نون – خاص
توجه كل من وفد المليشيات الحوثية الانقلابية، ووفد الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دولياً إلى العاصمة السويدية ستوكهولم، أمس الثلاثاء، للمشاركة في مفاوضات السلام، في خطوة قد تنهي الحرب المندلعة في البلاد منذ عام 2016.
ومن المقرر أن تنطلق المفاوضات يوم غد، الخميس، برعاية أممية.
وفي عام 2015، تدخلت المملكة العربية السعودية، ومعها دولة الإمارات، للدفاع عن اليمن من الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران، حيث دعمت الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي، الذي تم طرده من العاصمة صنعاء، التي خضعت منذ الانقلاب لسيطرة المليشيات الحوثية.
ودعمت إيران المليشيات الحوثية في اليمن بالأسلحة والصواريخ، حيث أطلق الانقلابيون العديد من الصواريخ الباليستية على أراضي المملكة السعودية مستهدفة المناطق السكنية.
وفي سبتمبر الماضي، انهارت آخر جهود السلام للأزمة اليمنية في جنيف، بسبب عدم حضور الوفد الحوثي للمشاركة في المباحثات، في خطوة اعتبرها الكثيرون بأنها تحدياً للجهود الدولية وإعلاناً لاستمرار الحرب في البلاد وعدم تحمل المسئلية تجاه الشعب اليمني الذي يعاني من ويلات الحرب منذ سنوات.
وبحسب إحصاءات الأمم المتحدة، فإن النزاع المتواصل في اليمن منذ عام 2015، أسفر عن مقتل أكثر من 57 ألف شخص، ونزوح نحو 4 ملايين شخص، منهم 600 ألف بسبب معركة الحديدة.
وشهد اليمن، خلال الفترة الأخيرة، معارك شرسة في ميناء الحديدة الواقع على البحر الاحمر، حيث يحاول التحالف العربي الداعم للشرعية، الذي تقود المملكة العربية السعودية، السيطرة من عليه وطرد المليشيات المليشيات الحوثية منه.
ويقول مراقبون أن الأزمة اليمنية الآن تمحورت حول ميناء الحديدة، حيث أصبحت قضية الميناء أمراً هاماً وحساساً بشأن الجهود الدولية الرامية إلى درء المجاعة التي قد تعصف باليمن في المستقبل القريب.
ودعا منسق الشئون الإنسانية بالأمم المتحدة، مارك لوبوك، إلى توفير مبلغ 4 مليارات دولار في عام 2019، من اجل إحتواء أكبر أزمة إنسانية يشهدها العالم حالياً.
وقال لوكوك أن محادثات ستوكهولم قد تخفف من المعاناة الشديدة التي يعيشها الشعب اليمني، مشيراً إلى أن هذا يشمل “الكثير من الافتراضات”.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن مباحثات السويد “لن تتضمن مفاوضات إنهاء الحرب في اليمن”، مشيرة إلى أن التركيز سينصب على تدابير بناء الثقة.
وأوضحت الصحيفة أن النقاش سيدور حول تبادل الأسرى بوساطة الصليب الأحمر، ومدينة وميناء الحديدة، وإعادة فتح مطار صنعاء الدولي، الذي يستقبل فقط الرحلات الجوية الإنسانية.
وتسعى الأمم المتحدة من خلال المفاوضات إلى فرض اقتراح بأن تتولى هي مسئولية إدارة الميناء، كوسيلة من شأنها أن تضمن تدفق المساعدات الإغاثية إلى 8 ملايين يمني، يعيشون حالياً على المساعدات الدولية.
من جانبه، أعرب رئيس لجنة الإنقاذ الدولية، ديفيد ميليباند، عن ترحيبه بالمحادثات في السويد، واصفاً إياهاً بأنها “نقطة انطلاق للأمل على المدى الطويل”.
وقال ميليباند، في بيان له، إن “تركيز المحادثات حول الإدارة المستقبلية لميناء الحديدة والمدينة وإزالة التصعيد أمران مهمان ومرحبان بهما”، مضيفاً أن “الخطوة الأكثر عملية نحو تحسين الوضع الإنساني هي وقف الأعمال العدائية على الفور لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى من هم في في حاجة ضرورية إليها”.
وحذر الخبير الدولي بالشئون اليمنية بيتر ساليسبري من فشل مفاوضات السويد، موضحاً أنه إذا تم الأخذ في الاعتبار ما حدث في 2015 والوضع الحالي، فإن جميع المؤشرات ترجح عدم الخروج بنتائج من المحادثات واستئناف القتال في الحُديدة.
وأضاف “أن الزخم الواسع يؤيد بشدة استمرار العنف وتدهور الوضع الإنساني، وليس التوصل إلى اتفاق سلام”.
وأشار ساليسبري إلى أنه قد لا يتم التوصل إلى نتائج مأمولة خلال المفاوضات، على الأقل الاتصال المباشر بين المليشيات الحوثية والمسئولين اليمنيين أو التحالف العربي.
وأعرب عن امله في التوصل إلى نتائج مرضية وعاجلة، مشدداً على ضرورة التخطيط لما هو أسوأ، موضحاً أن جميع المؤشرات تشير إلى انهيار المحادثات أو انتهاءها بشكل غير حاسم.