لا تتوقع أبداً أن ترحب قطر بتطور يعود بالفائدة على الأمة العربية، أو أن تؤيد تركيا حدثاً يصب في مصلحة دولة عربية، أو أن يُجيش «الإخوان» أنفسهم لدعم مصالح الشعوب العربية، وعليك أن تدرك تماماً أن ما يُفرحك أو يُخفف عنك الألم أو يقلل الضغط عليك سيكون وبالاً على من يسعون، على مدى سنوات، إلى هدم الأمة العربية وتبديد أحلامك حتى لو كانت بسيطة.
إنه السلوك القطري المؤذي، والتصرفات «الإخوان»ية المعادية، والتواطؤ التركي المفسد، فما أن أعلن الفاتيكان أن البابا فرنسيس سيزور الإمارات في الثالث من شباط (فبراير) المقبل، لتكون الزيارة السابعة له لدولة مسلمة «من أجل الدعوة إلى السلام بين الأديان»، حتى بدأ «تحالف الشر» التعاطي مع الحدث بالطريقة نفسها والوسائل ذاتها، التي جرى استخدامها مع كل حدث مبهج، أو تطور إيجابي في أي من الدول الأربع المقاطعة لقطر والمعارضة لدعم الدوحة للإرهاب واحتضانها رموز «الإخوان» و«مطاريد» الإرهابيين.
الزيارة التي وصفها ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، عبر تغريدة على موقع تويتر، بأنها «تاريخية»، مؤكداً ترحيب بلاده «بزيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان الذي يعد رمزاً عالمياً من رموز السلام والتسامح وتعزيز روابط الإخوة الإنسانية» بعدما شدد على تطلعه إلى «زيارة تاريخية يتم عبرها تعظيم فرص الحوار والتعايش السلمي بين الشعوب»، منوهاً بأن «السلام غاية تتحقق بالتآلف وتقبل الآخر»، تسببت في المقابل في صدمة لدى الجانب الآخر، ووقع خبرها كالصاعقة على الآلة الإعلامية القطرية والقنوات التي تبث من تركيا واللجان الإلكترونية «الإخوان»ية المنتشرة في العالم، والتي ظلت على مدى السنوات السابقة ترصد ما يجري في السعودية ومصر والإمارات والبحرين، وتعمل دائماً على تشويه الواقع في الدول الأربع، وإفساد فرحة الناس وتصدير الطاقة السلبية لهم، وسرقة فرحة المواطنين دائماً عند كل حدث.
ليس سراً أن «محور الشر» لا يهتم بسلام ولا وئام بين الشعوب، فأطرافه تعمل دائماً على نشر الخراب، وتدعو إلى الفوضى وتسعى إلى تحطيم آمال الشعوب في العيش الكريم والحياة الهادئة المستقرة، ولا تتوقف عن إشاعة مناخ العنف داخل المجتمعات العربية، خصوصاً أن البابا فرنسيس حرص في زيارته العام الماضي لمصر على «الدعوة إلى الحوار بين الأديان وإدانة العنف باسم الدين» وهي الأفكار التي عبر عنها المتحدث باسم الفاتيكان جريح بوركي عند الإعلان عن زيارة البابا للإمارات عندما قال إن الفكرة الرئيسية في الزيارة ستكون «اجعلني قناة سلامك»، وهذه نية البابا في الذهاب إلى الإمارات كيف يمكن لكل أصحاب النيات الحسنة أن يعملوا معاً من أجل السلام؟ بالطبع فإن ما ارتكبته قطر من جرائم في حق الشعوب العربية، وما تبثه القنوات التركية من مواد لتحريض الشعوب ضد حكامها والطوائف ضد بعضها البعض، وما تروج له لجان «الإخوان» الإلكترونية من أكاذيب وفبركات وأفكار هدامة لا يعبر عن نيات حسنة، ولا يهدف إلى تحقيق السلام أو الحوار للأديان أو التلاقي بين الشعوب.
عموماً فإن شعوب الدول الأربع فطنوا تماماً إلى الزيف الذي تروج له المنصات الإعلامية الشريرة، وصارت تسخر من إصرار أصحابها على المضي في الطريق الذي اختاروه لأنفسهم، والمؤكد أن دولة الإمارات ستقدم نموذجاً للحفاوة العربية بضيف كبير، وستنفذ الأجهزة الإماراتية سيناريو مبهراً للزيارة التاريخية، وسيحتفي العالم بحدث يسهم في تخفيف التوترات وتخفيض الاحتقانات وتنقية الأجواء بين شعوب وفئات مجتمعية يسعى «محور الشر» دائماً إلى إثارتها والوقيعة بينها وتسخين الأجواء من حولها.
نعم صارت الشعوب العربية أكثر خبرة في التعاطي مع سموم الآلة الإعلامية لقطر، وأحقاد قنوات تبث من تركيا ولا تتوقف عن التحريض على العنف والكراهية، ناهيك عن سلوك «الإخوان» وجرائمهم ومؤامراتهم من أجل هدم المجتمعات العربية على من فيها، والقفز إلى مقاعد السلطة والنفوذ، ذلك الحكم التاريخي للتنظيم والذي يتحول كابوساً كلما فشل «الإخوان» وداعموهم في كل مخطط وأي مؤامرة.