الرجعة عند الشيعة الإمامية الإثنا عشرية تعني أن الله تعالى يُعيد قوماً من الأموات إلى الدنيا قبل يوم القيامة في صورهم التي كانوا عليها، فيعز فريقاً ويذل فريقاً آخر، وينصر المُحقِّين على المبطلين، والمظلومين على الظالمين، ويكون ذلك عند قيام مهدي آل محمد -عليه وعليهم السلام – الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً، ولا يرجع إلا من ارتفعت درجته في الإيمان، وكذلك من بلغ قمة الفساد ثم يصيرون بعد ذلك إلى الموت ومن بعده إلى النشور ، وما يستحقونه من الثواب أو العقاب.
إن الرجعة من نوع البعث والمعاد الجسماني، غير أنها بعث مؤقت في الدنيا ومحدود كماً وكيفاً، ويحدث قبل يوم القيامة بينما يبعث الناس جميعاً يوم القيامة ليلاقوا حسابهم ويبدأوا حياتهم الخالدة، لكن هذه الأصل العقائدي الإسلامي ورغم وجود الأدلة الشرعية القرآنية عليه نجد إن من يدعيَ التمسك بالقرآن والسنة ينكره أمثال التيمية أتباع ابن تيمية من مارقة الفكر !! ومن تلك الأدلة على وجود الرجعة هو ما ذكره المرجع المحقق الصرخي في المحاضرة السادسة من بحث ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول -صلى الله عليه وآله وسلّم- ) حيث استدل سماحته بمجموعة نصوص قرآنية شريفة وتفاسير ومصادر إسلامية مختلفة وجعلها تحت عنوان ( أحييتنا اثنتين والرجعة ) وقال سماحته في هذا المورد..
{{… قال الله تعالى: « إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10) قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11) ». أقول : هنا كلام
أولًا: النص الشريف ظاهر في وصف حال الكافرين على اطلاقه من حيث الأشخاص والمكان والزمان، فلم يقيد بقوم معيّنين أو بمكان محدد أو موضع مشخّص ولا بزمن معين .
ثانيًا: تفسير الطبري: قال : عن السديّ، قوله:( أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ) قال: أميتوا في الدنيا، ثم أحيوا في قبورهم، فسئلوا أو خوطبوا، ثم أميتوا في قبورهم، ثم أحيوا في الآخرة.
وهنا يرد سؤال: أليست هذه رجعة؟ أليست هي أحياء بعد موت؟ نعم، إنّها رجعة وأحياء بعد الموت ولا يقدح في معناها وتحققها فيما إذا كان الإحياء في اللحد أو القبر أو في المقبرة أو القرية أو المدينة أو البلد .
ثالثًا: في منتخب البصائر عن أبي جعفر عليه السلام: قال: هو خاص لأقوام في الرجعة بعد الموت. ( هذا «أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنين» يقول هذا خاص لأقوام في الرجعة بعد الموت )
وفي تفسير القمي قال الصادق عليه السلام: ذلك في الرجعة.
ومن الشواهد بالقرآن ذكر المرجع ايضا :
رابعًا: نذكر بعض الشواهد القرآنية التي تشير بوضوح إلى الرجعة والإحياء بعد الموت والله المستعان:
• قال مولانا العظيم: «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ»….
• قال تعالى« أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12)…»…
وسوف اضع اسفل المقال رابط فيديو نص البحث كاملاً لمن يريد أن يطلع عليه لاني لم اذكر المورد كاملاً تلافي للإطالة …
ومن هذا الموارد التي ذكرها سماحة المحقق الصرخي والتي جعلها بهذا العنوان ( أحييتنا اثنتين والرجعة ) نلاحظ إن كل اعتراضات وإشكالات التيمية وتكفيرهم قد أصبح خواءً وهباءً لأن هذا الفكر قد اصتطدم بجدار الفكر والعلم والمجادلة بالدليل الشرعي القرآني…
المحقق الصرخي : ايها التيمية الرجعة في القرآن والسنة فلماذا تكفرون الشيعة ؟!