نون والقلم

عبدالله السويجي يكتب: الحرب بين «حزب الله» و«إسرائيل»

هل تندلع الحرب فجأة على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة بين الجيش «الإسرائيلي» و«حزب الله» بعد إعلان المسؤولين العسكريين «الإسرائيليين» العثور على أنفاق تمتد في باطن الأرض من جنوبي لبنان إلى المستوطنات «الإسرائيلية» في شمالي فلسطين؟

وهل يسعى الكيان الصهيوني إلى افتعال حرب جديدة بعد مرور أكثر من اثني عشر عاماً على الحرب الأخيرة التي وقعت في العام 2006؟ خاصة أن جيش الاحتلال طلب من قوات حفظ السلام (اليونيفيل) والجيش اللبناني هدم الأنفاق، وهو بذلك يضع «حزب الله» في مواجهة مع الطرفين من الصعب أن تنشب لرفض الحزب المتوقع عن الكشف عن هذه الأنفاق وربما إنكاره بتاتاً لوجودها، مع تبريرات تقول: إن من يعرف تضاريس وجغرافية المنطقة الفاصلة بين الحدود اللبنانية والفلسطينية، وهي عبارة عن منطقة منحدرة أشبه بالوادي، يدرك صعوبة وجود هذه الأنفاق، لأن الحفر سيكون عميقاً في الأرض، أي الحفر تحت الوادي، وهذا يحتاج إلى تكنولوجيا عالية ومعدات متطورة. ورغم ذلك يقول «الإسرائيليون»: إنهم اكتشفوا نفقين وشاهدوا مقاتلين من «حزب الله» يسيرون فيهما، ولم يفرجوا عن أي صور أو لقطات فيديو.

في المقابل، فإن التصريحات التي كانت تصدر في الفترة الماضية عن قياديين في «حزب الله» اللبناني المدعوم من إيران، كانت تلمح إلى أن أي مواجهة قادمة بين الحزب والجيش «الإسرائيلي» ستحمل مفاجآت كثيرة، وصرح بعضهم بأن الحرب هذه المرة ستكون خلف خطوط الجيش «الإسرائيلي» وعلى الأراضي الفلسطينية، وهو ما يوحي بوجود أنفاق طويلة.

الأخبار القادمة من جنوبي لبنان تقول: إن الحزب استنفر مقاتليه ووضعهم على أهبة الاستعداد، ما يعني أن فرصة اندلاع الحرب باتت كبيرة جداً، لأن القيام بتدمير الأنفاق يقتضي العمل داخل الأراضي اللبنانية الأمر الذي يزيد من فرص الحرب، لكن لم يتحدث أحد عن حشود عسكرية للجيش «الإسرائيلي»، إلا إذا كان القادة «الإسرائيليون» سيعتمدون على الطيران الحربي فقط من دون الدخول في حرب برية، لكن في كل الحالات، ستنشب حرب صواريخ توعّد بها «حزب الله» الجيش «الإسرائيلي» وهدد بأنها ستطال عمق المدن «الإسرائيلية»، وقد يتم استخدام القوات البرية في حال تأكد الجيش «الإسرائيلي» من تدمير شبه تام لقواعد المقاتلين.

ولن ندخل في هذه السيناريوهات وفشلها ونجاحها إلا أن «حزب الله» كما يبدو، لديه رغبة قوية في نشوب حرب واسعة لأسباب كثيرة:

أولاً: لإفشال الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري من استكمال التشكيل، بعد أن تسربت أخبار أن الحزب هو من يعرقل تشكيل الحكومة.

ثانياً: يطمح «حزب الله» من وراء هذه الحرب إلى استعادة التعاطف معه بعد اهتزازه بين فئات كثيرة من الشعب اللبناني بعد تدخله في سوريا ومحاربته إلى جانب النظام السوري، وخسارته لمئات من المقاتلين، وهناك أخبار عن تذمر بين أهالي المقاتلين الذين يعتقدون أن أبناءهم يخوضون حرباً ليست حربهم.

ثالثاً: بما أن الحزب متحالف مع إيران، بل يكاد يكون ذراعها العسكرية في المنطقة، وبما أن إيران تعاني من حصار اقتصادي وسياسي كبيرين، فإنها تعتقد أن الحرب على الجبهة اللبنانية، التي قد تمتد لتشمل الجبهة السورية، وربما جزءاً من الجبهة العراقية، قد تخفف من وطأة الصراع، وإذا صمد الحزب أو حقق نجاحات في المعركة فربما يقوي من موقف إيران وشروطها في التفاوض مع الولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي، وقد يقوي ويعزز وجودها في سوريا، وربما ترى أن هذا الصمود سينعكس أيضاً في مواجهة دول الخليج وخاصة في موضوع اليمن. ولن نتحدث هنا عن الهزيمة التي قد تصيب «حزب الله» وانعكاساتها على إيران، لأنها ستكون واضحة جداً في اليمن وسوريا وفي الخليج العربي.

الحرب إن وقعت قد لا تقف عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية، فربما تطال الجبهة السورية والعراقية لأن الحشد الشعبي وعد بمساندة الحزب في أي معركة مع «إسرائيل»، وربما تتعرض إيران نفسها لبعض الضربات «الإسرائيلية» لأن نتنياهو لن يترك الفرصة تفلت من بين يديه لوقوفه ضد الوجود الإيراني العسكري في سوريا، لكن في هذه الحالة ستندلع الحرب في المنطقة بأكملها، وستغير نتائجها الجغرافيا السياسية.

لا ندري النوايا «الإسرائيلية» حتى الآن ولكن الوضع سيبقى متوتراً إلى حين مغادرة الجرافات والحفارات «الإسرائيلية» الحدود مع لبنان.

نقلا عن صحيفة الخليج

أخبار ذات صلة

Check Also
Close
Back to top button