نون – دبي
دعا المشاركون في جلسة «مستقبل المحتوى الترفيهي» المنعقدة ضمن برنامج الدورة الثالثة لقمة رواد التواصل الاجتماعي العرب، في دبي إلى تأسيس منصة ترفيهية عربية جامعة لمؤثري وصنّاع الكوميديا العرب، من دون أي شكل من أشكال الرقابة التي تحد من الإبداع والابتكار، جاء ذلك خلال جلسة عقدت ضمن مناقشات «الحلقات الاجتماعية» وشارك فيها الإعلامي بدر صالح، ورجائي قواس أحد رواد الكوميديا في التواصل الاجتماعي، المخرج الإماراتي محمد سعيد حارب، وأدار الجلسة الإعلامي الكويتي حمد قلم.
وتعليقاً على موضوع الجلسة، قال محمد حارب إن منصات التواصل الاجتماعي في البداية ساعدته على معرفة ردود فعل الجمهور حول التجارب الترفيهية التي يقدمها عبر مختلف الوسائل، ولكن بعد التطور الذي شهده هذا القطاع، اكتشف أن مستقبل الترفيه في الوطن العربي ليس في يد القنوات التلفزيونية، وانما في الواقع هو بيد منصات مثل «نتفليكس» و «أمازون» وغيرها من المنصات التي تقدم محتوى محترفا ومدروسا يتناسب مع مختلف الاعمار والاذواق.
وأضاف حارب، هذه الخبرة التراكمية جعلتني اطرح فكرة «كرتون سراج» على منصات التواصل وتحديداً «يوتيوب»، بعد أن تأكدنا أن شريحة الأطفال المستهدفة وأيضاً شريحة كبيرة من ذويهم أصبحوا أكثر متابعة لليوتيوب من التلفزيون، مشيرا إلى دور «يوتيوب» كأبرز منصات التواصل الاجتماعي في دعم صناعة الترفيه في المنطقة العربية، حيث ساعدت مستخدمي هذه المنصة على تطوير تجاربهم الخاصة.
بدوره قال رجائي قواس إن صناعة الترفيه في المنطقة العربية ما زالت منغمسة في الهدف الأول الذي وجدت بسببه، وهو صناعة محتوى جميل بلغة بسيطة للمشاهد، على الرغم من أن معايير صناعة محتوى ترفيهي مبتكر اختلفت في الوقت الحالي، بحيث يتطلب أن يكون المحتوى المطروح اليوم أكثر توجهاً وتركيزاً على شرائح محددة.
وأضاف قواس، المشكلة في ضعف صناعة الترفيه العربي ان خيارات المتابعين لبعض المؤثرين أصبحت سيئة، مؤكداً في السياق ذاته، ان فرض أي جهة رقابية عل صناعة الترفيه في المنطقة سيؤثر بالسلب على مستقبل الترفيه في العالم العربي، وأضاف أن مستقبل الترفيه من وجهة نظره متوقف حالياً على مستوى التعليم والتثقيف الذي لابد ان يقدم للمؤثرين ويحتويهم بهدف صناعة محتوى هادف.
وحول رؤاه عن مستقبل صناعة الترفيه في المنطقة العربية، قال الإعلامي بدر صالح إن فكرة تأسيس صناعة ترفيهيه عربية منافسة ممكنة جداً، متى ما توقف المعلنين ووكالات الاعمال وايضاً المشاهدين من التعامل معنا كأرقام فقط، حيث تضع أصحاب الأرقام وملايين المتابعين في مقدمة أولياتهم وليس المحتوى الهادف الذي نقدمه.
وأضاف صالح، بعد خوض تجربتين على التواصل الاجتماعي وأخرى على التلفزيون، اكتشفت ان المكان الصحيح للمؤثرين هو منصات التواصل الاجتماعي، بسبب القيود التي تفرض أحياناً على المجال التلفزيوني.
ولفت صالح إلى أن «العفوية» من أهم عناصر نجاح الكوميديا في المنطقة، ولكن للأسف مبالغة بعض المؤثرين في طرح العفوية، دفع المتابعين للاهتمام بفضائح المشاهير، إلى أن وصلنا لمرحلة نرى فيها ما يقود منصات التواصل الاجتماعي هو «الموضة» و «والترند» وليس المحتوى الهادف. مؤكداً في السياق ذاته ان المنطقة العربية غنية بالترفيه ولكن فقيرة بالمحتوى الترفيهي.
وتعد قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب التجمع الأكبر من نوعه في العالم للمؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي وتوفر مساحة للنقاش حول السبل التي يمكن معها توظيف شبكات التواصل في خدمة المجتمع وأفراده، حيث ويشارك في الدورة الثالثة للقمة أكثر من 70 متحدثاً من 25 دولة في العالم، يقدمون من خلال جلسات تفاعلية خلاصة الأفكار والتجارب والخبرات التي مروا بها في مجال التواصل الاجتماعي، بحضور أكثر من 1000 مؤثر على شبكات التواصل والمعنيين بها من مختلف القطاعات في المنطقة والعالم.