نون والقلم

احمد الملا يكتب: صوت الأمرد.. يقرع أذان ابن تيمية نبي الإلحاد والوثنية

لاشك عند كل مَن قرأ كتب ابن تيمية بأن هذا الأخير هو إنسان يدعو إلى الوثنية والإلحاد وهذا من الجذور الدينية لآبائه الحرانيين عبدة الكواكب والأوثان ودعاة الإلحاد بالله –تعالى-، فكما كان يصور آباءه الآلهة على شكل كواكب وأوثان فإبن تيمية سار على نهج آبائه وراح يشبّه ويجسّم الذات المقدسة حتى أوجد لنفسه شابًا أمردًا جعدًا قططًا جعله ربًّا له، وحتى يمارس عبادة هذا الشاب الأمرد بكل حرية وبدون اعتراض من المسلمين راح يؤسس لدينه التوحيدي الخرافي الأسطوري من خلال تصحيح الأحاديث التي تجسم الذات الإلهية المقدسة، وقبل ذلك كله جعل من أئمة الإلحاد المتسترين بالدين قادة له وأئمة ورموز، كيزيد بن معاوية الذي أنكر الوحي والرسالة المحمدية بقوله: (لا خبر جاء ولا وحي نزل).

وقد ذكرنا الكثير من الموارد التي يجسم ويشبه بها ابن تيمية الذات المقدسة، وفي هذا المقام سوف نذكر ما يقوله في كتابه مجموع الفتاوى الجزء السادس في الصفحة 527 حيث يقول بأن الله يتكلم بصوت والعياذ بالله، إذ يقول ابن تيمية ((وليس في الأئمة والسلف من قال أن الله لا يتكلّم بصوت وجاء ذلك في آثار مشهورة عن السلف والآئمة وكان السلف والأئمة يذكرون الآثار التي ذكرت تكلم الله فيها بالصوت ولا ينكرها منهم أحد.. وكتاب البخاري في كتاب خلق الأفعال صريح في أن الله تكلم بصوت وفرق بين صوت الله وأصوات العباد وذكر في ذلك عدة أحاديث عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وكذلك ترجم في كتاب الصحيح في باب قوله تعالى {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} وذكر مادل على إن الله تكلم بصوت وهو القدير)).

وهنا لنا عدّة وقفات :

الوقفة الأولى: ابن تيمية يتقول على الأئمة في هذا الأمر فلم يذكر مَن هم الأئمة مّمن قالوا بذلك، أما بخصوص السلف الذي يقصدهم فهم سلفه هو من مجسمة لا غير هذا منجهة، ومن جهة أخرى أين هي وماهي تلك الآثار المشهورة التي ذكرها الأئمة بخصوص تكلم الله بصوت؟، وقبل ذلك كله نسأل ابن تيمية وغيره مَن هم هؤلاء الأئمة؟، ولماذا لم يستدل في رأيه هذا على رأي الصحابة والخلفاء لماذا استدل بكلام عن أئمة لا نعرف مَن هم؟، وإذا كانوا فعلًا معروفين فهل هم الخلفاء والصحابة الذين قال عنهم رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم– عضّوا على سنتهم بالنواجذ أم انهم علماء دين لهم آراء متباينة في هذا المجال؟!.

الوقفة الثانية: يرجع ابن تيمية إلى كتاب البخاري وقال إنه ذكر آحاديث تقول ان الله تكلم بصوت وذكر المصدر، وأنا بدوري ذهبت إلى صحيح البخاري فلم أجد هكذا آحاديث أي لم أجد أحاديث تقول إن الله تكلّم بصوت، بل وجدت حديث واحد فقط وذكرت فيه كلمة (لقوله) وهذه الكلمة لا تدل على أن القول يعني الصوت إلا إذا كان هناك تشبيه وتجسيم، حيث يقول البخاري في باب {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} تحت تسلسل 4800 الذي هو رقم الحديث ولا يوجد حديث غيره في هذا الباب أي فقط هذا الحديث وهو ((حدثنا الحميدي …… ابي هريرة يقول: إن نبي الله –صلى الله عليه وآله وسلم– قال: إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاً لقوله كأنه سلسلة على صفوان فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال: الحق وهو العلي الكبير فيسمعها مسترق السمع ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته ثم يلقيها الآخر من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مئة كذبة فيقال: أليس قد قال لنا كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمع من في السماء)). ويقول البخاري انظر الحديث 4701 والحديث 7481 وهما نفس الحديث بزيادة ونقصان.

الوقفة الثالثة: من الوقفة السابقة نجد أن ابن تيمية قد أفلس تمامًا ولم يستطع أن يقدم أي دليل على رأيه فقط حاول أن ينجد نفسه بحديث البخاري والذي لم يكن فيه أي دليل على أن الله يتكلم بصوت بل كل ما ذكر هو (قوله – أي قول الله) وهذا اللفظ قوله ) لا يدل على إن الله يتكلم بصوت مطلقًا، وحتى وإن كان القدر أو القضاء أو الأمر فهذه ليست أصوات ومع ذلك ابن تيمية دلس وتلاعب بمعنى الحديث وقال عن الحديث وأوَّله إلى أن القدر هو الصوت وذلك بقوله ((وذكر – أي البخاري – مادل على إن الله تكلم بصوت وهو القدر)) فكيف يكون الصوت هو القدر وكيف للقدر أن يكون صوت يا ابن تيمية؟!، فهو هنا وكما قلنا تأوَّل على الحديث وقال بأن القدر يعني الصوت وإذا صدر التأويل من غيره فإن المتأول كافرًا.

الوقفة الرابعة: إن الذي يتكلم بحروف وصوت هو الشاب الأمرد الجعد القطط رب ابن تيمية وإلهه وإله أئمته وسلفه المجسِّمة المشبِّهة، فهذا الصوت هو من قرع أذن ابن تيمية وأوحى له دين التجسيم والتشبيه ليكون نبيًّا في هذا المجال منتحلًا الإسلام دينًا له حتى يمارس دينه الوثني الإلحادي الخرافي الأسطوري،  ومن أجل ذلك ندعو الجميع إلى متابعة سلسلة البحوث التي ألقاها المحقق الصرخي في الرد على الفكر التيمي لما فيها من كشف لخرافة وأسطوره هذا الفكر وضحالته وهذه البحوث هي : سلسلة محاضرات : الدولة .. المارقة … في عصر الظهور … منذ عهد الرسول – صلى الله عليه واله وسلم- ….

سلسلة محاضرات : وقفات مع….توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري …

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى