تتميز أجواء العيد في إقليم الأحواز بمظاهر عدة، أكثرها لفتاً للانتباه تلك المظاهر التي تؤكد عروبتها، فيحرص الأحوازيون على إعلاء كل مظاهرهم العربية في أيام العيد.
– مسيرات وزي عربي
فصبيحة يوم العيد وعقب أداء الصلاة تبدأ مسيرات جماعية يطلقون عليها اسم “مسيرات المعايدة” التي تعم شوارع الأحواز.
ويحرص الأحوازي على ارتداء لباس العيد، الذي هو عبارة عن الزي العربي الأصيل، وتعلو في المسيرات هتافات بشعارات وطنية عربية، وأخرى تندد بالاحتلال الإيراني للإقليم.
– إيران.. ضغوط للترهيب
وتمنح إيران إجازة العيد يوماً واحداً في حين تمنح إجازة 13 يوماً في عيد الزالتوشتي، بل إن السلطات الإيرانية تمارس عمليات تضييق مستمرة أيام العيد على المجتمع الأحوازي، فتعتقل البعض ممّن يرتدون الزي العربي بتهمة الولاء للسعودية، وأن العقال الذي يعلو الرأس ما هو إلا تابع للزي السعودي.
وفي ذلك، يؤكد الإعلامي سعد الأحوازي، وهو أحد أبناء إقليم الأحواز، أن الزي قريب الشبه من الزي الخليجي، فله بعد تاريخي وقومي بانتمائنا إلى العروبة، ولا يعني ذلك موالاتنا للسعودية على الصعيد السياسي.
– صداع في رأس إيران
ولم تتوقف السلطات الإيرانية في تضييقها عند هذا الأمر، بل أعلنت صراحةًَ عن تهديد كل من يرتدي الزي العربي في الشوارع، وخاصةً الكوفية الحمراء “الشماغ”.
والشماغ ما هو إلا رمز وطني عند الأحوازيين، إلا أن النظام الإيراني يصنفه بـ”الرمز الإرهابي”، مطلقاً عليه اسم “شعار الوهابية” معتقداً انتماءه إلى المملكة العربية السعودية.
– أناشيد وولائم
ولأول أيام العيد في إقليم الأحواز طبيعة خاصة، فيتميز بخروج الرجال والنساء والأطفال، يجوبون الشوارع للقاء الأهل والأصدقاء لتهنئتهم بالعيد، وتكون البهجة والسرور من أجمل مظاهر هذا اليوم الجميل.
كذلك، يتم إعداد الموائد احتفالاً بهذه المناسبة التي تفوح منها رائحة القهوة العربية، ذات المذاق الخاص بالهيل والزعفران.
ويتخلل أيام العيد إلقاء القصائد والثناء على الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، وفي السمر تقام حفلات غنائية ابتهاجاً بهذه الأيام المباركة.
– إيران والهوية العربية للأحواز
وتتخذ إيران دائماً إجراءات لتغريب المنطقة الأحوازية، ففي عيد الفطر الماضي، خالفت رؤية السعودية والمنطقة العربية، وأصرت على أن أول أيامه بعد يوم من عيد الفطر في المنطقة العربية، في محاولة لفصل إقليم الأحواز عن هويته وانتمائه العروبي، إلا أن أهالي الأحواز خالفوا القرار واحتفلوا بالعيد مع المنطقة العربية، ممّا قابلته إيران بحملة اعتقالات واسعة باعتباره تحدياً لها، لدرجة أن فرضت على المعتقلين صيام هذا اليوم عنوةً.
وانطلقت حشود من الأحواز في مظاهرات عارمة تندد بحملة الاعتقالات، وترفض استكمال شهر رمضان ثلاثين يوماً، ورفعوا شعارات تؤكد انتماءهم للعروبة والدول العربية، وأنهم على أتم الاستعداد للتصعيد إن تطلب الأمر ذلك.
ويؤكد بيان لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز أن “الشعب العربي الأحوازي لم يعد يتحمل السياسات اللاإنسانية للاحتلال الفارسي، وحرمانه من أبسط حقوقه، ومظاهرات يوم الجمعة كانت رداً طبيعياً على منع الأحوازيين من الاحتفال بيوم عيد الفطر المبارك بالتزامن مع أشقائهم العرب وعلى رأسهم المملكة”.
كما تبين الأحداث في الأحواز، ولا سيما المظاهرات الأخيرة، إصرار الشعب الأحوازي على الاحتفال بعيد الفطر مع الدول العربية وليس مع طهران، وتؤكد تصاعد الوعي الوطني بين الأحوازيين الذين بدؤوا يستثمرون كل المناسبات الإسلامية والوطنية لإبراز انتمائهم لأمتهم.
يُشار إلى أن الأحواز أو الأهواز هي عاصمة ومركز محافظة خوزستان، وتقع شمال غربي إيران ويخترق المدينة نهر كارون، وبحسب إحصاء عام 2006 تعد الأحواز أكبر مدينة في خوزستان حيث يبلغ عدد سكانها 1.841.145 نسمة.
ويعود تاريخ الأحواز إلى عصور سحيقة، جاء ذكرها في التاريخ العربي الإسلامي بشكل كبير، كما في كتاب البداية والنهاية وتاريخ الطبري وآثار البلاد وأخبار العباد لزكريا بن محمد بن محمود القزويني، وجاء في لسان العرب “الأهواز هي سبع كور بين البصرة وفارس، لكل واحدة منها اسم، وجمعها الأهواز أيضاً، وذكرها شعراء العرب حيث يقول جرير:
سيروا بني العم فالأهواز منزلكم *** ونهر ثيرى فلم تعرفكم العرب”.