يتابع العالم باهتمام كبير احتفالات دولة الامارات العربية المتحدة بعيدها الوطني السابع والأربعين الذي يخلد ذكرى إعلان الاتحاد المجيد لإمارات سبع أصبحت بجهود حكيم العرب المؤسس الباني ، مع رفاقه الآباء المؤسسين ، دولة متحدة وكيانا عملاقا في شتى مجالات الحياة.
والحديث عن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ليس مجرد وقفة مع الذكريات، ولا محطة نسترجع فيها ما فات، لأن الراحل الكبير هو الغائب الحاضر دوماً في كل أرجاء الإمارات فاسمه الكريم يتردد على كل لسان وفي كل مكان، والكل يتذكره بعمق ووفاء وامتنان طوال العام وفي كل الأعوام.
زايد – طيب الله ثراه- لم يكن مجرد حاكم امتلك القوة فحكم، بل هو قائد دانت له السلطة فعدل، وامتلك الثروة فسخرها من أجل سعادة مَن حكم.
زايد الخير، وإن كان منذ سنوات تحت الثرى، إلا أن كل معالم الحياة من حولنا وكل نجاحات في ارجاء دولة الامارات هي شواهد تنطق بما حققه راحلنا العظيم، ليعيد صياغة حياة البشر وطبيعة الأرض فوق ربوع إمارات العروبة.
وفي هذا اليوم المجيد يوم الثاني من ديسمبر أعرض فقرات من كتيب اعددته تحت عنوان: «زايد في العين» وقد اخترت أن اجعل من الكتيب «رسالة إلى كل أجيال الحاضر والمستقبل» كما يشير العنوان والمضمون.
ففي هذه الصفحات اقتبست من نور السيرة، لقطات من المسيرة التي انطلقت من «واحة العين» حاملة ملامح شخصية قائد مكنته الحكمة من أن يصوغ فوق رمالها أحلامه فتنبت منها آماله ويختط بها دربه فيصبح في حياته عين الوطن وعقله وقلبه، ويبقى بعد مماته في ذاكرة الأرض والبشر رمزاً للخير والعطاء.
وحين فكرت أن أسطر كلمات من وحي الإمارات، وطني الثاني، الذي يحتضنني منذ عقود، جال في خاطري أن أقدم رسالة مفتوحة إلى كل أجيال الحاضر والمستقبل، أجمع فيها سطوراً من سفر كبير لمسيرة زعيم وقائد ورب أسرة تضم كل أبناء شعبه، وصانع حضارة ونهضة، لأقدم فيها لمحات من سمات وصفات اجتمعت معاً في شخص زايد الخير شيخنا الكبير وحكيم أمة العرب، ومؤسس أعظم بنيان في دنيا الوحدة في العصر الحديث، ومهندس التنمية الوطنية الشاملة، وراعي الأجيال في كل أنحاء إمارات الوحدة والنهضة.
وحين أقدم هذه الصفحات عن زايد وحياته في العين، فإن ذلك يعود إلى أن المدينة تحمل بصماته الأولى، حيث شهدت بدايات قيادته وحكمته التي حملت الخير إلى كل أرجاء الإمارات التي قادها في حياته بحكمة وإخلاص، والتي لا تزال قلوب كل اجيالها، ورغم وفاته من سنوات، تنبض باسمه بكل الحب والتقدير.
فـ«زايد الخير» من العين بدأ
من عين المنطقة الشرقية بإمارة أبوظبي ابتدأ، بعد سنوات من مولده في ذلك اليوم الذي حمل اليُمن إلى وطنه وأمته، ومنها انطلق ليصبح طيب الله ثراه هو عين الوطن، وملء عيون كل مواطنيه، قائداً ورائداً وأباً حانياً.
وتعالوا يا أجيال الحاضر والمستقبل، نقترب من فكر القائد منذ النشأة والميلاد، حتى قيادة الاتحاد في مسيرة طويلة رافقتها الإرادة، وصاحبها الجهاد من أجل أن تزهو بلادكم وتفاخر بأمجادها بين الأمم والبلاد.
هي حكاية الإنسان والمكان والزمان.. تلك الثلاثية التي لا يختلف أي منا حول أثرها العميق في مسيرة الأوطان، وهي هنا باختصار حكاية القائد زايد رحمه الله، مع مدينة تحولت على يديه إلى بستان، وأصبحت بفضل جهوده علماً تعرفه كل الأنحاء في عالمنا اليوم، وتقدره كل شعوب الدنيا في مشرقها أو غربها، وفي كل الأركان.
أما حكاية الامارات فلها الف عنوان وعنوان وبها ومنها ومعها انبثقت آلاف الآمال وتحققت أغلى واعز الطموحات.