والإمارات لا تطلان على البحر الأحمر..!! وقد كان موقف مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة واضحا في دعمهما وتأييدهما لإعلان التحالف وحرصهما المستمر وعلاقتهما الوثيقة الضاربة في الأعماق مع المملكة العربية السعودية وكل دول التحالف.
في كل يوم تثبت المملكة العربية السعودية ودول التحالف الرباعي أنها تسير بخطى راسخة ثابتة، وانتصارها في تحقيق النصر في اليمن ودعم الشرعية، يؤكد الحرص على الأمن والاستقرار العربي والإقليمي.