نون والقلم

احمد الملا يكتب: الديمقراطية الرأسمالية.. نظام دموي تقنع بالحرية

الرأسمالية بشكل عام هي نظام أقتصادي يقوم على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج وخلق السلع والخدمات من أجل الربح، حيث يعطي هذا النظام مطلق الحرية للأفراد والمؤسسات من أجل الربح وجني الأموال والثروات حتى وإن كانت بطريقة غير مشروعة، قد تكون هناك محاربة ظاهرية أو معلنة لتلك الطرق لكن في الحقيقة هناك دعم لها من قبل الدول الرأسمالية، فمثلا تحارب تلك الدول تجارة المخدرات والممنوعات إعلامياً لكنها تدعم تلك التجارة من خلال مؤسساتها الإستخباراتية هذا إن لم تكن تلك المؤسسات هي الراعي الرسمي لتلك التجارة …

فالنظام الرأسمالي نظام دموي مقنع بقناع الحرية وخير شاهد على ذلك ما يحصل الآن في العالم من حروب دولية – خارجية وداخلية – وحروب طائفية وحتى تلك التي تدور رحاها الآن في الشرق الأوسط حتى وإن كانت أطرافها اسلامية لكن في حقيقتها أدوات لأن المحرك الرئيسي لها هي الدول الرأسمالية وهي المستفيد منها من حيث بيع الأسلحة واستحلاب الثروات النفطية وغيرها هذا من جانب ومن جانب آخر اضعاف تلك الدول حتى تكون مضطرة إلى اللجوء إلى الدول الرأسمالية في كل الجوانب الإقتصادية على وجه التحديد …

فما يحصل الآن في العالم من سفك لدماء البشر سببه الرئيسي هو الدول الرأسمالية التي تسعى لجني الأموال والأرباح من جراء تلك الحروب، وأدواتها التي ساعدتها في تحقيق ذلك هو الفكر الإرهابي المتطرف المتشدد الذي كان خير أداة لتنفيذ هذا المخطط الرأسمالي….

يقول المحقق الصرخي في كتاب ( فلسفتنا بإسلوب وبيان_واضح ) وهو كتاب فيه بيان وتوجيه لما جاء في بحوث فلسفتنا للسيد الشهيد محمد باقر الصدر – قدس سره – يقول السيد المحقق الصرخي وتحت عنوان الحرية الإقتصادية في الديمقراطية الرأسمالي (( ترتكز على الإيمان بالإقتصاد الحر، وتقرر فتح جميع الأبواب وتهيئة كل المياديين أمام المواطن في المجال الإقتصادي فيباح التملك للإستهلاك والإنتاج معًا وتباح هذهالملكية التي يتكون منها رأس المال من غير حد أو قيد وللجميع على حد سواء فلكل فرد مطلق الحرية في انتهاج أي اسلوب وسلوك أي طريق لكسب الثروة وتضخيمها ومضاعفتها على ضوء مصالحه ومنافعه الشخصية ))…. انتهى الإقتباس …

فإذا كان هذا الأمر على مستوى الأفراد فما بالك بالحرية التي تمارسها دولة ومؤسساتها وتصوروا مدى حدود الحرية التي تتمتع بها كدولة ومؤسسات حكومية من أجل الكسب والربح، ولهذا نجد إنه حتى في داخل تلك الدول هناك الملايين من الأفراد المسحوقين بوطئة حرية الإستثمار، فهذا النظام وبشكل مطلق هو نظام لحلب الأموال حتى وإن كان المقابل هو سفك الدماء ….

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملاحظة : للاطلاع أو تحميل كتاب « فلسفتنا» بأسلوب وبيان واضح للسيد الأستاذ الصرخي || بيان وتوجيه وتعديل لما جاء في بحوث «فلسفتنا» للشهيد السيّد محمد باقر الصدر (قدس سره) || يكون على الرابط التالي :

http://www.al-hasany.net/wp-content/books/phlsapha/flsaftuna.pdf?fbclid=IwAR2NorCLJ3hOnlcXXXPEUJyPYttUUcL02jVaaoDiqWo6WVpaiu4CXfJoVHk  

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى